شهدت الأسواق العالمية انتعاشاً قوياً منذ القاع الذي بلغته في أوائل أبريل، وخلال الليلة الماضية، سجل أصلان ضخمان إنجازين تاريخيين؛ حيث أصبحت شركة إنفيديا أول شركة على الإطلاق تتجاوز القيمة السوقية البالغة 4 تريليونات دولار أمريكي، في حين سجلت بيتكوين مستوى قياسياً جديداً.
ووفقًا لجوش غيلبرت، محلل الأسواق في منصة eToro، فإن الصعود الصاروخي لإنفيديا يبرز الزخم الهائل لثورة الذكاء الاصطناعي، والتي لا تظهر أي بوادر للتباطؤ. لقد أصبحت إنفيديا بمثابة «نبض السوق»، حيث تمثل نحو 7.5% من مؤشر S&P 500 وما يقارب 10% من مؤشر ناسداك 100. وكما كانت شركة آبل رمزاً لعصر الهواتف الذكية، أصبحت إنفيديا اليوم مرادفاً لعصر الذكاء الاصطناعي. وقد عززت نتائج أرباحها الأخيرة في مايو هذا الموقع المهيمن بفضل استمرار نمو الإيرادات وهوامش الربح التي تحسدها عليها الشركات الأخرى، بالإضافة إلى سيولة ضخمة تمكنها من مواصلة الابتكار.
وفي الوقت ذاته، قفزت بيتكوين إلى ما فوق 112,000 دولار أمريكي للمرة الأولى، مسجلة رقماً قياسياً جديداً. وقد أسهمت تدفقات صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) القوية والبيئة الاقتصادية الداعمة في دفع الزخم، ولكن التحول الأهم يكمن في هوية المشترين. إذ أن تبني المؤسسات آخذ في النمو، ولأول مرة نرى سوقاً صاعدة تقودها المؤسسات بشكل بارز.
وبدأت شركات مدرجة في البورصة في إدخال بيتكوين ضمن استراتيجيتها للخزانة، بل إن بعضها قام بتخصيص مليارات الدولارات لهذا الأصل. وفي الوقت ذاته، بدأت صناديق التقاعد والصناديق السيادية في التعرض لبيتكوين من خلال صناديق المؤشرات، ما يزيد من حجم الطلب على أصل يتميز بعرض محدود.
ومن الجدير بالذكر أن اعتماد الأفراد لا يزال في مراحله الأولى. فبيتكوين كأصل استثماري في المحافظ لا تزال ناشئة، وهذا بحد ذاته يخلق فرصة ضخمة لازدهار العملات الرقمية خلال العقد المقبل. ما نشهده اليوم هو مجرد البداية لاعتماد واسع النطاق، ودمج سلس مع النظام المالي التقليدي، وإطار تنظيمي متين.
ويؤكد الأداء الأخير لبيتكوين – إن كان هناك من لا يزال يشكك – أنها تستحق مكانًا ضمن محفظة استثمارية متنوعة.
محلل الأسواق في eToro
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك