العدد : ١٧٢٩٦ - الخميس ٣١ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٩٦ - الخميس ٣١ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ صفر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

أبعاد زيارة الرئيس اللبناني للبحرين

بقلم: د. نبيل العسومي

الثلاثاء ٢٩ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

شكلت‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬اللبناني‭ ‬جوزيف‭ ‬عون‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ولقائه‭ ‬مع‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ -‬أيده‭ ‬الله‭- ‬لحظة‭ ‬تاريخية‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬اللبنانية‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬الزيارة‭ ‬الأولى‭ ‬لرئيس‭ ‬لبناني‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬الرغبة‭ ‬اللبنانية‭ ‬الأكيدة‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬حضنه‭ ‬العربي‭ ‬بعد‭ ‬مرحلة‭ ‬استمرت‭ ‬سنوات‭ ‬شهدت‭ ‬خلالها‭ ‬العلاقات‭ ‬العربية‭ ‬اللبنانية‭ ‬فتورا‭ ‬بسبب‭ ‬الأوضاع‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭ ‬الدولة‭ ‬اللبنانية‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصراعات‭  ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الفصائل‭ ‬اللبنانية‭ ‬الفاعلة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬السياسية‭ ‬اللبنانية‭ ‬والخلافات‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬اللبناني‭ ‬وطوائفه‭ ‬وانتشار‭ ‬السلاح‭ ‬لدى‭ ‬المليشيات‭ ‬التابعة‭ ‬للأحزاب‭ ‬وخصوصا‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتصرف‭ ‬وكأنه‭ ‬دولة‭ ‬داخل‭ ‬دولة‭ ‬وبسبب‭ ‬تدخل‭ ‬القوى‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬اللبناني‭ ‬للتأثير‭ ‬على‭ ‬المسار‭  ‬السياسي‭ ‬للدولة‭ ‬اللبنانية‭ ‬وحالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والأمني‭ ‬والاجتماعي‭ ‬عاشها‭ ‬لبنان‭ ‬ودفع‭ ‬ثمنها‭ ‬الشعب‭ ‬اللبناني‭ ‬الشقيق‭ ‬غاليا‭ ‬من‭ ‬دمه‭ ‬واستقراره‭ ‬وأمنه‭.‬

وتأتي‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬اللبناني‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬استكمالا‭ ‬للزيارات‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الرئيس‭ ‬اللبناني‭ ‬جوزيف‭ ‬عون‭ ‬التي‭ ‬بدأها‭ ‬بزيارة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وشملت‭ ‬الكويت‭ ‬وقطر‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬وجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬والعراق‭ ‬والأردن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تغيرات‭ ‬دراماتيكية‭ ‬وسريعة‭ ‬شهدتها‭  ‬الساحتين‭ ‬العربية‭ ‬والدولية‭ ‬أكدت‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬الى‭ ‬تصحيح‭ ‬العلاقات‭ ‬اللبنانية‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات‭ ‬والمعطيات‭ ‬الجديدة‭ ‬بعد‭ ‬تراجع‭ ‬نفوذ‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وسقوط‭ ‬نظام‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬والحرب‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإيرانية‭ ‬وإسرائيل‭ ‬ليكون‭ ‬لبنان‭ ‬كما‭ ‬عهدناه‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الأمة‭ ‬العربية،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬يبذلها‭ ‬لبنان‭ ‬لتجاوز‭ ‬تداعيات‭ ‬مرحلة‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬التي‭ ‬عاشها‭ ‬لبنان‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬والسياحية‭ ‬لمساعدة‭ ‬لبنان‭ ‬في‭ ‬جهوده‭ ‬لإعادة‭ ‬البناء‭ ‬وتنشيط‭ ‬الاقتصاد‭ ‬اللبناني،‭ ‬حيث‭ ‬تمخضت‭ ‬هذه‭ ‬الزيارات‭ ‬عن‭ ‬استئناف‭ ‬لبنان‭ ‬لعلاقاته‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬قرار‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬فتح‭ ‬السفارة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬وعودة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬الطيران‭ ‬الخليجية‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬مطار‭ ‬بيروت‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استئناف‭ ‬الرحلات‭ ‬الجوية‭ ‬من‭ ‬العديد‭ ‬من‭  ‬المدن‭ ‬الخليجية‭ ‬ومطار‭ ‬بيروت‭.‬

وخلال‭ ‬المباحثات‭ ‬البحرينية‭ ‬اللبنانية‭ ‬أكد‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خلفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬دعم‭ ‬ومساندة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لاستقرار‭ ‬لبنان‭ ‬ووحدته‭ ‬ورفض‭ ‬أي‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬شئونه‭ ‬الداخلية،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬جلالته‭ -‬أيده‭ ‬الله‭- ‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬الرئيس‭ ‬اللبناني‭ ‬والحكومة‭ ‬اللبنانية‭ ‬للإصلاح‭ ‬السياسي‭ ‬كما‭ ‬تناولت‭ ‬المحادثات‭ ‬كافة‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬والآفاق‭ ‬المستقبلية‭ ‬لتطويرها‭ ‬وتعزيزها‭ ‬والسير‭ ‬بها‭ ‬نحو‭ ‬مجالات‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لزيادة‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬والاستثماري‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تفعيل‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬ومذكرات‭ ‬التفاهم‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توقيعها‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

كما‭ ‬تناولت‭ ‬المحادثات‭ ‬المستجدات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وآخر‭ ‬التطورات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والجهود‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬للخلافات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجلوس‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات‭ ‬للحوار‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭  ‬حلول‭ ‬تنهي‭ ‬معاناة‭ ‬لبنان‭ ‬واللبنانيين‭ ‬لدعم‭ ‬الامن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬العربي‭ ‬الشقيق‭ ‬واحترام‭ ‬خصوصيته‭ ‬الدينية‭ ‬والعرقية‭ ‬وتنوعه‭ ‬الديني‭ ‬ليكون‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬للبنان‭ ‬وشعبه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬الذي‭ ‬يتميز‭ ‬به‭ ‬المجتمع‭ ‬اللبناني‭ ‬وتعزيز‭ ‬للوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬اللبنانية،‭ ‬ودعم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لجهود‭ ‬لبنان‭ ‬لانسحاب‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬اللبنانية‭ ‬التي‭ ‬احتلتها‭ ‬والتمسك‭ ‬باتفاق‭ ‬الطائف‭ ‬الذي‭ ‬أجمعت‭ ‬عليه‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬اللبنانية‭ ‬وحصر‭ ‬السلاح‭ ‬بيد‭ ‬الدولة‭ ‬اللبنانية‭ ‬وبسط‭ ‬سيطرة‭ ‬الحكومة‭ ‬اللبنانية‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬التراب‭ ‬اللبناني‭ ‬ودعم‭ ‬الجيش‭ ‬اللبناني‭ ‬وقوى‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬في‭ ‬جهودهم‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لتمكين‭ ‬لبنان‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬البناء‭ ‬وسعيه‭ ‬لشبك‭ ‬مصالحه‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬مع‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬سوف‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬الأبواب‭ ‬أمام‭ ‬شراكات‭ ‬جديدة‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والجمهورية‭ ‬اللبنانية‭ ‬لزيادة‭ ‬التبادل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتجاري‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا