يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
لبنان وبوابة البحرين العربية
البحرين استقبلت الرئيس اللبناني جوزاف عون بحفاوة وترحاب. جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حرص على تأكيد أن البحرين تقدم كل سبل الدعم للبنان. هذا الدعم يمثل بالنسبة إلى لبنان أهمية حاسمة في الوقت الحاضر.
جلالة الملك في الكلمة التي ألقاها جلالته في اللقاء مع الرئيس اللبناني عبر عن دعم البحرين القوي للبنان، سواء على مستوى الموقف السياسي البحريني من الأوضاع في لبنان، أو على مستوى الدعم العملي.
على مستوى الموقف السياسي، أكد جلالة الملك وقوف البحرين إلى جانب لبنان ودعم البحرين الكامل للمساعي اللبنانية الهادفة إلى تعزيز السيادة والوحدة الوطنية. وتأييد جهود الرئيس اللبناني بما يضمن مصلحة الشعب اللبناني، ويعيد إلى لبنان مكانته الريادية في محيطه العربي والدولي.
أما على صعيد الدعم العملي فقد تمثل في إعلان جلالة الملك قرار إقامة بعثة دبلوماسية بحرينية دائمة في بيروت. كما تمثل في التوجيه بتفعيل اللجنة البحرينية - اللبنانية المشتركة لتنفيذ مذكرات التفاهم والاتفاقات المبرمة، واستكشاف المزيد من الفرص الواعدة التي تخدم مصالح البلدين الشقيقين.
هذا الموقف الداعم للبنان يأتي في سياق نهج بحريني أرسى ملامحه وأبعاده جلالة الملك لسياسة البحرين ومواقفها العربية. نهج يقوم على العمل على تحقيق أمن واستقرار الدول العربية والحفاظ على تماسكها، والعمل على تحقيق التضامن والتلاحم العربي، والسعي لإقرار السلام الداخلي في الدول العربية.
الدعم الذي قدمته البحرين للبنان يمثل أهمية استثنائية كبرى بالنسبة إلى القيادة اللبنانية في الظروف الحالية.
هذا الدعم يعتبر فتحا لصفحة جديدة في العلاقات البحرينية اللبنانية، ويعتبر أيضا خطوة كبرى على طريق عودة لبنان إلى المحيط العربي من بوابة البحرين.
كما أن هذا الدعم يأتي في وقت حاسم بالنسبة إلى الدولة اللبنانية. مع رئاسة الرئيس عون تسعى الدولة اللبنانية إلى استعادة هيبتها ومكانتها، ومحاولة تجاوز الطائفية التي شلت لبنان بالكامل عقودا طويلة. كما تسعى إلى أن يكون السلاح بيد الدولة وحدها وهو الأمر الذي يعتبر حجر الزاوية في قوة الدولة وسيطرتها على القرار.
الكل يعلم أن هذه ليست مهمة سهلة أبدا، إذ يواجه لبنان تحديات كبرى من قوى في الداخل والخارج من الممكن أن تعرقل هذا المشروع الذي يتبناه الرئيس عون. وفي هذه الظروف لبنان بحاجة إلى الدعم العربي.
الكل يعلم أيضا أن عودة لبنان إلى محيطه العربي والدعم العربي له هي أيضا مهمة ليست سهلة على ضوء ما حدث في السنوات الطويلة الماضية من احتضان لبنان لقوى تخريبية من دول عربية تآمرت على بلادها، وما قام به حزب الله من تدخلات سافرة في شؤون عديد من الدول العربية.
الدول العربية بحاجة إلى أن تتأكد من أن مثل هذه الممارسات لن تعود، وأن أي علاقات لا بد أن تقوم على عدم السماح لأي قوة باستغلال لبنان ساحة لتهديد الدول العربية.
وقد كان من المهم في هذا السياق ما قاله جلالة الملك في كلمته من أنه «يهمنا ألا تستمر معاناة لبنان باستقبال من يستغل أجواء الحرية والانفتاح فيها، وبدلاً من أن يَمتن لضيافتها، يسيء إليها ويكلفها أغلى الأثمان، وهو ما نرفضه ونرجو عدم تكراره». ومن المهم ما نص عليه البيان المشترك الذي صدر في ختام الزيارة من تأكيد «عزم البلدين على مواصلة التعاون والتنسيق في كل ما من شأنه تجنيب المنطقة الأنشطة المزعزعة للأمن والاستقرار، بما في ذلك مكافحة التنظيمات الإرهابية ومنع تمويلها. والتشديد على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والالتزام بالمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار».
على ضوء كل هذا تتضح الأهمية الاستثنائية للاستقبال الحار للرئيس اللبناني في البحرين والدعم الذي قدمته المملكة للبنان.
البحرين فتحت بوابتها العربية للبنان للعودة إلى محيط أشقائها العرب على أسس جديدة تضمن عدم تكرار مخاوف الماضي من جانب الدول العربية وتضمن استدامة العلاقات الجديدة.
الكل يتمنى أن ينجح الرئيس اللبناني في مهمته بإعادة بناء الدولة اللبنانية القوية وتحقيق الأمن والاستقرار وتجاوز جراح وأزمات الماضي الطائفية. وبالتأكيد موقف البحرين ودعمها يعتبر خطوة مهمة في اتجاه تحقيق هذا الهدف.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك