العدد : ١٧٣٠٠ - الاثنين ٠٤ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٠٠ - الاثنين ٠٤ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ صفر ١٤٤٧هـ

مقالات

زيارة أبوية للتاريخ

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ٢٧ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

القراء‭ ‬الاعزاء،‭ ‬

لا‭ ‬قلت‭ (‬أبو‭ ‬سلمان‭) ‬حيّ‭ ‬الطاري

ريح‭ ‬العطا‭ ‬أطيابها‭ ‬فوّاعه

سيرة‭ ‬عطر‭ ‬تجتاح‭ ‬صدر‭ ‬القاري

سيرة‭ ‬فكر‭ ‬متناغمٍ‭ ‬بإيقاعه

حمد‭.. ‬حمدنا‭.. ‬والشكر‭ ‬للباري

وحنّا‭ ‬لشوره‭ ‬طايعين‭ ‬رباعه

‭(‬تشرفت‭ ‬بالسلام‭ ‬على‭ ‬سيدي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حاكم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭) ‬جملة‭ ‬مليئة‭ ‬بالفرح‭ ‬والراحة،‭ ‬وقد‭ ‬استقبلت‭ ‬رسائل‭ ‬كثيرة‭ ‬اليوم‭ ‬تحمل‭ ‬هذه‭ ‬الجملة‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬اصدقائي‭ ‬الشباب،‭ ‬تحت‭ ‬صورة‭ ‬لكل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬بصحبة‭ ‬جلالته،‭ ‬بعضها‭ (‬سيلفي‭) ‬التقطه‭ ‬هو‭ ‬والآخر‭ ‬صورة‭ ‬عادية‭ ‬التقطت‭ ‬بواسطة‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬موجود‭ ‬معه،‭ ‬وجميعها‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المكان‭ ‬والمناسبة‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬استثنائية‭ ‬جداً‭ ‬وجاءت‭ ‬كنسمات‭ ‬ريحٍ‭ ‬شمالية‭ ‬لتُلطّف‭ ‬أجواء‭ ‬صيف‭ ‬البحرين،‭ ‬حاملة‭ ‬معها‭ ‬أبعادا‭ ‬انسانية‭ ‬واجتماعية‭ ‬عميقة‭ ‬الأثر‭.‬

تلك‭ ‬المناسبة‭ ‬كانت‭ ‬الزيارة‭ ‬المفاجئة‭ ‬لحضرة‭ ‬مقام‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الميمونة‭ ‬لمدينة‭ ‬شباب‭ ‬2030،‭ ‬التي‭ ‬تحوي‭ ‬فئة‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬صيف‭ ‬بتنظيم‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لأهداف‭ ‬عدّة،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬اكتشاف‭ ‬مواهب‭ ‬الشباب‭ ‬وصقلها‭ ‬وتحفيزها‭ ‬ودعمها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تنمية‭ ‬مهاراتهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬منوعة،‭ ‬وقد‭ ‬استطاعت‭ ‬بالفعل‭ ‬أن‭ ‬تؤتي‭ ‬أكلها‭ ‬وتبرز‭ ‬اسماء‭ ‬بحرينية‭ ‬شابة‭ ‬قيادية‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬بمبادرة‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬ممثل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للأعمال‭ ‬الانسانية‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب‭.‬

وتعلمون‭ ‬جميعاً‭ ‬أيها‭ ‬الاعزاء‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬هالة‭ ‬محيطة‭ ‬بحاكم‭ ‬البلاد‭ ‬دائماً،‭ ‬تسبغ‭ ‬على‭ ‬اللقاء‭ ‬هيبة‭ ‬ممتزجة‭ ‬بشعور‭ ‬بالفرح‭ ‬ومشاعر‭ ‬أخرى‭ ‬متضاربة‭ ‬كالقلق‭ ‬والطمأنينة‭ ‬معاً،‭ ‬القلق‭ ‬من‭ ‬ارتكاب‭ ‬أخطاء‭ ‬أو‭ ‬هفوات‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬علم‭ ‬وتمرّس‭ ‬بالتصرف‭ ‬الملائم‭ ‬في‭ ‬حضرته،‭ ‬والطمأنينة‭ ‬لشعورهم‭ ‬بمدى‭ ‬قربه‭ ‬وحنوّه‭ ‬وبأنه‭ ‬موجود‭ ‬معهم‭ ‬ولهم‭. ‬

وإنني‭ ‬كمواطنة‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أتخيّل‭ ‬حجم‭ ‬سعادة‭ ‬الشباب‭ ‬ودهشتهم‭ ‬لمفاجأة‭ ‬الزيارة‭ ‬وفرحة‭ ‬مشاهدة‭ ‬جلالته‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬والسلام‭ ‬عليه‭ ‬بشخصه،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬تاريخية‭ ‬وسترسخ‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬جيل‭ ‬الشباب‭ ‬الذي‭ ‬حظي‭ ‬بها‭ ‬وبشرف‭ ‬السلام‭ ‬على‭ ‬جلالته‭ ‬وسيروي‭ ‬تفاصيلها‭ ‬لأبنائه‭. ‬

لذا‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬اللفتة‭ ‬الكريمة‭ ‬من‭ ‬لدُن‭ ‬جلالته‭ ‬إلى‭ ‬أبنائه‭ ‬الشباب‭ ‬تُضاف‭ ‬إلى‭ ‬شواهد‭ ‬الفكر‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬الإنساني‭ ‬الأبوي‭ ‬المتقدم،‭ ‬ولما‭ ‬لقرب‭ ‬جلالته‭ ‬المباشر‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬الشباب‭ ‬المفعم‭ ‬بالعاطفة،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الزيارة‭ ‬قد‭ ‬لامست‭ ‬عاطفة‭ ‬الشباب‭ ‬وحققت‭ ‬المرجو‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬عميق‭ ‬وإسهام‭ ‬مباشر‭ ‬وكبير‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬ومشاعر‭ ‬الانتماء‭ ‬والولاء‭ ‬للوطن‭ ‬لدى‭ ‬هذا‭ ‬الجيل،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬الحاكم‭ ‬هو‭ ‬رمز‭ ‬وأيقونة‭ ‬للوطن‭ ‬وأن‭ ‬المواطن‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬جيل‭ ‬الشباب،‭ ‬كلما‭ ‬اقترب‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الايقونة‭ ‬أصبح‭ ‬أكثر‭ ‬قرباً‭ ‬وحُباً‭ ‬وولاءً‭ ‬لها‭ ‬وللوطن،‭ ‬بجانب‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬تحفيز‭ ‬الهمم‭ ‬والتشجيع‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أنه‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬الميمونة‭ ‬قد‭ ‬لعبت‭ ‬دوراً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬تشجيعها‭ ‬وصقلها‭. ‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬كانت‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬التاريخية،‭ ‬فشكراً‭ ‬للفكر‭ ‬الذي‭ ‬يسير‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬تنتهي‭ ‬الى‭ ‬تعزيز‭ ‬أواصر‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الحاكم‭ ‬والشعب‭ ‬وتوطيد‭ ‬أسس‭ ‬الوطنية‭ ‬والمواطنة‭ ‬عملياً‭ ‬وليس‭ ‬نظرياً‭ ‬وهنيئاً‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬حظوا‭ ‬بفرحة‭ ‬السلام‭ ‬على‭ ‬جلالته‭ ‬ومصافحة‭ ‬يده‭ ‬الكريمة‭.‬

 

hanadi_aljowder@hotmail.com‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا