الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الاستثمارات في البحرين.. الكويت أولا
للعلاقات الخليجية المشتركة ومسارات التعاون الفاعلة فيها.. آثار ونتائج إيجابية، مترجمة على أرض الواقع بنماذج وصور عديدة.. من ضمنها المجال الاقتصادي والاستثماري، الذي يتصاعد ويتزايد وفق منظومة شاملة، عصرية حيوية، ويعود بالنفع على الدول والشعوب الخليجية.
والعلاقات البحرينية الكويتية، وطيدة وعريقة، راسخة وثابتة، متطورة ومتقدمة، بفضل رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وأخيه صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، ودعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وأخيه سمو الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولي عهد دولة الكويت، وأخيه سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بدولة الكويت الشقيقة.
من ضمن الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية البحرينية الكويتية، ما تم مؤخرا في حفل تدشين الهوية الجديدة للبنك الأهلي المتحد تحت اسم «بيت التمويل الكويتي»، بحضور معالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني، وسعادة الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح سفير دولة الكويت لدى مملكة البحرين وعددٍ من أصحاب السعادة من كبار المسؤولين.. ليأتي هذا المشروع تأكيدا للمكانة المرموقة والدور الحيوي الذي تضطلع به المؤسسات المالية والمصرفية في مملكة البحرين، بالتعاون مع دولة الكويت الشقيقة.
بلغة الأرقام والإحصائيات في مجال الاستثمار.. فإن دولة الكويت تأتي في المرتبة الأولى خليجيا في الاستثمارات الخارجية الواردة إلى مملكة البحرين.. وفي مؤشرات التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين فهناك ارتفاع ملحوظ، ومن أبرز المشروعات بين الكويت والبحرين، فهناك بيت التمويل الكويتي، وبنك الكويت الوطني، ومشروع الأفنيوز، كما أن هناك نحو 500 شركة ومؤسسة كويتية، في المجالات العقارية والتجارية والبنية التحتية، وهناك أيضاً مشاريع أخرى للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وتبلغ نحو 30 مشروعاً، بكلفة إجمالية تقدّر بملياري دولار.
وفي أكتوبر الماضي، كشفت صحيفة «بلومبيرغ» الاقتصادية، عن تحالف اقتصادي استراتيجي بين البحرين والكويت، لتعزيز حضورهما في سوق تجارة النفط عبر إطلاق أذرع تجارية جديدة، من خلال «مؤسسة البترول الكويتية» و«بابكو إنرجيز» البحرينية لبدء عمليات تجارية في دبي مطلع 2025، لزيادة مبيعات الديزل ووقود الطائرات.
ومن الواجب أن نشير هنا إلى أن الأداء الاقتصادي البحريني المتميز، وما تشهده البحرين من منظومة تشريعية وبيئة جاذبة للاستثمار، فتح آفاقاً جديدة للاستثمار والتعاون المشترك، وهو ما أكده المدير العام لغرفة تجارة وصناعة الكويت، السيد رباح عبدالرحمن الرباح.
كما أن الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالرحيم الهور أكد أن رؤية البحرين الاقتصادية 2030، ورؤية الكويت 2035، توفر أرضية خصبة لتوسيع نطاق التعاون، لا سيما في قطاعات مثل التمويل الإسلامي، والخدمات اللوجستية، والسياحة، وأن قطاع التكنولوجيا، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتكنولوجيا المالية، يمثل فرصة لتعزيز الابتكار في البلدين.
كما أن غرفة تجارة البحرين وغرفة تجارة الكويت لديهما اتفاقيات فاعلة، ومذكرات تفاهم حيوية، وفرق عمل للتنسيق ومتابعة تنفيذ ما يتم التوافق حوله لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري وزيادة التبادل التجاري.
تبقى مسألة غاية في الأهمية، وقد أشار لها د. عبدالرحيم الهور، وهي التحديات التي تواجه الشراكة الاقتصادية وكيفية تجاوزها، من خلال تعزيز التعاون الحكومي في توحيد اللوائح الاستثمارية وتبسيط الإجراءات، مع إطلاق مبادرات تحفيزية للمستثمرين، وإنشاء صناديق استثمارية مشتركة ودعم المشاريع المتوسطة والناشئة التي تسهم في تحقيق تكامل اقتصادي فعال بين البحرين والكويت.
الاستثمارات الخليجية المشتركة، هي الخطة الاقتصادية المستدامة، لصالح حاضر ومستقبل الدول والشعوب.. والتعاون البحريني الكويتي الاقتصادي والاستثماري.. نموذج ومثال ناجح ويحتذى به.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك