شكلت زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون لمملكة البحرين ولقائه مع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم -أيده الله- لحظة تاريخية مهمة في تاريخ العلاقات البحرينية اللبنانية حيث إنها الزيارة الأولى لرئيس لبناني لمملكة البحرين منذ اكثر من أربعة عقود من الزمان، مما يؤكد الرغبة اللبنانية الأكيدة للعودة إلى حضنه العربي بعد مرحلة استمرت سنوات شهدت خلالها العلاقات العربية اللبنانية فتورا بسبب الأوضاع السياسية التي عاشتها الدولة اللبنانية الشقيقة والصراعات بين مختلف الفصائل اللبنانية الفاعلة على الساحة السياسية اللبنانية والخلافات بين مكونات المجتمع اللبناني وطوائفه وانتشار السلاح لدى المليشيات التابعة للأحزاب وخصوصا حزب الله الذي كان يتصرف وكأنه دولة داخل دولة وبسبب تدخل القوى الخارجية في الشأن اللبناني للتأثير على المسار السياسي للدولة اللبنانية وحالة من عدم الاستقرار الاقتصادي والأمني والاجتماعي عاشها لبنان ودفع ثمنها الشعب اللبناني الشقيق غاليا من دمه واستقراره وأمنه.
وتأتي زيارة الرئيس اللبناني لمملكة البحرين استكمالا للزيارات التي قام بها الرئيس اللبناني جوزيف عون التي بدأها بزيارة المملكة العربية السعودية وشملت الكويت وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية والعراق والأردن في ظل تغيرات دراماتيكية وسريعة شهدتها الساحتين العربية والدولية أكدت الحاجة الملحة الى تصحيح العلاقات اللبنانية العربية في ظل هذه التغيرات والمعطيات الجديدة بعد تراجع نفوذ حزب الله في لبنان وسقوط نظام الأسد في سوريا والحرب بين الجمهورية الإيرانية وإسرائيل ليكون لبنان كما عهدناه جزءا لا يتجزأ من الأمة العربية، وذلك في إطار الجهود التي يبذلها لبنان لتجاوز تداعيات مرحلة عدم الاستقرار التي عاشها لبنان وتعزيز التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والسياحية لمساعدة لبنان في جهوده لإعادة البناء وتنشيط الاقتصاد اللبناني، حيث تمخضت هذه الزيارات عن استئناف لبنان لعلاقاته الدبلوماسية مع دول الخليج التي كان آخرها قرار مملكة البحرين فتح السفارة البحرينية في بيروت وعودة العديد من شركات الطيران الخليجية إلى استخدام مطار بيروت الدولي من خلال استئناف الرحلات الجوية من العديد من المدن الخليجية ومطار بيروت.
وخلال المباحثات البحرينية اللبنانية أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خلفة ملك مملكة البحرين المعظم دعم ومساندة مملكة البحرين لاستقرار لبنان ووحدته ورفض أي تدخل في شئونه الداخلية، كما أكد جلالته -أيده الله- دعم جهود الرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية للإصلاح السياسي كما تناولت المحادثات كافة مجالات التعاون الاقتصادية والاستثمارية والآفاق المستقبلية لتطويرها وتعزيزها والسير بها نحو مجالات أوسع من خلال تعزيز دور القطاع الخاص لزيادة التبادل التجاري والاستثماري ومن خلال تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها بين البلدين.
كما تناولت المحادثات المستجدات الإقليمية وآخر التطورات في المنطقة والجهود الدولية التي تقودها المملكة العربية السعودية الشقيقة لوضع حد للخلافات من خلال الجلوس إلى طاولة المفاوضات للحوار للوصول إلى حلول تنهي معاناة لبنان واللبنانيين لدعم الامن والاستقرار في هذا البلد العربي الشقيق واحترام خصوصيته الدينية والعرقية وتنوعه الديني ليكون مصدر فخر واعتزاز للبنان وشعبه في ظل قيم التسامح والعيش المشترك الذي يتميز به المجتمع اللبناني وتعزيز للوحدة الوطنية اللبنانية، ودعم مملكة البحرين لجهود لبنان لانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية التي احتلتها والتمسك باتفاق الطائف الذي أجمعت عليه القوى السياسية اللبنانية وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على كافة التراب اللبناني ودعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في جهودهم للحفاظ على الأمن والاستقرار لتمكين لبنان من إعادة البناء وسعيه لشبك مصالحه الاقتصادية والاستثمارية مع البلدان العربية.
ولا شك أن هذه الزيارة سوف تسهم في فتح الأبواب أمام شراكات جديدة بين مملكة البحرين والجمهورية اللبنانية لزيادة التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين الشقيقين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك