العدد : ١٧٢٨١ - الأربعاء ١٦ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٨١ - الأربعاء ١٦ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

رؤية البحرين 2050.. مستقبل وطن نصنعه معًا

بقلم: نبيلة رجب

الأربعاء ١٦ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

حين‭ ‬نفكر‭ ‬في‭ ‬وطن‭ ‬مزدهر‭ ‬ومستدام‭ ‬لأجيالنا‭ ‬القادمة،‭ ‬تبدو‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬2050‭ ‬فرصة‭ ‬حقيقية‭ ‬لبناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬متنوع‭ ‬ومجتمع‭ ‬يتسع‭ ‬للجميع،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬شراكة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬بكل‭ ‬أطيافه‭.‬

لقد‭ ‬رسمت‭ ‬الدولة‭ ‬الإطار‭ ‬العام‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬الرؤية‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تكامل‭ ‬الجهود،‭ ‬وفتحت‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬مشاركة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭. ‬وهذا‭ ‬يعكس‭ ‬وعيا‭ ‬بأن‭ ‬التنمية‭ ‬لا‭ ‬تصنعها‭ ‬جهة‭ ‬واحدة،‭ ‬بل‭ ‬تتطلب‭ ‬تعاون‭ ‬الجميع‭.‬

إن‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬2050،‭ ‬هي‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬يجري‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬صياغتها‭ ‬لتكون‭ ‬امتدادًا‭ ‬طبيعيًا‭ ‬لرؤية‭ ‬2030،‭ ‬وتأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬التغيرات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين‭. ‬وهي‭ ‬تمثل‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬لوطن‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة‭ ‬وازدهارًا،‭ ‬يحقق‭ ‬طموحات‭ ‬أبنائه‭ ‬ويواجه‭ ‬تحديات‭ ‬المستقبل‭ ‬بثقة‭.‬

الرؤية‭ ‬تحمل‭ ‬أهدافا‭ ‬واضحة،‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬تنويع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتحسين‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬نلمس‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬ومبادرات‭ ‬بدأت‭ ‬تظهر‭ ‬بالفعل،‭ ‬لتقول‭ ‬لنا‭ ‬إن‭ ‬الطريق‭ ‬ممكن،‭ ‬وإن‭ ‬التغيير‭ ‬يحتاج‭ ‬وقتا‭ ‬ومشاركة‭ ‬حقيقية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬فينا‭.‬

المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬حاضرة‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬كشريك‭ ‬أساسي‭. ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬وريادة‭ ‬الأعمال،‭ ‬والمبادرات‭ ‬المجتمعية‭ ‬أصبح‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬سياسات‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬جزء‭ ‬طبيعي‭ ‬من‭ ‬مسار‭ ‬التنمية،‭ ‬وأن‭ ‬مساهمتها‭ ‬باتت‭ ‬ضرورية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭.‬

ومع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الفرص،‭ ‬هناك‭ ‬تحديات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهلها‭. ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬مهارات‭ ‬الشباب‭ ‬لتواكب‭ ‬متطلبات‭ ‬القطاعات‭ ‬الجديدة،‭ ‬وزيادة‭ ‬وعي‭ ‬المجتمع‭ ‬بأن‭ ‬الرؤية‭ ‬مسؤولية‭ ‬مشتركة،‭ ‬وتأمين‭ ‬التمويل‭ ‬المستدام‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبرى،‭ ‬ومواجهة‭ ‬العقليات‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تقاوم‭ ‬التغيير‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬إبقاء‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬اطلاع‭ ‬بما‭ ‬يتحقق‭ ‬فعلا‭ ‬يظل‭ ‬تحديا‭ ‬يستحق‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬بجدية‭.‬

إن‭ ‬الرؤية‭ ‬ليست‭ ‬أرقاما‭ ‬أو‭ ‬مشاريع‭ ‬فقط‭. ‬إنما‭ ‬إطار‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬وعي‭ ‬عملي‭ ‬لدى‭ ‬الأفراد،‭ ‬يجعل‭ ‬الالتزام‭ ‬بجودة‭ ‬العمل،‭ ‬وحسن‭ ‬استثمار‭ ‬الموارد،‭ ‬ومواكبة‭ ‬احتياجات‭ ‬السوق،‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬ثقافتنا‭ ‬اليومية‭.‬

إن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬واستمرار‭ ‬الحوار‭ ‬بينهما،‭ ‬يبقى‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬تبنى‭ ‬عليه‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬الأهداف‭ ‬مفهومة‭ ‬وواضحة‭ ‬للجميع‭.‬

كذلك،‭ ‬فإن‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إدراك‭ ‬أن‭ ‬الرؤية‭ ‬ليست‭ ‬فكرة‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية‭. ‬هي‭ ‬إطار‭ ‬يوجه‭ ‬السياسات‭ ‬والقرارات‭ ‬وحتى‭ ‬خياراتنا‭ ‬الفردية‭ ‬نحو‭ ‬اتجاه‭ ‬واحد‭. ‬وهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬موزعة‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يخطط‭ ‬ومن‭ ‬ينفذ‭.‬

رؤية‭ ‬2050‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬وعودًا‭ ‬فورية،‭ ‬لكنها‭ ‬تضع‭ ‬الأساس‭ ‬لتحولات‭ ‬تدريجية‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭. ‬وكل‭ ‬طرف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬دوره‭ ‬فيها‭ ‬إذا‭ ‬تعامل‭ ‬معها‭ ‬كخطة‭ ‬عمل‭ ‬واقعية‭ ‬وليست‭ ‬أمنية‭ ‬مؤجلة‭. ‬لنصنع‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬معا،‭ ‬ليس‭ ‬لأنها‭ ‬خطة‭ ‬حكومية،‭ ‬بل‭ ‬لأنها‭ ‬حلم‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬فينا‭ ‬بوطن‭ ‬يستحق‭ ‬الأفضل‭.‬

 

rajabnabeela@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا