العدد : ١٧٢٨٤ - السبت ١٩ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٨٤ - السبت ١٩ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ محرّم ١٤٤٧هـ

الثقافي

ركن المكتبة: إصدارات ثقافية..

إعداد: يحيى الستراوي

السبت ١٩ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

عن الهيئة العربية للمسرح في الشارقة.. صدور كتاب قناديل مسرحية


صدر‭ ‬حديثًا‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭ ‬العربية‭ ‬للمسرح‭ ‬في‭ ‬الشارقة‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬قناديل‭ ‬مسرحية‭: ‬مسرحيون‭ ‬حرَّكوا‭ ‬الضمير‭ ‬الاجتماعي‭ ‬العربي‮»‬،‭ ‬للناقد‭ ‬والباحث‭ ‬المسرحي‭ ‬السوري‭ ‬أنور‭ ‬محمد،‭ ‬استعرضَ‭ ‬فيه‭ ‬بالنقد‭ ‬والتحليل‭ ‬المسيرة‭ ‬الفكرية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬أربعين‭ ‬مسرحيًا‭ ‬عربيًا،‭ ‬من‭ ‬لبنان‭ ‬والسودان‭ ‬ومصر‭ ‬والجزائر‭ ‬والبحرين‭ ‬وسورية‭ ‬وفلسطين‭ ‬والكويت‭ ‬والمغرب‭ ‬والعراق‭ ‬وتونس‭. ‬وهو‭ ‬يرى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هؤلاء‭ ‬المسرحيين‭ ‬أنَّ‭ ‬المسرح‭ ‬العربي‭ ‬بات‭ ‬فعلًا‭ ‬ديناميكيًّا‭ ‬اجتماعيًّا‭ ‬ثقافيًّا‭ ‬حقيقيًّا،‭ ‬وهو‭ ‬فعلٌ‭ ‬من‭ ‬صراع‭ ‬محتدم‭ ‬بين‭ ‬الخير‭ ‬والشر،‭ ‬صراع‭ ‬يُثمر‭ ‬أفكارًا‭ ‬إنسانية‭ ‬عقلانية‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الجمالية‭ ‬الفلسفية‭. ‬فالإنسان‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬المسرح،‭ ‬إلى‭ ‬الثقافة‭ ‬لإشباع‭ ‬طاقاته‭ ‬العاطفية‭ ‬والروحية،‭ ‬والودِّ‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬يفتقدهُ‭ ‬في‭ ‬علاقاته‭ ‬اليومية،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يبقى‭ ‬عُصابيًّا‭ ‬ومريضًا،‭ ‬لأنَّ‭ ‬الإنسان‭ ‬ليس‭ ‬سلعةً‭ ‬كما‭ ‬تتعاملُ‭ ‬معه‭ ‬علاقات‭ ‬اقتصاد‭ ‬السوق‭ ‬العولمي‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬تقديمه‭:‬

أَنْ‭ ‬تمتلكَ‭ ‬المسرح‭ ‬يعني‭ ‬أنَّك‭ -‬بحسب‭ ‬أثينا‭- ‬تستردُّ‭ ‬مُلكيةً‭ ‬خاصةً‭ ‬بِكَ،‭ ‬وهي‭ ‬وُلِدَتْ‭ ‬يومَ‭ ‬وُلِدْتَ‭ ‬أنتْ،‭ ‬لأنَّها‭ ‬ذاتُ‭ ‬جذورٍ‭ ‬عميقةٍ‭ ‬في‭ ‬كيانكَ‭ ‬الإنساني،‭ ‬لأنَّها‭ ‬ممارسة‭ ‬لفعل‭ (‬الود‭)‬،‭ ‬وليس‭ ‬لفعل‭ (‬النقد‭) ‬المالي‭ ‬الذي‭ ‬يُجسِّد‭ ‬القهر‭ ‬الاقتصادي‭. ‬فالمسرح،‭ ‬وليس‭ ‬‮«‬السوق‮»‬،‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يُوثِّق‭ ‬العلاقة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬لأنَّها‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬إنسان‭ ‬وإنسان،‭ ‬وليس‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬مُستَغِلٍ‭ ‬ومُستَغَلْ؛‭ ‬علاقة‭ ‬هيمنةٍ‭ ‬وإخضاع‭. ‬المسرح‭ ‬كما‭ ‬الثقافة‭ ‬يشيعُ‭ ‬الحنان‭ ‬والود‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وليس‭ ‬الوحشية‭ ‬والتوحش‭ ‬والاستغلال‭ ‬الفظ‭ ‬والقاسي‭ ‬للإنسان،‭ ‬وحتى‭ ‬نُدرك‭ ‬أنَّ‭ ‬أثينا‭ ‬في‭ ‬ثقافتها‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬ملكية‭ ‬العبيد‭ ‬كانت‭ ‬تُرفِههم،‭ ‬وخلقت‭ ‬ذاك‭ ‬الحب‭ ‬الأفلاطوني‭. ‬لأنَّ‭ ‬أثينا‭ ‬كانت‭ ‬ترى‭ ‬وبشخص‭ ‬‮«‬بركليس‮»‬‭ ‬وفلاسفتها‭ ‬ومسرحييها‭ ‬أنَّ‭ ‬الفرد‭: ‬مواطن،‭ ‬أجنبي،‭ ‬عبد،‭ ‬وهذا‭ ‬الأخير‭ ‬ليسَ‭ ‬حَشَرَةً،‭ ‬أو‭ ‬خلايا‭ ‬جسدية،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬كائنٌ‭ ‬إنساني‭ ‬يُعطي‭ ‬للحياة‭ ‬قوَّتها‭ ‬المُحرِّكة،‭ ‬فالموتُ‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬نفيٌ‭ ‬للحياة‭ ‬إنَّما‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يولِّدُ‭ ‬الحياة‭. ‬

 

 

«شرفة آدم: تأملات في الوجود والأدب» للشاعر والصحفي الأردني حسين جلعاد


صدر‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬عن‭ ‬المؤسسة‭ ‬العربية‭ ‬للدراسات‭ ‬والنشر‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬شرفة‭ ‬آدم‭: ‬تأملات‭ ‬في‭ ‬الوجود‭ ‬والأدب‮»‬‭ ‬للشاعر‭ ‬والصحفي‭ ‬الأردني‭ ‬حسين‭ ‬جلعاد،‭ ‬وهو‭ ‬عمل‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬التأمل‭ ‬الفلسفي‭ ‬والطرح‭ ‬الأدبي،‭ ‬مستعرضًا‭ ‬تجارب‭ ‬ثقافية‭ ‬متنوعة‭ ‬ومحاور‭ ‬أدبية‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬عالمي‭ ‬وعربي‭.‬

الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬315‭ ‬صفحة،‭ ‬يتناول‭ ‬موضوعات‭ ‬تتقاطع‭ ‬بين‭ ‬الفلسفة‭ ‬والأدب،‭ ‬ويضيء‭ ‬على‭ ‬تجارب‭ ‬روائية‭ ‬وشعرية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬استكشافات‭ ‬فكرية‭ ‬لمبدعين‭ ‬وكتّاب‭ ‬أثروا‭ ‬الساحة‭ ‬الأدبية‭ ‬العربية‭ ‬والعالمية‭. ‬ويتضمن‭ ‬الكتاب‭ ‬مقالات‭ ‬نقدية‭ ‬وحوارات‭ ‬صحفية‭ ‬أجراها‭ ‬المؤلف‭ ‬مع‭ ‬رموز‭ ‬أدبية‭ ‬بارزة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تحليلات‭ ‬مستفيضة‭ ‬لأعمال‭ ‬روائية‭ ‬وشعرية‭.‬

ويستهل‭ ‬جلعاد‭ ‬كتابه‭ ‬بمقدمة‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬نصف‭ ‬تفاحة‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يتأمل‭ ‬في‭ ‬فكرة‭ ‬المعرفة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الناقصة،‭ ‬مستلهمًا‭ ‬من‭ ‬قصة‭ ‬شجرة‭ ‬المعرفة‭ ‬أو‭ ‬حكاية‭ ‬آدم‭ ‬وحواء‭ ‬مع‭ ‬التفاحة‭ ‬التي‭ ‬أكلا‭ ‬منها‭. ‬ويقول‭ ‬المؤلف‭ ‬في‭ ‬مقدمته‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الفاكهة‭ ‬المحرمة‭ ‬التي‭ ‬أكلها‭ ‬آدم‭ ‬وحواء‭ ‬في‭ ‬الجنة‭ ‬هي‭ ‬التفاحة‭ ‬فعلًا،‭ ‬فإنها‭ ‬حتمًا‭ ‬سقطت‭ ‬من‭ ‬أيديهما‭ ‬بعد‭ ‬القضمة‭ ‬الأولى،‭ ‬لقد‭ ‬راعهما‭ ‬هول‭ ‬المعرفة،‭ ‬والأفدح‭ ‬أنهما‭ ‬اقترفا‭ ‬الممنوع‭. ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬التفاحة‭ ‬سقط‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬وبقينا‭ ‬نحن‭ ‬البشر‭ ‬الفانين‭ ‬نقتات‭ ‬عليها‭... ‬لكن‭ ‬الجانب‭ ‬المضيء‭ ‬من‭ ‬الحكاية‭ ‬أيضًا‭ ‬أننا‭ ‬بعد‭ ‬الهبوط‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭ ‬تبقى‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نعرف،‭ ‬وأن‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬المعرفة،‭ ‬عن‭ ‬الحكمة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تجيب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬هبطت‭ ‬مع‭ ‬آدم‭ ‬ونصفه‮»‬‭.‬

هذه‭ ‬التأملات‭ ‬تمهد‭ ‬للقارئ‭ ‬منهجية‭ ‬الكتاب،‭ ‬حيث‭ ‬يطرح‭ ‬جلعاد‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬الأدب‭ ‬هو‭ ‬نصف‭ ‬التفاحة‭ ‬المتبقية‭ ‬من‭ ‬المعرفة،‭ ‬وهو‭ ‬الوسيلة‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬صراعات‭ ‬الإنسان‭ ‬وأسئلته‭ ‬الوجودية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا