العدد : ١٧٣٤٤ - الأربعاء ١٧ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٤٤ - الأربعاء ١٧ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

الثقافي

غويشة صراع بين العقل والهوى

بقلم: وفاء شهاب الدين .

السبت ٠٢ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬غويشة‮»‬‭ ‬للكاتبة‭ ‬السعودية‭ ‬المجيدة‭ ‬دارين‭ ‬المساعد‭ ‬والصادرة‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬النيل‭ ‬العربية‭ ‬للنشر‭ ‬والتوزيع‭ ‬بالقاهرة‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬جولة‭ ‬ملهمة،‭ ‬يقال‭ ‬إن‭ ‬الأدباء‭ ‬يختارون‭ ‬أكثر‭ ‬القصص‭ ‬قرباً‭ ‬من‭ ‬قلوبهم‭ ‬ويمددون‭ ‬الخيوط‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬حكاياتها‭ ‬من‭ ‬تجاربهم‭ ‬وقناعاتهم‭. ‬ولأن‭ ‬كل‭ ‬كاتب‭ ‬له‭ ‬ذوق‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬نسج‭ ‬إحساسه‭ ‬الحقيقي‭ ‬مع‭ ‬خيال‭ ‬القصة‭. ‬لفتني‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬أنها‭ ‬الإصدار‭ ‬الأول‭ ‬للكاتبة‭ ‬ويظهر‭ ‬عمق‭ ‬احساسها‭ ‬مطبوعاً‭ ‬داخل‭ ‬الحروف‭ ‬والكلمات‭ ‬بتلقائية‭. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تناقش‭ ‬حقيقة‭ ‬الصراع‭ ‬الداخلي‭ ‬بين‭ ‬عقل‭ ‬الإنسان‭ ‬وقلبه‭ ‬وهواه‭.‬‭ ‬

جعلت‭ ‬الكاتبة‭ ‬هذه‭ ‬المناقشة‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬الراوي‭ ‬داخل‭ ‬الرواية‭ ‬وفيها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬يتسبب‭ ‬بها‭ ‬الكبت‭ ‬والتضحية‭ ‬واستنزاف‭ ‬النفس‭ ‬والوقت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬عند‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬والمخابرات‭ ‬تحديداً‭. ‬أما‭ ‬الربط‭ ‬العجيب‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يعيشه‭ ‬الأبطال‭ ‬من‭ ‬رومانسية‭ ‬في‭ ‬بيئات‭ ‬محافظة‭ ‬جعلت‭ ‬للراوية‭ ‬طابع‭ ‬شيق‭ ‬يحرك‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬القارئ‭ ‬كل‭ ‬المشاعر‭.‬

الحوار‭ ‬بين‭ ‬العقل‭ ‬والقلب‭ ‬هو‭ ‬سيد‭ ‬المشهد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬وتتطرق‭ ‬الكاتبة‭ ‬لماضي‭ ‬الأبطال‭ ‬وتربطه‭ ‬بأحداث‭ ‬الرواية‭ ‬الحالية‭ ‬وكيف‭ ‬لكل‭ ‬إنسان‭ ‬طفولة‭ ‬صنعت‭ ‬مصيره‭ ‬بطريقه‭ ‬او‭ ‬بأخرى‭ ‬الحب‭ ‬هو‭ ‬سيّد‭ ‬التشويق‭ ‬في‭ ‬الروايات‭ ‬ومن‭ ‬خلاله‭ ‬نحن‭ ‬نحب‭ ‬الأبطال‭ ‬ونعيش‭ ‬معهم‭ ‬قصتهم‭ ‬وهذا‭ ‬مما‭ ‬أبدعت‭ ‬فيه‭ ‬الكاتبة‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكتفي‭ ‬بنوع‭ ‬الحب‭ ‬الرومانسي‭ ‬بل‭ ‬ناقشت‭ ‬الصداقة‭ ‬والأخوة‭ ‬وعلاقات‭ ‬العمل‭.‬‭ ‬

اخيراً‭ ‬الرواية‭ ‬الناجحة‭ ‬حسب‭ ‬رأيي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتضمن‭ ‬داخل‭ ‬خيالها‭ ‬وأبطالها‭ ‬مواضيع‭ ‬ملحمية‭ ‬للمناقشة‭. ‬أسلوب‭ ‬الروائي‭ ‬الأدبي‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬النقاش‭ ‬يترك‭ ‬للقارئ‭ ‬حرية‭ ‬التفكّر‭ ‬في‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬دون‭ ‬فرض‭ ‬أو‭ ‬تلقين‭ ‬وهذا‭ ‬نوع‭ ‬مميز‭ ‬من‭ ‬الإبداع‭.‬‭ ‬

من‭ ‬أجواء‭ ‬الرواية

علموني‭ ‬أن‭ ‬أهوائهم‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬قادهم‭ ‬للموتو‭ ‬وما‭ ‬انا‭ ‬الا‭ ‬أداة‭. ‬هنا‭ ‬وانا‭ ‬عالق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزحام‭ ‬يبدو‭ ‬لهم‭ ‬أني‭ ‬في‭ ‬أضعف‭ ‬حالاتي‭ ‬فيزيد‭ ‬نشاطهم‭. ‬لوجودهم‭ ‬فحيح‭ ‬يقشعر‭ ‬له‭ ‬بدني‭ ‬ويشعل‭ ‬في‭ ‬جسدي‭ ‬رهبة‭ ‬تصرخ‭ ‬منها‭ ‬نبضاتي‭. ‬التفت‭ ‬بحرج‭ ‬من‭ ‬ظهور‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬ملامحي‭. ‬أغلقت‭ ‬زجاج‭ ‬السيارة‭ ‬وانشغلت‭ ‬بالعد‭ ‬التنازلي‭ ‬لإشارة‭ ‬المرور‭ ‬تاركاً‭ ‬لمرافقي‭ ‬الأموات‭ ‬حرية‭ ‬الحديث‭ ‬وأرواحهم‭ ‬الباردة‭ ‬تبدد‭ ‬حرارة‭ ‬شمس‭ ‬الرياض‭. ‬مهمتي‭ ‬الأخيرة‭ ‬لمت‭ ‬تنتهي‭ ‬بعد‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬تم‭ ‬تصفيته‭ ‬يرافقني‭ ‬عبر‭ ‬البلاد‭ ‬والقارات‭ ‬وفي‭ ‬نومي‭ ‬وفي‭ ‬يقظتي‭ ‬بشكل‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬عزلتي‭ ‬أوافق‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬ويمكنني‭ ‬احتماله‭. ‬كثيرا‭ ‬آمنت‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تقترفه‭ ‬يداي‭ ‬يبصم‭ ‬على‭ ‬حياتي‭ ‬ببصمة‭ ‬الشقاء‭.‬

وما‭ ‬إن‭ ‬ظهرت‭ ‬هي‭ ‬صرت‭ ‬لا‭ ‬آبه‭ ‬بالشقاء‭ ‬ولا‭ ‬بالذنب‭. ‬إنها‭ ‬النجاة‭ ‬والإنجاز‭ ‬وحقيقة‭ ‬الظفر‭. ‬لا‭ ‬يهم‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬سأستبيح‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬هنا‭. ‬صارعت‭ ‬أفكاري‭ ‬والأحداث‭ ‬القديمة‭ ‬تحدد‭ ‬مصير‭ ‬الجديدة‭ ‬وتقلقني‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا