في البداية، أعبر عن السعادة بالتواصل من جديد مع قراء جريدتكم الموقرة خاصة والمغرب يعيش هذه الأيام على وقع أفراح الاحتفال بعيد العرش المجيد الذي يصادف هذا العام الذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه الميامين.
أكثر من ربع قرن من الإنجازات التي تحققت بالمغرب على جميع المستويات وفق رؤية ملكية سديدة حددت الارتقاء بمكانة المغرب وازدهاره ورفاهية شعبه غايات يتوجب العمل على بلوغها وفق مسارات متنوعة ومتوازية لا رجعة فيها تقوم على إنجاز المشاريع الاستراتيجية لتحويل المغرب إلى قوة صاعدة في مجالات عدة وتحقيق السيادة الوطنية في أبعد الحدود الممكنة في قطاعات عدة.
وبالمناسبة أهنئ مملكة البحرين الشقيقة على الإنجازات الكبيرة التي حققتها في مجالات عدة بفضل مسيرة نهضوية شاملة يقودها بحكمة وتبصر صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، ويتابع تنزيل أوراشها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
هذه الإنجازات عززت مكانة مملكة البحرين إقليميا ودوليا وجعلت منها شريكا موثوقا لأعتى القوى الدولية وفاعلا مؤثرا على المستويين الإقليمي والدولي.
المغرب سعيد بما يتحقق له مثل ما هو سعيد بما يتحقق لمملكة البحرين الشقيقة. فالعلاقة بين المملكة المغربية ومملكة البحرين علاقة متميزة بالنظر إلى تاريخها وتراكماتها، وتحظى برعاية كريمة ومتواصلة من عاهليهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظهما الله اللذين يوجهان بإرساء شراكة متميزة ترسي تعاونا شاملا ومتكاملا في القطاعات الاستراتيجية ذات الأولية من خلال مشاريع استثمارية قابلة للإنجاز وذات الأثر المباشر على ازدهار البلدين ورفاه شعبيهما الشقيقين.
هذا الطموح واقعي وأسسه قائمة ومتينة. فالعلاقة بين البلدين مبنية على قيم المحبة والوفاء ومبادئ التضامن والتعاون، والإرادة قائمة لأن البلدين يتبنيان رؤية شمولية مستقبلية واقعية ترتقي بعلاقاتهما إلى أفق واعدة وأرحب، والإطار القانوني الذي يحكم التعاون بينهما يضم حوالي 70 اتفاقية تشمل معظم مجالات التعاون، وهناك اتفاقيات جديدة تشمل مجالات متنوعة سيتم التوقيع عليها بمناسبة الدورة السادسة للجنة المشتركة هذا العام، والقطاع الخاص في البلدين مهتم بهذا الطموح ومستعد للانخراط في الجهد المبذول لتحقيق الأهداف المبتغاة.
والإشارات بتطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين في السنوات الأخيرة قوية بغض النظر عن وتيرته، فقد بلغ حجم التبادل التجاري 440 مليون دولار عام 2024 مقابل 670 مليون دولار عام 2023 مسجلا بذلك تراجعا بنسبة %34,7، وتم تسجيل مشاريع استثمارية جديدة أقامتها مقاولات بحرينية في المغرب فيما تواصل مقاولات بحرينية أخرى استكمال الإجراءات الضرورية، وزاد تدفق السياح بين البلدين وسيزيد مستقبلا نتيجة الخطوات التي تم اتخاذها هذا العام والخطوات التي ستتخذ لاحقا على مستوى القطاعين الخاص والعام بالبلدين.
فيما يتعلق بالتبادل التجاري، احتلت البحرين المركز 28 في قائمة مزودي المغرب والمركز 121 في قائمة زبائنه، إذ بلغ حجم صادرات البحرين إلى المغرب 436 مليون دولار مقابل 667 مليون دولار عام 2023 وشملت على وجه الخصوص النفط والغاز والألمنيوم، فيما بلغ حجم صادرات المغرب إلى البحرين 3,4 ملايين دولار مقابل 3,2 ملايين دولار وشملت على وجه الخصوص الفواكه والخضراوات.
الجانب الثقافي يستحق مضمونا أفضل، ويحتاج منا الى التعاون مع الجهات المختصة بالبلدين لوضع برامج منتظمة للفعاليات الثقافية والفنية التي يمكن لكل بلد إقامتها في البلد الآخر أو التي يمكن تنظيمها بشكل مشترك. صحيح أن هناك مناسبات في هذا البلد تقام فيها فعاليات تشهد مشاركة البلد الآخر، ولكنها تبقى غير كافية لتصحيح وضع التعاون الثقافي بين بلدين عريقين.
بالنسبة للتعاون في المجال الطلابي، يخصص المغرب سنويا 20 مقعدا بيداغوجيا للطلبة البحرينيين الراغبين في استكمال دراستهم بمؤسسات التعليم العالي المغربية سواء لتحضير دبلوم الإجازة أو دبلوم الدكتوراه، ويستطيع الراغبون في الاستفادة من هذه المقاعد التواصل مع السلطات البحرينية المختصة لتقديم ملفات ترشيحهم وفق الشروط والآجال المحددة.
سفير المملكة المغربية بمناسبة عيد العرش المجيد 2025
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك