العدد : ١٧٢٦٨ - الخميس ٠٣ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٦٨ - الخميس ٠٣ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ محرّم ١٤٤٧هـ

الكواليس

وفاء جناحي

waffajanahi@gmail.com

أنا شوقر دادي!!

نظر‭ ‬الي‭ ‬بنظرة‭ ‬انكسار‭ ‬هزت‭ ‬كياني‭ ‬وقال‭: ‬انا‭ ‬اصبحت‭ ‬على‭ ‬آخر‭ ‬الزمن‭ ‬‮«‬شوقر‭ ‬دادي‮»‬‭ ‬فقط‭ ‬لأنني‭ ‬فكرت‭ ‬اخيرا‭ ‬في‭ ‬سعادتي‭ ‬الشخصية،‭ ‬فبعد‭ ‬ان‭ ‬شعرت‭ ‬بأنني‭ ‬أتممت‭ ‬مسؤوليتي‭ ‬تجاه‭ ‬ابنائي‭ ‬قررت‭ ‬ان‭ ‬أعيش‭ ‬حياتي‭ ‬وأتزوج‭ ‬امرأة‭ ‬تسعدني‭ ‬في‭ ‬ايامي‭ ‬الباقية‭.. ‬أضاف‭ ‬بحزن‭ ‬وألم‭: ‬سمعتها‭ ‬بأذني‭ ‬زوجة‭ ‬ابني‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تر‭ ‬مني‭ ‬غير‭ ‬الدلال‭ ‬والاحترام‭ ‬منذ‭ ‬ان‭ ‬تزوجت‭ ‬ابني‭ ‬الكبير‭ ‬تقول‭ ‬له‭ ‬بكل‭ ‬بجاحة‭ ‬وسخرية‭: (‬ابوك‭ ‬جن‭ ‬ويبي‭ ‬يفضحنا‭ ‬ويتزوج‭ ‬وحدة‭ ‬أصغر‭ ‬منه‭ ‬بعشر‭ ‬سنوات،‭ ‬صاير‭ ‬شوقر‭ ‬دادي‭ ‬حضرته‭!)‬،‭ ‬لم‭ ‬يهمني‭ ‬كلامها‭ ‬بل‭ ‬كنت‭ ‬ملهوفا‭ ‬أنتظر‭ ‬ان‭ ‬اسمع‭ ‬رد‭ ‬ابني‭ ‬على‭ ‬كلامها‭ ‬المهين‭ ‬في‭ ‬حقي،‭ ‬وكم‭ ‬كنت‭ ‬اتمنى‭ ‬ان‭ ‬اسمع‭ ‬صوت‭ ‬الكف‭ (‬الطراق‭) ‬على‭ ‬وجهها‭ ‬لكي‭ ‬أفتخر‭ ‬بأنني‭ ‬عرفت‭ ‬أن‭ ‬أربي‭ ‬رجلا‭ ‬يقدر‭ ‬كل‭ ‬تضحيات‭ ‬ابيه‭ ‬في‭ ‬سبيله‭ ‬واخوانه،‭ ‬ولكنه‭ ‬دمرني‭ ‬وكسرني‭ ‬عندما‭ ‬قال‭: ‬انا‭ ‬لازم‭ ‬أكلمه‭ ‬وأفهمه‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬التصرف‭ ‬غلط‭ ‬وانه‭ ‬مو‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬زواج‭ ‬او‭ ‬خرابيط‭... ‬يقول‭: ‬لم‭ ‬اتمالك‭ ‬نفسي‭ ‬دخلت‭ ‬عليهم‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وقلت‭ ‬اي‭ ‬خرابيط‭ ‬وأي‭ ‬سن‭ ‬وأي‭ ‬شوقر‭ ‬دادي‭ ‬تتكلمون‭ ‬عنه؟‭ ‬ألا‭ ‬تخجلون‭ ‬من‭ ‬أنفسكم؟‭ ‬انا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الستين‭ ‬وسأتزوج‭ ‬امرأة‭ ‬جميلة‭ ‬تعيش‭ ‬نفس‭ ‬ظروفي‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الخمسين‭.. ‬أين‭ ‬الغلط‭ ‬او‭ ‬الجنون‭ ‬في‭ ‬ذلك؟‭ ‬تكلم‭ ‬يا‭ ‬ابني‭ ‬الكبير‭ ‬يا‭ ‬سندي‭ ‬وظهري‭ ‬في‭ ‬كبري؟‭ ‬كيف‭ ‬تسمح‭ ‬لزوجتك‭ ‬ان‭ ‬تهينني‭ ‬وتوافقها‭ ‬الرأي؟‭ ‬

يقول‭ ‬صاحب‭ ‬قصتنا‭: ‬توفيت‭ ‬زوجتي‭ ‬بعد‭ ‬صراع‭ ‬مع‭ ‬المرض‭ ‬الخبيث،‭ ‬يعلم‭ ‬الله‭ ‬وكل‭ ‬الناس‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أقصر‭ ‬في‭ ‬حقها‭ ‬ورعايتها،‭ ‬كنت‭ ‬أعشقها،‭ ‬ولكنها‭ ‬رحلت‭ ‬وتركتني‭ ‬مع‭ ‬ولد‭ ‬وبنت‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬المراهقة،‭ ‬كرست‭ ‬كل‭ ‬وقتي‭ ‬وجهدي‭ ‬ومالي‭ ‬لهما‭ ‬ورفضت‭ ‬رفضا‭ ‬باتا‭ ‬أن‭ ‬اتزوج‭ ‬واجلب‭ ‬لهما‭ ‬زوجة‭ ‬أب‭ ‬تجرحهما‭ ‬أو‭ ‬تعاملهما‭ ‬معاملة‭ ‬غير‭ ‬جيدة‭ ‬حتى‭ ‬كبرا،‭ ‬زوّجتهما‭ ‬واهديت‭ ‬كلا‭ ‬منهما‭ ‬بيتا‭ ‬خاصا‭ ‬به،‭ ‬تكفلت‭ ‬بكل‭ ‬مصاريف‭ ‬زواجهما‭ ‬وبعد‭ ‬ان‭ ‬شعرت‭ ‬بأنني‭ ‬أمنت‭ ‬مستقبلهما‭ ‬ورحلا‭ ‬الى‭ ‬بيتيهما‭ ‬شعرت‭ ‬بالوحدة‭ ‬ففكرت‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬وسعادتي‭ ‬اخيرا،‭ ‬وبما‭ ‬انني‭ ‬أعشق‭ ‬السفر‭ ‬بحثت‭ ‬عن‭ ‬شريكة‭ ‬حياة‭ ‬لها‭ ‬نفس‭ ‬ظروفي‭ ‬وتحب‭ ‬السفر،‭ ‬فتعرفت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صديق‭ ‬على‭ ‬امرأة‭ ‬جميلة‭ ‬تصغرني‭ ‬بعشر‭ ‬سنوات،‭ ‬مطلقة‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تنجب،‭ ‬مرحة،‭ ‬طيبة،‭ ‬حنون‭. ‬وبما‭ ‬أنني‭ ‬انسان‭ ‬لا‭ ‬يحب‭ ‬اللعب‭ ‬او‭ ‬الحرام‭ ‬قررت‭ ‬ان‭ ‬أتزوجها‭ ‬وأقضي‭ ‬باقي‭ ‬حياتي‭ ‬معها،‭ ‬هل‭ ‬أخطأت‭ ‬في‭ ‬شيء؟

خاصمتني‭ ‬ابنتي‭ ‬وقالت‭: ‬كيف‭ ‬ستتركني‭ ‬وتذهب‭ ‬مع‭ ‬امرأة‭ ‬غير‭ ‬أمي‭ (‬اعلم‭ ‬بأنها‭ ‬غيرة‭ ‬البنت‭ ‬على‭ ‬والدها‭)‬،‭ ‬ولكنني‭ ‬احتاج‭ ‬لمن‭ ‬يملأ‭ ‬علي‭ ‬حياتي‭ ‬التي‭ ‬اصبحت‭ ‬فارغة‭ ‬فقالت‭: ‬إنها‭ ‬ستسكن‭ ‬وزوجها‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬حتى‭ ‬ترزق‭ ‬بأطفال‭ ‬أربيهم‭ ‬واملأ‭ ‬بهم‭ ‬حياتي‭! ‬يا‭ ‬ناس‭ ‬يا‭ ‬ابنتي‭ ‬العزيزة‭ ‬المدللة‭: ‬لقد‭ ‬اصبحت‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الستين‭ ‬احتاج‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬الراحة‭ ‬والهدوء،‭ ‬أحتاج‭ ‬ان‭ ‬اسافر‭ ‬وأستكشف‭ ‬الدنيا‭ ‬وأستمتع‭ ‬مع‭ ‬شريكة‭ ‬حياة،‭ ‬لا‭ ‬ان‭ ‬أربي‭ ‬اطفالا‭ ‬صغارا‭.‬

أما‭ ‬صدمتي‭ ‬الكبيرة‭ ‬فكانت‭ ‬من‭ ‬موقف‭ ‬ابني‭ ‬وزوجته‭ ‬التي‭ ‬اكتشفت‭ ‬انها‭ ‬خائفة‭ ‬ان‭ ‬اصرف‭ ‬اموالي‭ ‬على‭ ‬غيرها‭ ‬وان‭ ‬تأخذ‭ ‬زوجتي‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أملك‭.. ‬دون‭ ‬ان‭ ‬تفكر‭ ‬ولو‭ ‬لحظة‭ ‬في‭ ‬احتياجاتي‭ ‬انا‭. ‬رفع‭ ‬رأسه‭ ‬بكل‭ ‬شموخ‭ ‬وقال‭: ‬لن‭ ‬أنتظر‭ ‬ان‭ ‬يعتذروا‭ ‬او‭ ‬يوافقوا‭ ‬على‭ ‬زواجي‭ ‬فقد‭ ‬قررت‭ ‬ان‭ ‬اضع‭ ‬حدا‭ ‬لأنانيتهم‭ ‬وأتزوج‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬أنني‭ ‬اصبحت‭ ‬ابا‭ ‬انانيا‭.. ‬فنعم‭ ‬انا‭ ‬اناني‭ ‬لأنني‭ ‬اريد‭ ‬ان‭ ‬اكون‭ ‬سعيدا‭ ‬ونعمين‭ ‬انا‭ ‬شوقر‭ ‬دادي‭ ‬لأنني‭ ‬سأتزوج‭ ‬امرأة‭ ‬تصغرني‭ ‬بعشر‭ ‬سنوات‭. ‬ما‭ ‬رأيكم‭ ‬بصديقنا‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬فعلا‭ ‬شوقر‭ ‬دادي؟‭ ‬او‭ ‬هو‭ ‬انسان‭ ‬طبيعي‭ ‬يستحق‭ ‬السعادة؟؟؟

إقرأ أيضا لـ"وفاء جناحي"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا