سهوتُ، قليلاً
فغامتْ وطالَ الطريقُ
ولم أنتبه أبداً أنّي أسيرُ وحيداً
على أرضٍ لم تعدْ تعرفُ وَطْأَتَ أقدامي الحافية
ولاَ رائحةُ ثيابي البالية
ولاَ تذكرُ كم ابتلعتُ من تربتهَا
وأنا أحاولُ أن أحبوَ خارجَ الكوخِ
وبأنّ النملَ الذي كنتُ أحاذرُ وطأهُ
أكلَ رغيفي الأخير الوحيد.
صحوتُ
فوجدتُ نفسي غريباً
بينَ الاشياءِ التي أعرفهَا ولم تَعد تعرفني
حائرٌ أفتشُ في ثيابي عنْ أطرافي
فَلمْ أجد الثيابَ ولا الجسدَ
كنتُ فكرةٌ ضائعة، حائرة
مهموم بوطنٍ لا يحتوي غير الفراغِ
ولاَ يصاحبُ غير الغيابِ!
فكفي يا طيورَ المدينةِ عن الرحيلِ
واملئي بأعشاشكِ فراغات هذا الوطن.
شاعرة من تونس
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك