العدد : ١٧٢٨٤ - السبت ١٩ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٨٤ - السبت ١٩ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ محرّم ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

إسرائيل أكبر تهديد للأمن والسلام في الشرق الأوسط

بقلم: د. جيمس زغبي

السبت ١٩ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

كان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تعقد‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬جلسة‭ ‬خاصة‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬للصراع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الفلسطيني‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هجوم‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬والاشتباكات‭ ‬المميتة‭ ‬التي‭ ‬تلته‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تأجيل‭ ‬تلك‭ ‬الجلسة‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يكتفي‭ ‬العالم‭ ‬بمتابعة‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬فإن‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس‭ ‬الشرقية‭ ‬يزداد‭ ‬سوءًا‭. ‬يظل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬المأساوي‭ ‬يتفاقم‭ ‬بسبب‭ ‬سلبية‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬للمأساة‭ ‬المستمرة‭ ‬وضعف‭ ‬استجابتها‭.‬

ولكن‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬إدانة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬والاحتلال‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع،‭ ‬فإن‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬تستطيع‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬إطلاق‭ ‬تصريحات‭ ‬جوفاء‭ ‬ومبتذلة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬تحث‭ ‬الأطراف‭ ‬على‭ ‬التفاوض‭ (‬كما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬يمكن‭ ‬التفاوض‭ ‬عليه‭) ‬أو‭ ‬إعلان‭ ‬دعمهم‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين‭ (‬كما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬ممكناً‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭).‬

وفي‭ ‬خضم‭ ‬المعاناة‭ ‬والمأساة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الفلسطينيون،‭ ‬راحت‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬تقترح‭ ‬بعض‭ ‬‮«‬خطط‭ ‬السلام‮»‬،‭ ‬وتدعو‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬قوات‭ ‬حفظ‭ ‬سلام‭ ‬دولية،‭ ‬و«إصلاح‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‮»‬،‭ ‬ونزع‭ ‬سلاح‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭.‬

ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المقترحات‭ ‬تتجاهل‭ ‬أيضاً‭ ‬حقيقتين‭ ‬مهمتين‭ ‬يتمثل‭ ‬أولاها‭ ‬في‭ ‬رفض‭ ‬إسرائيل‭ ‬لكل‭ ‬عنصر‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬كل‭ ‬خطة‭ ‬طرحت‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬فيما‭ ‬تتمثل‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬قد‭ ‬ترسخ‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬وتشويه‭ ‬الحقائق‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬والقدس‭ ‬الشرقية‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬أن‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬الاستقلال‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أصبح‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيداً‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬لدى‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو‭.‬

ولكي‭ ‬نفهم‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬أين‭ ‬نحن‭ ‬وما‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬فعله،‭ ‬قامت‭ ‬شركتي‭ ‬بإجراء‭ ‬استطلاعات‭ ‬رأي‭ ‬سنوية‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقييم‭ ‬مواقف‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬تجاه‭ ‬وضعهم‭ ‬الحالي‭ ‬وآمالهم‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

يتضح‭ ‬جليًا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬أن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الثلاث‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬ضائقة‭ ‬شديدة‭. ‬ونتيجةً‭ ‬للظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬عليهم،‭ ‬هناك‭ ‬اختلافات‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬آراء‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منطقة‭ - ‬تجاه‭ ‬حكمهم،‭ ‬والتهديدات‭ ‬التي‭ ‬يواجهونها،‭ ‬وآمالهم‭ ‬المستقبلية،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهل‭ ‬هذه‭ ‬الاختلافات‭.‬

على‭ ‬مدى‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬انفصلت‭ ‬غزة‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وخنقتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬اقتصاديًا،‭ ‬حيث‭ ‬عوقبت‭ ‬حماس‭ ‬ثم‭ ‬كوفئت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الانقسام‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬الفلسطيني‭. ‬وقد‭ ‬تحقق‭ ‬ذلك،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬مكّن‭ ‬حماس‭ ‬من‭ ‬تعزيز‭ ‬قوتها‭ ‬وترسيخ‭ ‬نفوذها‭.‬

كان‭ ‬للحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬وقد‭ ‬مكّنتنا‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬حجم‭ ‬الخسائر‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بهم‭. ‬فقد‭ ‬أفاد‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ثلثي‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بأنهم‭ ‬اضطروا‭ ‬إلى‭ ‬إجلاء‭ ‬عائلاتهم‭ ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الثمانية‭ ‬عشر‭ ‬الأولى‭.‬

فقد‭ ‬معظم‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أيضا‭ ‬أفرادًا‭ ‬من‭ ‬عائلاتهم،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬70%‭ ‬منهم‭ ‬إن‭ ‬منازلهم‭ ‬دُمرت‭ ‬بالكامل،‭ ‬بينما‭ ‬أفاد‭ ‬أغلبهم‭ ‬بنقص‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬الغذاء‭ ‬والماء‭ ‬والخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬وانعدام‭ ‬المأوى‭ ‬المناسب‭.‬

أدى‭ ‬إغلاق‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬القسري،‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود،‭ ‬إلى‭ ‬فصل‭ ‬سكانها‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬عن‭ ‬إخوانهم‭ ‬في‭ ‬باقي‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭. ‬قبل‭ ‬الإغلاق،‭ ‬كان‭ ‬فلسطينيو‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬يأتون‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬للعمل‭ ‬والخدمات‭.‬

بعد‭ ‬الإغلاق،‭ ‬خسر‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬زبائنهم‭ ‬ودخلهم،‭ ‬واضطروا‭ ‬إلى‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬ومنذ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬تُظهر‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬لدينا‭ ‬أن‭ ‬الأغلبية‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يشتكون‭ ‬من‭ ‬تفاقم‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والسياسي‭.‬

يتفاقم‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬أيضًا‭. ‬فبسبب‭ ‬السياسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬أعاقت‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المستقلة،‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬خيار‭ ‬آخر‭ ‬سوى‭ ‬محاولة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تصاريح‭ ‬عمل‭ ‬يومية‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬المستوطنات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬أو‭ ‬العمل‭ ‬لدى‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

بعد‭ ‬الحرب،‭ ‬علّقت‭ ‬إسرائيل‭ ‬إصدار‭ ‬تصاريح‭ ‬العمل‭ ‬وقيّدت‭ ‬تحويل‭ ‬عائدات‭ ‬الضرائب‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ما‭ ‬أجبر‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬خفض‭ ‬الرواتب‭. ‬ونتيجةً‭ ‬لذلك،‭ ‬تضاعفت‭ ‬البطالة‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات،‭ ‬وتفاقمت‭ ‬حالة‭ ‬الفقر‭ ‬بين‭ ‬السكان‭.‬

تفاقمت‭ ‬أيضًا‭ ‬حدة‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬والقدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬والناجمة‭ ‬عن‭ ‬عنف‭ ‬المستوطنين،‭ ‬وهدم‭ ‬المنازل،‭ ‬ومصادرة‭ ‬الأراضي،‭ ‬والتهجير‭ ‬القسري،‭ ‬ومداهمات‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬ونتيجةً‭ ‬لذلك،‭ ‬أفاد‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬بشعور‭ ‬متزايد‭ ‬بالتهديد‭ ‬وانعدام‭ ‬الأمن‭.‬

تُظهر‭ ‬نتائجنا‭ ‬أيضًا‭ ‬أزمة‭ ‬ثقة‭ ‬فلسطينية‭ ‬في‭ ‬قيادتهم‭. ‬يُبدي‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬تراجعًا‭ ‬في‭ ‬تقديرهم‭ ‬لدور‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

كما‭ ‬يشعر‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بعدم‭ ‬الرضا‭ ‬عن‭ ‬الأداء‭ ‬العام‭ ‬للسلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬الصراع‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬مجتمعة‭ ‬ــ‭ ‬الدمار‭ ‬الذي‭ ‬خلفته‭ ‬الحرب‭ ‬والسياسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬قياداتهم‭ ‬ــ‭ ‬تحدد‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬اليوم‭.‬

إن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يعرفون‭ ‬ما‭ ‬يريدونه‭ ‬ــ‭ ‬الاستقلال‭ ‬والأمن‭ ‬وتحسين‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬أفضل‭ ‬وتحسين‭ ‬الخدمات‭ ‬ــ‭ ‬ولكنهم‭ ‬لا‭ ‬يرون‭ ‬طريقا‭ ‬واضحا‭ ‬للمضي‭ ‬قدما‭.‬

بناءً‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تشير‭ ‬نتائج‭ ‬استطلاعنا‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬مؤشرات‭ ‬اليأس‭ ‬المقلقة‭. ‬فعندما‭ ‬سُئل‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وغزة‭ ‬عن‭ ‬استراتيجياتهم‭ ‬المفضلة‭ ‬للمضي‭ ‬قدمًا،‭ ‬أجابت‭ ‬أغلبية‭ ‬المشاركين‭ ‬بأنهم‭ ‬يريدون‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬الوضع‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬وظائف‭ ‬بأجور‭ ‬أفضل،‭ ‬وخدمات‭ ‬أفضل،‭ ‬ونوعية‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬النتيجة‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أغلبية‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬وأغلبية‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬مازالوا‭ ‬يفضلون‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬حدود‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ثلثي‭ ‬الذين‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬استطلاع‭ ‬الرأي‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الثلاث‭ ‬يقولون‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الظروف‭ ‬السياسية‭ ‬الحالية‭ ‬والحقائق‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬فإنهم‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الآن‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬الدولة‭ ‬الواحدة‭ ‬حيث‭ ‬تسيطر‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وغزة‭.‬

والخلاصة‭ ‬التي‭ ‬خرجنا‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬استطلاعاتنا‭ ‬التي‭ ‬أجريناها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الظروف‭ ‬الجائرة‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬خلقت‭ ‬مزيداً‭ ‬من‭ ‬التعقيد‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬طريق‭ ‬للمضي‭ ‬قدماً‭.‬

تركز‭ ‬جهود‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية،‭ ‬لكن‭ ‬التهديد‭ ‬الحقيقي‭ ‬للسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬رفضت‭ ‬جميع‭ ‬المقترحات‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬هجومها‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وسحب‭ ‬قواتها،‭ ‬وإعطاء‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬دورًا‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وأي‭ ‬اقتراح‭ ‬بإدراج‭ ‬استقلال‭ ‬فلسطين‭ ‬أو‭ ‬سيادتها‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭.‬

هذا‭ ‬التعنت‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتواصل‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬معالجته‭ ‬والتركيز‭ ‬عليه‭. ‬فبدلاً‭ ‬من‭ ‬تحميل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وحدهم‭ ‬عبء‭ ‬الإصلاح،‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وأوروبا‭ ‬الغربية‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬ملموسة‭ ‬لإجبار‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬احتلالها،‭ ‬وفرض‭ ‬وصاية‭ ‬دولية‭ ‬مع‭ ‬نشر‭ ‬قوة‭ ‬لحفظ‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭.‬

 

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا