شكلت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله ورعاه- للولايات المتحدة الأمريكية لحظة تاريخية مهمة من حيث:
أولا: إنها زيارة رسمية موفقة على كافة المستويات لتعزيز العلاقات بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية التي في أصلها هي علاقات استراتيجية عميقة وقوية منذ زمن بعيد، حيث تجسد أهمية هذه الزيارة من حيث مستوى الوفد البحريني الذي يقوده صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء ومستوى الطموحات والتطلعات التي يهدف الجميع إلى تحقيقها لما يعود بالنفع والخير على مملكة البحرين وأمنها واقتصادها وازدهارها في الحاضر والمستقبل، ومن حيث أيضا مستوى الاستقبال والترحيب الذي حظي به صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له من قبل القيادة الأمريكية العليا ومن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي رحب ترحيبا حارا بسموه الكريم وبوأه مكانة رفيعة في الاستقبال بالبيت الأبيض وفي الحوارات والمناقشات المختلفة التي بينت حقيقة المستوى الرفيع لهذه العلاقة والمكانة الكبيرة التي تحظى بها مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية كحليف استراتيجي بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم -أيده الله- والذي وصفه الرئيس الأمريكي بكونه قائدا حكيما، وكذلك المكانة البارزة والثقة الكبيرة التي يحظى بها صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لدى القيادة الأمريكية، وقد ظهر ذلك جليا في حفاوة الاستقبال ونوعية الكلمات والتصريحات الصادرة عن الطرف الأمريكي بمختلف مستوياته السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والتجارية على حد سواء.
ثانيا: النتائج المثمرة والكبيرة التي حققتها هذه الزيارة على مستوى التعاون الاقتصادي بوجه خاص، ما جعل من هذه الزيارة محطة محورية أساسية في تاريخ العلاقات بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، بل محطة استراتيجية مهمة ضمن التعاون التاريخي بين البلدين حيث شملت استثمار حوالي 17 مليار دولار في مشاريع وبرامج مشتركة من شأنها أن تسهم في تعزيز العلاقات بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية من ناحية وتحويل هذا الاستثمار إلى طاقة تعود بالنفع على الطرفين البحريني والأمريكي، خاصة في ظل اتفاقية التجارة الحرة التي تربط بين البلدين الصديقين.
وبغض النظر عن تفاصيل هذا الاستثمار الضخم الذي يبلغ 17 مليار دولار، كما أسلفنا، ويشمل الطيران والطاقة والتحول الرقمي الحكومي ومختلف أوجه التكنولوجيا الحديثة والاتفاقيات التجارية وغيرها من الجوانب الأخرى، فإن هذا التوجه لشبك العلاقات مع تعزيزها اقتصاديا وتجاريا وتكنولوجيا يضاف إلى العلاقات العميقة التي تجمع بين البلدين على الأصعدة الأمنية والعسكرية وغيرها.
إن هذه الزيارة التي كان لها الأثر الطيب والصدى الكبير على الصعيدين السياسي والإعلامي في داخل مملكة البحرين وخارجها تؤكد أن القيادة في البحرين تبذل كل الجهود لتطوير مسارات التعاون الاقتصادية والتجارية والتقنية مع أقوى دولة في العالم لا سيما في مجال الاقتصاد والاستثمار تجسيدا لتطلعات ورؤى شعب البحرين الذي يرى في مثل هذا التعاون طريقا وسبيلا لبناء المزيد من الفرص الاقتصادية لصالح البحرين. كما أن لقاءات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مع القيادات الأمريكية المختلفة في مستويات متعددة تؤكد أهمية التعاون والسعي إلى الاستثمار في كل المجالات التي يمكن أن تفيد مملكة البحرين وتفتح آفاقا جديدة للشراكة الاقتصادية والتقنية بين البلدين من خلال توقيع اتفاقيات بين القطاع الخاص في مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات مختلفة أبرزها ما يتعلق بالتكنولوجيا والطاقة لدعم وتنمية الاقتصاد البحريني بما من شأنه أن ينعكس إيجابيا على الحياة الاقتصادية في البحرين.
ولا شك أن هذه الزيارة لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للولايات المتحدة الأمريكية تعكس مدى العلاقة الاستراتيجية بين البلدين التي تتعمق يوما بعد يوم والاحترام الكبير الذي تحظى به مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك