إن من أعظم نعم الله علينا نعمة الهواء الذي نتنفسه، وهو سر الحياة وروحها، ذلك الاكسجين النقي الذي يسري في أجسادنا يملأ رئتينا بلمسة حانية لنواصل رحلة الحياة. وعلينا أن نخشى ما يعكر صفونا ويهدد صحتنا.
في خطوة اعتبرها البعض جريئة، قررت فرنسا توسيع حظر التدخين، ودخل القرار حيز التنفيذ مع مطلع هذا الأسبوع، لتمنع الحكومة الفرنسية التدخين في الأماكن العامة كالشواطئ والحدائق العامة ومحيط المدارس والمرافق الرياضية، ويستثني القرار السجائر الالكترونية بهدف حماية الأطفال من التدخين السلبي.. ليصبح بذلك هواء فرنسا خاليا من التدخين وأضراره.
قبل ذلك كانت تفرض غرامة كبيرة على التدخين في الأماكن المغلقة تصل إلى 500 يورو.
التدخين السلبي هو استنشاق دخان التبغ الناتج عن الدخان المنبعث من السيجارة المشتعلة، أو الدخان الذي يخرج من زفير المدخنين أنفسهم. ويتضمن هذا الدخان الكثير من المواد والغازات الضارة.
وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 7 ملايين شخص يموتون سنويا نتيجة الاستهلاك المباشر للتبغ، بينما يموت نحو مليون شخص من غير المدخنين بسبب التدخين السلبي.
يكمن الفرق بين التدخين السلبي والإيجابي في كيفية وصول المواد الضارة إلى الرئتين ودخولها جسم الإنسان؛ إذ إنها تتسرب وتدخل إلى الجسم عن طريق السجائر مباشرة في حالة التدخين الإيجابي، وفي التدخين السلبي تدخل إلى جسم الإنسان عن طريق الدخان الذي ينبعث منها. والتدخين العادي أكثر ضررًا وخطورة من التدخين السلبي.
إن قائمة الأمراض التي تنتج عن التدخين السلبي طويلة، ولا تقتصر على فئة عمرية دون أخرى، وإنما تشمل الأجنة والأطفال والبالغين، منها: الموت المفاجئ للأطفال، والتشوهات والعيوب التي تظهر عند الأجنة قبل ولادتهم، وكذلك الإصابة بأمراض الرئة المختلفة أو تفاقم أعراضها بشكل كبير، ويشمل ذلك الربو وزيادة نسبة الاصابة بالسرطان. لا يوجد مستوى آمن للتدخين السلبي، وحتى التعرض القليل للدخان السلبي يسبب أضرارا.
وأفضل طريقة لحماية أنفسنا وأطفالنا منها هي تجنب البقاء تماما مع المدخنين في الأماكن المغلقة، وفي مملكة البحرين يحظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة.
دقت فرنسا ناقوس الخطر للحفاظ على صحة الأجيال القادمة، فلنشجع أنفسنا ونحم أولادنا من خطر الدخان الابيض.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك