العدد : ١٧٢٩٧ - الجمعة ٠١ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٩٧ - الجمعة ٠١ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ صفر ١٤٤٧هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

القضية أكبر من شهادة مزورة

أمامي‭ ‬ثلاث‭ ‬قضايا‭.. ‬أشغلت‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬مؤخرا،‭ ‬وكشفت‭ ‬عن‭ ‬حاجتنا‭ ‬المجتمعية‭ ‬الماسة‭ ‬إلى‭ ‬المطالبة‭ ‬بمراجعة‭ ‬وتقييم‭ ‬الإجراءات‭.. ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬مبدأ‭ ‬الحماية‭ ‬والعدالة‭.. ‬وتأكيد‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭.. ‬والمواطنة‭ ‬كذلك‭.‬

أولا‭: ‬قضية‭ ‬تطليق‭ ‬الزوجة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انقطع‭ ‬عنها‭ ‬زوجها‭ ‬20‭ ‬عاما‭.. ‬فهل‭ ‬من‭ ‬مبرر‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬وتعيش‭ ‬الزوجة‭ ‬والأسرة‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬وتعقيدات؟‭ ‬فهل‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬سرعة‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬المحاكم،‭ ‬أو‭ ‬بطء‭ ‬في‭ ‬الإجراءات،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الجهة‭ ‬المعنية‭ ‬بمتابعة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬الأسرية،‭ ‬في‭ ‬وطن‭ ‬نفتخر‭ ‬فيه‭ ‬بوجود‭ ‬قانون‭ ‬للأحوال‭ ‬الشخصية‭.‬

ثانيا‭: ‬قضية‭ ‬الشاب‭ ‬الذي‭ ‬استدرج‭ ‬الأطفال‭ ‬عبر‭ ‬حسابات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وقام‭ ‬باستغلالهم‭ ‬بأعمال‭ ‬منافية‭ ‬للآداب‭ ‬العامة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يستلزم‭ ‬المتابعة‭ ‬الأسرية‭ ‬الدقيقة‭ ‬على‭ ‬هواتف‭ ‬أطفالهم،‭ ‬وتوعيتهم‭ ‬باستمرار‭.‬

ثالثا‭: ‬وربما‭ ‬هي‭ ‬ثالثة‭ ‬الأثافي‭ ‬كما‭ ‬يقال،‭ ‬التي‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬قيام‭ ‬موظف‭ ‬آسيوي‭ ‬‮«‬مهندس‭ ‬كهربائي‮»‬‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬مدة‭ ‬13‭ ‬عاما،‭ ‬بتزوير‭ ‬شهادة‭ ‬البكالوريوس،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تقاضى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ألفي‭ ‬دينار،‭ ‬ونال‭ ‬الترقي‭ ‬الوظيفي،‭ ‬وحرم‭ ‬شابا‭ ‬بحرينيا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الوظيفة‭ ‬طوال‭ ‬13‭ ‬عاما‭.. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬التبرير‭ ‬الرسمي‭ ‬عن‭ ‬غياب‭ ‬مؤهلات‭ ‬مناسبة‭ ‬للشباب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬ذات‭ ‬الاختصاصات‭ ‬النادرة‭!‬

هذه‭ ‬القضية‭ ‬تحديدا‭.. ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنال‭ ‬الاهتمام‭ ‬والمراجعة‭ ‬الرسمية‭ ‬العاجلة،‭ ‬لكل‭ ‬شهادات‭ ‬العاملين‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وتشكيل‭ ‬هيئة‭ ‬أو‭ ‬لجنة‭ ‬لاعتماد‭ ‬الشهادات‭ ‬العلمية،‭ ‬وعمل‭ ‬مراجعة‭ ‬شاملة‭ ‬لشهادات‭ ‬كل‭ ‬الموظفين‭ ‬الأجانب‭.. ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين،‭ ‬والمال‭ ‬العام‭.‬

ذلك‭ ‬أن‭ ‬الإشادات‭ ‬الحقوقية‭ ‬العمالية‭ ‬والمكانة‭ ‬الرفيعة‭ ‬التي‭ ‬نالتها‭ ‬المملكة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬دافعا‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الرقابة‭ ‬والتدقيق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الحالات‭ ‬العمالية،‭ ‬والوظائف‭ ‬التي‭ ‬يشغلونها،‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬صلب‭ ‬الواجبات‭ ‬العمالية‭.. ‬لا‭ ‬أن‭ ‬تطغى‭ ‬حقوقهم‭ ‬على‭ ‬واجباتهم،‭ ‬وعلى‭ ‬مصير‭ ‬وظائف‭ ‬أبنائنا،‭ ‬والإساءة‭ ‬للمنظومة‭ ‬العمالية‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭.‬

القضية‭ ‬الآن‭ ‬منظورة‭ ‬أمام‭ ‬القضاء،‭ ‬وتم‭ ‬تحديد‭ ‬جلسة‭ ‬26‭ ‬أغسطس‭ ‬المقبل‭ ‬للحكم‭ ‬في‭ ‬القضية،‭ ‬وآثارها‭ ‬وتداعياتها‭ ‬نالت‭ ‬كل‭ ‬التعليقات‭ ‬والاستياء‭ ‬من‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬البحريني،‭ ‬وتلك‭ ‬مسألة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬إليها‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬حماية‭ ‬لسمعة‭ ‬ومكانة‭ ‬الدولة‭ ‬وقوانينها،‭ ‬وحقوق‭ ‬المواطنين‭ ‬عموما،‭ ‬والباحثين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬خصوصا‭.. ‬ولا‭ ‬يهم‭ ‬اليوم‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬الموظف‭ ‬الآسيوي‭ ‬المزور‭ ‬يعمل‭ ‬بعقد‭ ‬أو‭ ‬تابع‭ ‬لجهة‭ ‬خارج‭ ‬الهيئة‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭.. ‬لأننا‭ ‬أمام‭ ‬قضية‭ ‬أكبر‭.‬

كما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬المسؤول‭ ‬والمشكور،‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬واكتشافها‭ ‬لعملية‭ ‬التزوير،‭ ‬بعدما‭ ‬تم‭ ‬إرسال‭ ‬الطلب‭ ‬إلى‭ ‬الملحقية‭ ‬الثقافية‭ ‬بوزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بمراسلة‭ ‬الملحقية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الأجنبية،‭ ‬ليتبيّن‭ ‬أن‭ ‬جامعة‭ ‬ذلك‭ ‬الموظف‭ ‬الآسيوي‭ ‬وهمية،‭ ‬وغير‭ ‬موجودة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬أصلا‭!‬

ويجب‭ ‬أن‭ ‬يبادر‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬بمراجعة‭ ‬إجراءاته،‭ ‬وتوسعة‭ ‬صلاحياته،‭ ‬وزيادة‭ ‬عمله‭ ‬وتدقيقه،‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬اعتمادية‭ ‬شهادات‭ ‬الموظفين‭ ‬الأجانب‭.. ‬فما‭ ‬تم‭ ‬نشره‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬وما‭ ‬تم‭ ‬تداوله‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬لم‭ ‬يشر‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬لمسألة‭ ‬موظف‭ ‬آسيوي‭ ‬ظل‭ ‬13‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬موقعه‭ ‬وتسلم‭ ‬رواتبه‭ ‬ونال‭ ‬الامتيازات‭ ‬والترقيات‭ ‬وغيرها‭.. ‬ليتردد‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرحه‭ ‬الشارع‭ ‬البحريني‭ ‬اليوم‭: ‬كم‭ ‬موظفا‭ ‬أجنبيا‭ ‬مزورا‭ ‬شهادته‭ ‬يعمل‭ ‬عندنا‭ ‬ويحرم‭ ‬أبناءنا؟

الموظف‭ ‬الآسيوي‭ ‬المزور‭ ‬تم‭ ‬ترقيته‭ ‬إلى‭ ‬وظيفة‭ ‬‮«‬رئيس‭ ‬مجموعة‭ ‬المفاتيح‭ ‬الكهربائية‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭.. ‬ولا‭ ‬ندري‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬المفاتيح‭ ‬الوظيفية‭ ‬التي‭ ‬يشغلها‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬بلادنا؟

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا