العدد : ١٧٢٩٦ - الخميس ٣١ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٩٦ - الخميس ٣١ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ صفر ١٤٤٧هـ

مقالات

سحابة رأي: الـ«جي بي تي» بمفهومه الأكثر شمولية!

بقلم: إسراء القصاب

الأحد ٢٧ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

يشد‭ ‬انتباهي‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬ظاهرة‭ ‬شائعة‭ ‬لدى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأفراد؛‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬تناول‭ ‬وتداول‭ ‬المصطلحات‭ ‬بمختلف‭ ‬لغاتها‭ ‬واختصاراتها‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬فهم‭ ‬لمعناها؛‭ ‬إنما‭ ‬تسمية‭ ‬للأشياء‭ ‬بأسمائها‭ ‬فحسب‭!‬‮ ‬

ففي‭ ‬زمن‭ ‬صار‭ ‬يلهج‭ ‬بالتكنولوجيا‭ ‬كأداة،‭ ‬ويستحوذ‭ ‬فيه‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬على‭ ‬المشهد‭ ‬العالمي‭ ‬مصدرًا‭ ‬نفسه‭ ‬كلغة‭ ‬عالمية‭ ‬جديدة،‭ ‬اخترق‭ ‬عالمنا‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المصطلحات‭ ‬الحديثة،‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬قيد‭ ‬التداول‭ ‬بشكل‭ ‬واسع،‭ ‬ولربما‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬التداول‭ ‬نتيجة‭ ‬للاستخدام‭ ‬الهائل‭ ‬للتطبيقات‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬عليها،‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬التعرف‭ ‬عليها‭ ‬وعلى‭ ‬ماهيتها‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬شمولية‭.‬‮ ‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أنك‭ ‬سبق‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬سمعت‭ ‬عن‭ ‬روبوتات‭ ‬الدردشة‭ ‬الآلية‭ ‬الحديثة،‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬اختبرت‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬أحدها،‭ ‬أو‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬أحد‭ ‬المقربين‭ ‬منك،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬لديكم‭ ‬الدهشة‭ ‬والتساؤل‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬تمكن‭ ‬هذه‭ ‬الروبوتات‭ ‬من‭ ‬خوض‭ ‬الحديث‭ ‬بهذا‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬الذكاء،‭ ‬وهذه‭ ‬الإمكانية‭ ‬المتقنة‭ ‬في‭ ‬الرد‭!‬

والحقيقة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يجهلها‭ ‬البعض،‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يعود‭ ‬فيه‭ ‬الفضل‭ ‬لـ‭(‬الجي‭ ‬بي‭ ‬تي‭) ‬ويعنى‭ ‬به‭ ‬‮«‬المحول‭ ‬المولّد‭ ‬المُدرَب‭ ‬مسبقًا‮»‬،‭ ‬وإن‭ ‬كنا‭ ‬لن‭ ‬نخوض‭ ‬في‭ ‬التفاصيل‭ ‬البرمجية‭ ‬له،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬نموذج‭ ‬من‭ ‬نماذج‭ ‬العصبونية‭ ‬الاصطناعية‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬المحولات‭ ‬كبنية‭ ‬لها،‭ ‬وتعد‭ ‬كنوع‭ ‬رئيسي‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬الذي‭ ‬يدعم‭ ‬تطبيقات‭ ‬المجال‭ ‬ذاته‭ ‬كـ‭(‬شات‭ ‬جي‭ ‬بي‭ ‬تي‭) ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭.‬

إذ‭ ‬يختص‭ ‬بمنح‭ ‬التطبيقات‭ ‬نماذج‭ ‬مدربة‭ ‬باستخدام‭ ‬كميات‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬البيانات‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬المدخلات‭ ‬البشرية‭ ‬عبر‭ ‬فهم‭ ‬النقاط‭ ‬الأساسية‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬افتراضات،‭ ‬بحيث‭ ‬يمكنه‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬المستقلة‭ ‬وغير‭ ‬المترابطة‭ ‬بشكل‭ ‬يحاكي‭ ‬الذكاء‭ ‬البشري،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬نماذج‭ ‬وإنشاء‭ ‬خوارزميات‭ ‬مستنبطة‭ ‬من‭ ‬الطبيعة‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬المشكلات،‭ ‬وفي‭ ‬طرق‭ ‬التخطيط،‭ ‬وفهم‭ ‬الأفكار‭ ‬المعقدة،‭ ‬والتعلم‭ ‬بالتجربة‭.‬‮ ‬

وتتميز‭ ‬هذه‭ ‬النماذج‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬المهارات‭ ‬والقدرات‭ ‬الإبداعية،‭ ‬كتوليد‭ ‬الصور‭ ‬والموسيقى،‭ ‬وإنشاء‭ ‬المحتوى،‭ ‬وتلخيص‭ ‬النصوص‭ ‬والمستندات،‭ ‬والبحث‭ ‬المتقدم،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬الأسئلة‭ ‬بطريقة‭ ‬ذكية،‭ ‬والترجمة‭ ‬اللغوية‭ ‬الفورية،‭ ‬وتصميم‭ ‬المؤثرات‭ ‬البصرية‭ ‬والرسوم‭ ‬المتحركة،‭ ‬وإنشاء‭ ‬مواقع‭ ‬الويب،‭ ‬والرسم‭ ‬وتأليف‭ ‬القصائد،‭ ‬إلخ‭.‬

وما‭ ‬يعطي‭ ‬للـ‭(‬جي‭ ‬بي‭ ‬تي‭) ‬هذه‭ ‬القيمة‭ ‬والزخم‭ ‬هو‭ ‬طريقته‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تعريف‭ ‬نمط‭ ‬تفاعل‭ ‬الإنسان‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬كنموذج‭ ‬لتعلم‭ ‬الآلة‭ ‬بمعايير‭ ‬جديدة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قدرته‭ ‬التوليدية‭ ‬المتعددة‭ ‬والهائلة،‭ ‬ومدى‭ ‬اتساع‭ ‬إمكانياته‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬المهام،‭ ‬ولسرعته‭ ‬الفائقة‭ ‬في‭ ‬الاستجابة،‭ ‬ولاتساع‭ ‬النطاق‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامه‭ ‬فيه،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الثورة‭ ‬الذي‭ ‬أحدثها‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬تفاعل‭ ‬روبوتات‭ ‬المحادثة‭ ‬المزودة‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬عن‭ ‬النوع‭ ‬التقليدي،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬جاء‭ ‬كمساعد‭ ‬للأفراد‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬والمؤسسات‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬العموم‭ ‬للارتقاء‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬أعلى‭ ‬في‭ ‬الإنتاجية‭ ‬والأداء‭ ‬وخدمة‭ ‬العملاء‭.‬

لهذا‭ ‬يعدّ‭ ‬فهم‭ ‬فحوى‭ ‬المصطلحات‭ ‬المتداولة‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬شمولية‭ ‬أمرا‭ ‬ضروريا‭ ‬ومهما،‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬يحققه‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬لقدرات‭ ‬هذه‭ ‬النماذج،‭ ‬وللاستفادة‭ ‬منها،‭ ‬ولتقليل‭ ‬مخاطرها،‭ ‬فمع‭ ‬استمرارية‭ ‬تطور‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬واندماجه‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬الرقمية‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬انه‭ ‬سيخلف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬والتحديات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬فهما‭ ‬واسعا‭ ‬لإدراك‭ ‬طرق‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭..‬‮ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬هذه‭ ‬الأنظمة‭ ‬المزودة‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬بالمقام‭ ‬الأول‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستفادة‭ ‬البشرية‭ ‬وتسهيل‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬بما‭ ‬يقلل‭ ‬الجهد‭ ‬والوقت،‭ ‬ويكفل‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الراحة‭ ‬والرفاهية،‭ ‬وبغضّ‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الفرضيات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تداولها‭ ‬حول‭ ‬سبب‭ ‬إنشائها؛‭ ‬كأن‭ ‬تكون‭ ‬بديلا‭ ‬عن‭ ‬السواعد‭ ‬البشرية،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أذهب‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬فرضية‭ ‬أخرى‭ ‬حول‭ ‬ذلك،‭ ‬مفادها‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬معيار‭ ‬لتقييم‭ ‬القدرات‭ ‬البشرية؛‭ ‬بحيث‭ ‬يتم‭ ‬استبدال‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يجيد‭ ‬استخدامها‭ ‬والانتفاع‭ ‬من‭ ‬تقنيتها‭ ‬وفهم‭ ‬طرق‭ ‬التعامل‭ ‬معها؛‭ ‬بمن‭ ‬يفعل‭.‬‮ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا