العدد : ١٧٣٤٣ - الثلاثاء ١٦ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٤٣ - الثلاثاء ١٦ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

مقالات

إعادة تدوير البلاستيك.. استدامة للحياة ومصدر أمل وسعادة

بقلم: سيدعلي محمد

الأحد ٢٧ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

هل‭ ‬تعلم‭ ‬أنَّ‭ ‬عبوة‭ ‬الماء‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬أو‭ ‬أطباق‭ ‬الطعام‭ ‬ذات‭ ‬الاستخدام‭ ‬الواحد،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬طوق‭ ‬النجاة،‭ ‬والسبب‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬ابتسامة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭! ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬كبسولة‭ ‬الفرح‭ ‬والحياة‭ ‬لأشخاص‭ ‬كثيرين،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أدركنا‭ ‬أهمية‭ ‬فرز‭ ‬المواد‭ ‬البلاستيكية‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها،‭ ‬عن‭ ‬النفايات‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬المعدنية‭ ‬والزجاجية‭ ‬والورقية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬لدينا‭ ‬القناعة‭ ‬بهدفٍ‭ ‬نبيل‭ ‬ورفيع‭ ‬عنوانه‭ ‬الأسمى‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬البلاستيك‮»‬،‭ ‬وترسّخ‭ ‬لدينا‭ ‬الوعي‭ ‬الكامل‭ ‬بأنَّ‭ ‬المخلفات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬أصبحت‭ ‬خطرًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬يهدد‭ ‬بيئتنا‭ ‬ومواردنا‭ ‬الطبيعية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنَّ‭ ‬بأيدينا‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الخطر‭ ‬المتزايد،‭ ‬وأن‭ ‬نحوّل‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬البلاستيكية‭ ‬إلى‭ ‬مصدر‭ ‬أمل‭ ‬وسعادة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬ومبادرات‭ ‬جمع‭ ‬وإعادة‭ ‬تدوير‭ ‬البلاستيك‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬واستثمار‭ ‬العوائد‭ ‬المادية‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬البلاستيك‭ ‬على‭ ‬مصانع‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬الكراسي‭ ‬المتحركة،‭ ‬وأجهزة‭ ‬الدعم‭ ‬والحركة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة،‭ ‬فنكون‭ ‬بذلك‭ ‬قد‭ ‬حققنا‭ ‬أمرين،‭ ‬الأول‭: ‬محافظتنا‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬والثاني‭: ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬إنساني‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬جميل‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

ولقد‭ ‬تضافرت‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقليل‭ ‬المخلفات‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬والحث‭ ‬على‭ ‬فرزها‭ ‬عن‭ ‬النفايات‭ ‬الأخرى،‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬المخصصة‭ ‬لها،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬وأنها‭ ‬تشكل‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬التي‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬مدافن‭ ‬المخلفات،‭ ‬وتعتبر‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬والمنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬والمطاعم‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الصحية،‭ ‬حيث‭ ‬تبين‭ ‬إحصائيات‭ ‬رسمية‭ ‬نُشرت‭ ‬في‭ ‬بوابة‭ ‬البحرين‭ ‬للبيانات‭ ‬المفتوحة،‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬البلاستيك‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬المنزلية‭ ‬ارتفعت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬إلى‭ ‬35‭.‬5%،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬27%،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬بلغت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬نحو‭ ‬29‭.‬98%،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬تعكس‭ ‬تهديدًا‭ ‬يتطلب‭ ‬جعل‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬وفرز‭ ‬البلاستيك‭ ‬ثقافة‭ ‬تنشأ‭ ‬وتترسخ‭ ‬لدى‭ ‬مختلف‭ ‬الأجيال‭.‬

تشريعات‭ ‬وطنية‭ ‬واتفاقيات‭ ‬دولية

بادرت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بوضع‭ ‬عددٍ‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬والقوانين‭ ‬والقرارات‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬البيئة،‭ ‬ويأتي‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬دستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬تنطلق‭ ‬قوانين‭ ‬البيئة،‭ ‬وحماية‭ ‬الحياة‭ ‬الفطرية‭ ‬والثروة‭ ‬البحرية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قانون‭ ‬النظافة‭ ‬الذي‭ ‬نص‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مواده‭ ‬على‭ ‬وجوب‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬الإدارة‭ ‬المعنية‭ ‬بشؤون‭ ‬النظافة‭ ‬بـ«تنظيم‭ ‬جمْع‭ ‬وفرْز‭ ‬النفايات‭ ‬بطرق‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تسهيل‭ ‬إعادة‭ ‬تدويرها‭ ‬وِفْقاً‭ ‬للضوابط‭ ‬والمعايير‭ ‬المتعارَف‭ ‬عليها‭ ‬بيئياً‮»‬‭.‬

واستمرارًا‭ ‬للجهود‭ ‬الوطنية،‭ ‬اعتمدت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬‮«‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬لإدارة‭ ‬النفايات‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬خمسة‭ ‬عناصر،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬المخلفات‭ ‬المنزلية‭ ‬والتجارية‮»‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬صدر‭ ‬قرار‭ ‬وزاري‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019م،‭ ‬بموجبه‭ ‬تم‭ ‬حظر‭ ‬استيراد‭ ‬الأكياس‭ ‬البلاستيكية‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬للتحلل،‭ ‬وتصنيع‭ ‬أو‭ ‬استيراد‭ ‬أو‭ ‬تجارة‭ ‬قوارير‭ ‬المياه‭ ‬البلاستيكية‭ ‬والأكواب‭ ‬التي‭ ‬يقل‭ ‬حجمها‭ ‬عن‭ ‬200‭ ‬مل،‭ ‬واستيراد‭ ‬وتصنيع‭ ‬وتوزيع‭ ‬الأكياس‭ ‬البلاستيكية‭ ‬ذات‭ ‬الاستخدام‭ ‬الواحد‭ ‬التي‭ ‬يقل‭ ‬سمكها‭ ‬عن‭ ‬35‭ ‬ميكرونا‭.‬

كما‭ ‬أنَّ‭ ‬اللجنة‭ ‬الوزارية‭ ‬للمشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬أصدرت‭ ‬قرارًا‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬تكليف‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬الوزارات‭ ‬والجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬والشركات‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الخطوات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتوفير‭ ‬حاويات‭ ‬فرز‭ ‬المخلفات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المخلفات‭ ‬القابلة‭ ‬لإعادة‭ ‬التدوير‭ ‬في‭ ‬المباني‭ ‬والمنشآت‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬لفرز‭ ‬كافة‭ ‬المخلفات‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الجهات‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬حرصت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬الانضمام‭ ‬الى‭ ‬نحو‭ ‬41‭ ‬اتفاقية‭ ‬ومعاهدة‭ ‬دولية‭ ‬متعلقة‭ ‬بالمحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬ملتزمة‭ ‬بتنفيذ‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬الهدف‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ (‬الاستهلاك‭ ‬والإنتاج‭ ‬المسؤولان‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬ضمن‭ ‬أحد‭ ‬أهدافه‭ ‬‮«‬الحد‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬النفايات،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المنع‭ ‬والتخفيض‭ ‬وإعادة‭ ‬التدوير‭ ‬وإعادة‭ ‬الاستعمال‮»‬‭.‬

وعملت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تفعيل‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬على‭ ‬‮«‬إلزام‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المنشآت‭ ‬بتخفيض‭ ‬مخلفاتها‭ ‬بمعالجتها‭ ‬لإعادة‭ ‬استخدامها‭ ‬أو‭ ‬تصديرها‭ ‬لإعادة‭ ‬الاستخدام،‭ ‬عوضًا‭ ‬عن‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬مدافن‭ ‬النفايات‮»‬‭.‬

جهود‭ ‬حكومية‭ ‬ومبادرات‭ ‬توعوية

تبذل‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة،‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والزراعة،‭ ‬بوصفها‭ ‬الوزارة‭ ‬المعنية‭ ‬بالنفايات‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬النظافة،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية،‭ ‬وتنفذ‭ ‬المبادرات‭ ‬والبرامج‭ ‬التثقيفية،‭ ‬والحملات‭ ‬التوعوية،‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬والتوعية‭ ‬بالأنماط‭ ‬السلوكية‭ ‬الصحيحة‭ ‬تجاه‭ ‬البيئة،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬تأكيد‭ ‬ثقافة‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭.‬

وعلى‭ ‬مدى‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام‭ ‬الماضية،‭ ‬شهدت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحملات‭ ‬التوعوية‭ ‬الموجهة‭ ‬الى‭ ‬طلبة‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات،‭ ‬وإلى‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومنها‭ ‬حملات‭ ‬جاءت‭ ‬تحت‭ ‬عناوين‭ ‬مختلفة،‭ ‬وذات‭ ‬أهداف‭ ‬مشتركة،‭ ‬ومنها‭: ‬‮«‬نسمو‭ ‬بسلوكنا‭.. ‬لنرتقي‭ ‬بمدارسنا‮»‬،‭ ‬‮«‬المدارس‭ ‬صديقة‭ ‬للبيئة‮»‬،‭ ‬‮«‬نسمو‭ ‬بسلوكنا‭.. ‬لنرتقي‭ ‬بمدارسنا‮»‬،‭ ‬‮«‬دور‭ ‬تستمر‭ ‬الحياة‮»‬،‭ ‬‮«‬معاً‭ ‬نحو‭ ‬عاصمة‭ ‬نظيفة‮»‬،‭ ‬وخلال‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2024م،‭ ‬قامت‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والزراعة‭ ‬بتوقيع‭ ‬عقود‭ ‬نظافة‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬شركتي‭ ‬الخليج‭ ‬وأوربايسر،‭ ‬وذلك‭ ‬لتوفير‭ ‬300‭ ‬مركز‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬محافظات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بواقع‭ ‬مركز‭ ‬تجميع‭ ‬لكل‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬نسمة،‭ ‬يحتوي‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬حاويات‭ ‬منفصلة‭ ‬للزجاج‭ ‬والبلاستيك‭ ‬والمعادن‭ ‬والورق‭ ‬والكرتون،‭ ‬حيث‭ ‬تستهدف‭ ‬الوزارة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬التجميع‭ ‬المباشر‭ ‬من‭ ‬المنزل،‭ ‬حيث‭ ‬سيتم‭ ‬تقديم‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة‭ ‬لأصحاب‭ ‬المنازل‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مخطط‭ ‬التجميع‭ ‬لفرز‭ ‬وتنظيف‭ ‬نفاياتهم،‭ ‬وبكل‭ ‬تأكيد‭ ‬فإنَّ‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬المتطورة‭ ‬من‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬منازل‭ ‬الأسر،‭ ‬وتجميع‭ ‬النفايات‭ ‬المفرزة،‭ ‬سيعطي‭ ‬حافزًا‭ ‬لزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬وفرز‭ ‬النفايات،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬البلاستيكية‭.‬

شراكات‭ ‬مجتمعية‭ ‬وإسهامات‭ ‬أهلية

تؤدي‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬البحرينية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التعليمية،‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬ومشهودًا‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬بإعادة‭ ‬تدوير‭ ‬البلاستيك،‭ ‬وذلك‭ ‬باعتبار‭ ‬أنها‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬فئات‭ ‬وأفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬ويمكن‭ ‬الاستجابة‭ ‬لمبادرتها‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭.‬

وللإضاءة‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬النماذج‭ ‬الأهلية‭ ‬الناجحة‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬وإعادة‭ ‬تدوير‭ ‬البلاستيك،‭ ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬مبادرة‭ ‬الجمعية‭ ‬البحرينية‭ ‬لأولياء‭ ‬أمور‭ ‬المعاقين‭ ‬وأصدقائهم،‭ ‬التي‭ ‬فازت‭ ‬بمنحة‭ ‬مالية‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ومستمرة‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬16‭ ‬عامًا،‭ ‬وتحمل‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬رميها‭.. ‬ساعد‭ ‬بها‮»‬،‭ ‬وتهدف‭ ‬إلى‭ ‬جمع‭ ‬البلاستيك‭ ‬واستثمار‭ ‬العائد‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬كراسي‭ ‬متحركة‭ ‬وأجهزة‭ ‬مساندة‭ ‬لذوي‭ ‬الإعاقة،‭ ‬حيث‭ ‬نجحت‭ ‬الجمعية‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬توفير‭ ‬الكراسي‭ ‬المتحركة‭ ‬والأجهزة‭ ‬المساعدة‭ ‬لعددٍ‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭.‬

ووفرت‭ ‬الجمعية‭ ‬22‭ ‬موقعًا‭ ‬لجمع‭ ‬البلاستيك‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬تبيع‭ ‬الجمعية‭ ‬كل‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬البلاستيك‭ ‬بقيمة‭ ‬25‭ ‬دينارًا،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬ذكر‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬السيد،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية،‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬منشور‭ ‬عبر‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬يوتيوب‮»‬‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024‭.‬

كما‭ ‬نجحت‭ ‬جامعة‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬حملتين‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬شاركنا‭ ‬تدوير‭ ‬البلاستيك‭ ‬واصنع‭ ‬لهم‭ ‬أملاً‭ ‬جديدًا‮»‬،‭ ‬و«شارك‭.. ‬واصنع‭ ‬الأمل‭ ‬بأبسط‭ ‬ما‭ ‬تملك‮»‬،‭ ‬اللتين‭ ‬هدفت‭ ‬منهما‭ ‬الجامعة‭ ‬إلى‭ ‬تشجيع‭ ‬الطلبة‭ ‬الجامعيين‭ ‬على‭ ‬فرز‭ ‬النفايات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬عن‭ ‬النفايات‭ ‬الأخرى‭.‬

إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تقوم‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬الأربع‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬جميع‭ ‬وإعادة‭ ‬تدوير‭ ‬النفايات،‭ ‬بوضع‭ ‬حاويات‭ ‬كبيرة‭ ‬الحجم،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جمع‭ ‬البلاستيك‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعه،‭ ‬بما‭ ‬يرسخ‭ ‬مبدأ‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬ويحقق‭ ‬أهدافًا‭ ‬توعوية‭ ‬وبيئية‭ ‬مشتركة‭.‬

وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬أقامت‭ ‬‮«‬أسواق‭ ‬الأسرة‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018م،‭ ‬حملة‭ ‬بيئية‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬أسبوع‭ ‬بلا‭ ‬أكياس‭ ‬بلاستيكية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬من‭ ‬التلوث‭ ‬البلاستيكي‭. ‬وهدفت‭ ‬الحملة‭ ‬إلى‭ ‬تجنب‭ ‬استخدام‭ ‬95,000‭ ‬كيس‭ ‬بلاستيكي‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع،‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الإجراء‭ ‬داخل‭ ‬محلات‭ ‬أسواق‭ ‬الأسرة‭ ‬أسبوعًا‭ ‬واحدًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شهر،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الهدف‭ ‬الأشمل‭ ‬الذي‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬بدائل‭ ‬مستدامة‭ ‬ومناسبة‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الأكياس‭ ‬البلاستيكية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬فروعهم‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬والتخلي‭ ‬عن‭ ‬كافة‭ ‬المواد‭ ‬البلاستيكية‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬لإعادة‭ ‬التدوير‭ ‬بحلول‭ ‬2025‭.‬

وأمام‭ ‬هذا‭ ‬الجهود‭ ‬المتواصلة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة،‭ ‬ترتسم‭ ‬أسئلة‭ ‬حول‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬مبدأ‭ ‬فرز‭ ‬النفايات‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬تحفيز‭ ‬طلبة‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬وكافة‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬النفايات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬في‭ ‬أماكنها‭ ‬الخاصة؟،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬الدور‭ ‬المجتمعي‭ ‬المناط‭ ‬بالأسر‭ ‬والمنظمات‭ ‬الأهلية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬بإعادة‭ ‬تدوير‭ ‬البلاستيك؟‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬المصانع‭ ‬وشركات‭ ‬النظافة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬النفايات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬ردمها‭ ‬في‭ ‬مدافن‭ ‬النفايات؟

رؤية‭ ‬أكاديمية‭ ‬ودراسات

المخاطر‭ ‬والتهديدات‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬عن‭ ‬المواد‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬لا‭ ‬تهدد‭ ‬دولًا‭ ‬محددة،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬عالمية،‭ ‬ويمتد‭ ‬خطرها‭ ‬إلى‭ ‬البحار،‭ ‬وبالتالي‭ ‬إلى‭ ‬الكائنات‭ ‬البحرية،‭ ‬ومنها‭ ‬الأسماك‭ ‬التي‭ ‬يتناولها‭ ‬الإنسان،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يسبب‭ ‬انتشار‭ ‬الأمراض‭. ‬ففي‭ ‬تصريح‭ ‬صحفي‭ ‬بصحيفة‭ ‬الوطن‭ ‬البحرينية‭ ‬للدكتورة‭ ‬سمية‭ ‬يوسف‭ (‬أستاذ‭ ‬الهندسة‭ ‬البيئية‭ ‬المساعد‭ ‬بكلية‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬بجامعة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭)‬،‭ ‬قالت‭ ‬إن‭ ‬400‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬سنوياً‭ ‬من‭ ‬البلاستيك‭ ‬يتم‭ ‬إنتاجها‭ ‬عالمياً،‭ ‬40%‭ ‬منه‭ ‬يلقى‭ ‬في‭ ‬البحار،‭ ‬ويتم‭ ‬تدوير‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬7%‭ ‬منه‭ ‬فيما‭ ‬يتم‭ ‬دفن‭ ‬المتبقي‭ ‬في‭ ‬المرادم‭ ‬بنسبة‭ ‬53%،‭ ‬وأن‭ ‬التقارير‭ ‬العالمية‭ ‬تقول‭ ‬إنَّ‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬البلاستيك‭ ‬تلقى‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬التي‭ ‬وجد‭ ‬أنها‭ ‬تحوي‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭ ‬البلاستيك‭ ‬عالمياً،‭ ‬حيث‭ ‬إنَّ‭ ‬مخلفات‭ ‬البلاستيك‭ ‬تؤدي‭ ‬الى‭ ‬تراكم‭ ‬البلاستيك‭ ‬الدقيق‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬الذي‭ ‬ينتقل‭ ‬الى‭ ‬سلاسل‭ ‬الغذاء‭ ‬ويترسب‭ ‬في‭ ‬أنسجة‭ ‬الأسماك‭ ‬وبالتالي‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬يتناولها‭ ‬وذلك‭ ‬بطريقة‭ ‬تراكمية‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬التعرض‭ ‬لها‭ ‬مسبباً‭ ‬بذلك‭ ‬أمراضاً‭ ‬خطيرة‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬التعرض‭ ‬لها‭.‬

وخلصت‭ ‬مجموعة‭ ‬دراسات‭ ‬أعدتها‭ ‬مجموعة‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬تايلاند‭ ‬والفلبين‭ ‬وماليزيا،‭ ‬يضيع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬57%‭ ‬من‭ ‬القيمة‭ ‬المادية‭ ‬للمواد‭ ‬البلاستيكية‭ ‬القابلة‭ ‬لإعادة‭ ‬التدوير‭ - ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬6‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬سنوياً‭ - ‬عند‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬البلاستيكية‭ ‬ذات‭ ‬الاستخدام‭ ‬الواحد‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬استعادتها‭ ‬وإعادة‭ ‬تدويرها‭.‬

من‭ ‬يعلق‭ ‬الجرس‭ ‬في‭ ‬المنصات‭ ‬الاجتماعية؟

لقد‭ ‬فرض‭ ‬التطور‭ ‬والتقدم‭ ‬الرقمي‭ ‬والإعلامي،‭ ‬نمطًا‭ ‬جديدًا‭ ‬ومؤثرًا‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الحملات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والتوعوية،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬مع‭ ‬الانتشار‭ ‬الواسع‭ ‬والكبير‭ ‬لمنصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تشهد‭ ‬حملات‭ ‬إلكترونية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬وتأخذ‭ ‬صدى‭ ‬واسعًا،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬عندما‭ ‬تتم‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالمؤثرين‭ ‬والشخصيات‭ ‬ذات‭ ‬الحضور‭ ‬والقبول‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ولذلك‭ ‬لا‭ ‬بُد‭ ‬من‭ ‬استثمار‭ ‬هذه‭ ‬الأدوات‭ ‬التواصلية‭ ‬والإعلامية‭ ‬الجديدة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬الى‭ ‬تعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬بأهمية‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬البلاستيك،‭ ‬فكل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬قادرٌ‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬التغيير‭ ‬والتأثير،‭ ‬ويمكنه‭ ‬أن‭ ‬يؤصّل‭ ‬لسلوكيات‭ ‬صحية‭ ‬وبيئية‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الطبيعة‭ ‬والبيئة،‭ ‬وحماية‭ ‬الحياة‭ ‬البحرية‭ ‬والبرية،‭ ‬فبدلًا‭ ‬من‭ ‬رمي‭ ‬المواد‭ ‬البلاستيكية‭ ‬في‭ ‬حاويات‭ ‬النفايات‭ ‬العامة،‭ ‬أو‭ ‬رميها‭ ‬في‭ ‬السواحل‭ ‬والشوارع،‭ ‬يمكن‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬محددة‭ ‬تسهّل‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬والشركات‭ ‬المتخصصة،‭ ‬نقلها‭ ‬إلى‭ ‬المصانع‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬البلاستيك،‭ ‬أو‭ ‬تصديرها‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬تستفيد‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تصنيع‭ ‬مواد‭ ‬بلاستيكية‭ ‬صديقة‭ ‬للبيئة‭.‬

وثمَّة‭ ‬حاجة‭ ‬ملحة‭ ‬وضرورية،‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تتواصل‭ ‬حملات‭ ‬التواصل‭ ‬والعلاقات‭ ‬العامة،‭ ‬لخلق‭ ‬وعيٍ‭ ‬مجتمعيٍ‭ ‬شامل،‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الأبعاد‭ ‬البيئية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والصحية‭ ‬للمواد‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬طرق‭ ‬التخلص‭ ‬منها‭ ‬وفرزها‭ ‬وإعادة‭ ‬تدويرها،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬استخدامها،‭ ‬والاعتماد‭ ‬عليها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭.‬

وأرى‭ ‬أن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬طلبة‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات،‭ ‬واستهدافهم‭ ‬عبر‭ ‬الحملات‭ ‬التوعوية‭ ‬والتثقيفية،‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬جيلٍ‭ ‬واعٍ‭ ‬ومسؤول‭ ‬أمام‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬وترسيخ‭ ‬فكرة‭ ‬التدوير‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬عبر‭ ‬السلوكيات‭ ‬الصحيحة‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬عنهم‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات،‭ ‬ومبادرتهم‭ ‬لفرز‭ ‬النفايات‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬خصوصًا‭ ‬أن‭ ‬الإحصائيات‭ ‬الرسمية‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬ومجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬230‭ ‬ألف‭ ‬طالب‭ ‬في‭ ‬المدارس،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬41‭ ‬ألف‭ ‬طالب‭ ‬في‭ ‬الجامعات،‭ ‬وهو‭ ‬عددٌ‭ ‬كبير‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬دورًا‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬ونشر‭ ‬ثقافة‭ ‬تدوير‭ ‬البلاستيك‭.‬

وأمام‭ ‬معلومات‭ ‬صادمة،‭ ‬صرّح‭ ‬بها‭ ‬السيد‭ ‬حميد‭ ‬الماجد،‭ ‬المالك‭ ‬والمدير‭ ‬العام‭ ‬لمصنع‭ ‬الماجد‭ ‬لتدوير‭ ‬الورق‭ ‬والبلاستيك‭ ‬والمواد‭ ‬الصلبة،‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2021م،‭ ‬بأنّ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تستهلك‭ ‬نحو‭ ‬4‭ ‬مليارات‭ ‬قارورة‭ ‬بلاستيكية‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬والمياه‭ ‬الغازية،‭ ‬غالبيتها‭ ‬تدفن‭ ‬في‭ ‬‮«‬مدفن‭ ‬عسكر‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يستقبل‭ ‬جميع‭ ‬النفايات‭ ‬يوميًا،‭ ‬وينتج‭ ‬عنها‭ ‬الغازات‭ ‬السامة‭ (‬غاز‭ ‬الميثان‭)‬،‭ ‬ويتعاظم‭ ‬دور‭ ‬حملات‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬التوعوية،‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الثقافة‭ ‬البيئية،‭ ‬واتخاذ‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬نحو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأخضر،‭ ‬وآن‭ ‬الأوان‭ ‬لأن‭ ‬نقول‭ ‬لكل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬‮«‬افرز‭ ‬ودوِّر‭ ‬البلاستيك‭.. ‬لتستديم‭ ‬حياتك‮»‬‭.‬

 

{ إعلامي‭ ‬بحريني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا