الكواليس

وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
أنا شوقر دادي!!
نظر الي بنظرة انكسار هزت كياني وقال: انا اصبحت على آخر الزمن «شوقر دادي» فقط لأنني فكرت اخيرا في سعادتي الشخصية، فبعد ان شعرت بأنني أتممت مسؤوليتي تجاه ابنائي قررت ان أعيش حياتي وأتزوج امرأة تسعدني في ايامي الباقية.. أضاف بحزن وألم: سمعتها بأذني زوجة ابني التي لم تر مني غير الدلال والاحترام منذ ان تزوجت ابني الكبير تقول له بكل بجاحة وسخرية: (ابوك جن ويبي يفضحنا ويتزوج وحدة أصغر منه بعشر سنوات، صاير شوقر دادي حضرته!)، لم يهمني كلامها بل كنت ملهوفا أنتظر ان اسمع رد ابني على كلامها المهين في حقي، وكم كنت اتمنى ان اسمع صوت الكف (الطراق) على وجهها لكي أفتخر بأنني عرفت أن أربي رجلا يقدر كل تضحيات ابيه في سبيله واخوانه، ولكنه دمرني وكسرني عندما قال: انا لازم أكلمه وأفهمه ان هذا التصرف غلط وانه مو في سن زواج او خرابيط... يقول: لم اتمالك نفسي دخلت عليهم بكل قوة وقلت اي خرابيط وأي سن وأي شوقر دادي تتكلمون عنه؟ ألا تخجلون من أنفسكم؟ انا في بداية الستين وسأتزوج امرأة جميلة تعيش نفس ظروفي في بداية الخمسين.. أين الغلط او الجنون في ذلك؟ تكلم يا ابني الكبير يا سندي وظهري في كبري؟ كيف تسمح لزوجتك ان تهينني وتوافقها الرأي؟
يقول صاحب قصتنا: توفيت زوجتي بعد صراع مع المرض الخبيث، يعلم الله وكل الناس أنني لم أقصر في حقها ورعايتها، كنت أعشقها، ولكنها رحلت وتركتني مع ولد وبنت في سن المراهقة، كرست كل وقتي وجهدي ومالي لهما ورفضت رفضا باتا أن اتزوج واجلب لهما زوجة أب تجرحهما أو تعاملهما معاملة غير جيدة حتى كبرا، زوّجتهما واهديت كلا منهما بيتا خاصا به، تكفلت بكل مصاريف زواجهما وبعد ان شعرت بأنني أمنت مستقبلهما ورحلا الى بيتيهما شعرت بالوحدة ففكرت في نفسي وسعادتي اخيرا، وبما انني أعشق السفر بحثت عن شريكة حياة لها نفس ظروفي وتحب السفر، فتعرفت من خلال صديق على امرأة جميلة تصغرني بعشر سنوات، مطلقة لأنها لا تنجب، مرحة، طيبة، حنون. وبما أنني انسان لا يحب اللعب او الحرام قررت ان أتزوجها وأقضي باقي حياتي معها، هل أخطأت في شيء؟
خاصمتني ابنتي وقالت: كيف ستتركني وتذهب مع امرأة غير أمي (اعلم بأنها غيرة البنت على والدها)، ولكنني احتاج لمن يملأ علي حياتي التي اصبحت فارغة فقالت: إنها ستسكن وزوجها معي في البيت حتى ترزق بأطفال أربيهم واملأ بهم حياتي! يا ناس يا ابنتي العزيزة المدللة: لقد اصبحت في سن الستين احتاج فيه إلى الراحة والهدوء، أحتاج ان اسافر وأستكشف الدنيا وأستمتع مع شريكة حياة، لا ان أربي اطفالا صغارا.
أما صدمتي الكبيرة فكانت من موقف ابني وزوجته التي اكتشفت انها خائفة ان اصرف اموالي على غيرها وان تأخذ زوجتي كل ما أملك.. دون ان تفكر ولو لحظة في احتياجاتي انا. رفع رأسه بكل شموخ وقال: لن أنتظر ان يعتذروا او يوافقوا على زواجي فقد قررت ان اضع حدا لأنانيتهم وأتزوج وإن كان هذا يعني أنني اصبحت ابا انانيا.. فنعم انا اناني لأنني اريد ان اكون سعيدا ونعمين انا شوقر دادي لأنني سأتزوج امرأة تصغرني بعشر سنوات. ما رأيكم بصديقنا هل هو فعلا شوقر دادي؟ او هو انسان طبيعي يستحق السعادة؟؟؟
إقرأ أيضا لـ"وفاء جناحي"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك