العدد : ١٧٢٦٤ - الأحد ٢٩ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٦٤ - الأحد ٢٩ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ محرّم ١٤٤٧هـ

الثقافي

ركن المكتبة: إصدارات ثقافية..
«حِبالُ اللِّيفِ».. مجموعة قصصية للكاتبة السعودية صباح فارسي

إعداد: يحيى الستراوي. Y4HY4ALSTRAWI@GMAIL.COM

السبت ٢٨ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

صدرت‭ ‬للكاتبة‭ ‬السعودية‭ ‬صباح‭ ‬فارسي‭ ‬مجموعتها‭ ‬القصصية‭ ‬الثانية‭ ‬المعنونة‭ ‬‮«‬حِبالُ‭ ‬اللِّيفِ‮»‬‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬مايو‭ ‬2025‭ ‬م‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬أدبي‭ ‬يتأرجح‭ ‬بين‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭ ‬والقصة‭ ‬القصيرة‭ ‬جدًا،‭ ‬ويعكس‭ ‬رؤية‭ ‬سردية‭ ‬تنبض‭ ‬بالإنسان‭ ‬وهمومه‭ ‬الداخلية‭.‬

تضم‭ ‬المجموعة‭ ‬ستة‭ ‬وأربعين‭ ‬نصًا،‭ ‬تتناول‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬أزمات‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتقترب‭ ‬من‭ ‬مشاعره‭ ‬وتقلّباته‭ ‬الوجدانية،‭ ‬عبر‭ ‬لغة‭ ‬قصصية‭ ‬مكثفة‭ ‬تمزج‭ ‬بين‭ ‬الشاعرية‭ ‬والرمزية،‭ ‬وتبتعد‭ ‬عن‭ ‬المباشرة‭ ‬التقليدية‭. ‬وقد‭ ‬أهدت‭ ‬الكاتبة‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الحكّاء‭ ‬الذي‭ ‬بداخل‭ ‬كُل‭ ‬منا‭..‬‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬الحكايات‭ ‬الدفينة‭ ‬التي‭ ‬ترافق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتشكل‭ ‬وعيه‭.‬

في‭ ‬‮«‬حِبالُ‭ ‬اللِّيفِ‮»‬‭ ‬تميّزت‭ ‬صباح‭ ‬فارسي‭ ‬بإتقانها‭ ‬لبناء‭ ‬الراوي،‭ ‬إذ‭ ‬قدّمت‭ ‬نماذج‭ ‬متعددة‭ ‬للأصوات‭ ‬السردية،‭ ‬ما‭ ‬منح‭ ‬كل‭ ‬قصة‭ ‬طابعًا‭ ‬خاصًا‭ ‬وأسلوبًا‭ ‬متفردًا‭. ‬كما‭ ‬منحت‭ ‬العناوين‭ ‬اهتمامًا‭ ‬خاصًا،‭ ‬فجاءت‭ ‬جذابة‭ ‬وموحية،‭ ‬تشكّل‭ ‬بوابات‭ ‬فنية‭ ‬للنصوص،‭ ‬وتُبرز‭ ‬وعي‭ ‬الكاتبة‭ ‬بأهمية‭ ‬التفاصيل‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬القصة‭. ‬وتُعد‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬امتدادًا‭ ‬لتجربة‭ ‬فارسي‭ ‬الأدبية،‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬الاصدارات‭ ‬ثم‭ ‬مجموعتها‭ ‬القصصية‭ ‬الأولى‭ ‬‮«‬مخرج‮»‬،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬تواصل‭ ‬مسيرتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬حِبالُ‭ ‬اللِّيفِ‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬كرّست‭ ‬بها‭ ‬حضورها‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الثقافي‭.‬

تتنوع‭ ‬القضايا‭ ‬المطروحة‭ ‬في‭ ‬النصوص‭ ‬بين‭ ‬الألم‭ ‬الإنساني‭ ‬الصامت،‭ ‬وهموم‭ ‬الناس،‭ ‬والحنين‭ ‬الذي‭ ‬يمرّ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية،‭ ‬بأسلوب‭ ‬لا‭ ‬يكتفي‭ ‬بالسرد،‭ ‬بل‭ ‬يعمّق‭ ‬الشعور‭ ‬ويثير‭ ‬التأمل‭. ‬وقد‭ ‬قدم‭ ‬للمجموعة‭ ‬الاستاذ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬ربيع‭ ‬وكتب‭ ‬عن‭ ‬تجربته‭ ‬مع‭ ‬المجموعة‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬بكيت‭ ‬في‭ ‬بعضها‭ ‬بعين‭ ‬واحدة،‭ ‬أرمق‭ ‬عالمنا‭ ‬بعين‭ ‬أخرى،‭ ‬ثم‭ ‬بكيت‭ ‬بعينين‭ ‬هربًا‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬شيئًا‭ ‬عن‭ ‬أفئدتن‮»‬‭.‬

فهذه‭ ‬المجموعة‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬مجموعة‭ ‬قصصية،‭ ‬بل‭ ‬تجربة‭ ‬سردية‭ ‬تسير‭ ‬بالقارئ‭ ‬بين‭ ‬الحكاية‭ ‬والتأمل،‭ ‬وتدعوه‭ ‬لالتقاط‭ ‬ما‭ ‬يتجاوز‭ ‬ظاهر‭ ‬الكلمات،‭ ‬في‭ ‬نصوص‭ ‬تلامس‭ ‬الروح،‭ ‬وتعيد‭ ‬تشكيل‭ ‬علاقتنا‭ ‬بالقصّة‭.‬

كما‭ ‬سجل‭ ‬الدكتور‭ ‬في‭ ‬النقد‭: ‬عادل‭ ‬الغزال‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬مقولة‭ ‬عن‭ ‬المجموعة‭ ‬على‭ ‬الغلاف‭ ‬حبال‭ ‬الليفّ‭: ‬الحكي‭ ‬في‭ ‬حكم‭ ‬قيافة‭ ‬الوجود‭. ‬استجمعت‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬القصصيّة،‭ ‬‮«‬حبال‭ ‬الليِفّ‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬القصّ‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التسرّب‭ ‬إلى‭ ‬غيهب‭ ‬المعنى‭ ‬لاقتفاء‭ ‬أثر‭ ‬حضور‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الوجود،‭ ‬ولتمارس‭ ‬فضيلة‭ ‬كشف‭ ‬الأشياء‭ ‬ووصف‭ ‬شفيف‭ ‬غيابها‭ ‬في‭ ‬ظاهر‭ ‬حضورها‭.‬

الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬لوحة‭ ‬الغلاف‭ ‬إهداء‭ ‬من‭ ‬الفنان‭ ‬التشكيلي‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬الأزهر‭ ‬من‭ ‬المغرب‭. ‬

‮«‬القارئ‭ ‬والتأويل‮»‬‭: ‬تأمّلات‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬كيليطو‭ ‬الأدبي

صدر‭ ‬حديثًا‭ ‬عن‭ ‬دار‭ (‬الآن‭ ‬ـ‭ ‬ناشرون‭ ‬وموزعون‭) ‬كتاب‭ ‬للناقد‭ ‬صدّوق‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬القارئ‭ ‬والتأويل‭: ‬تأملات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الأدبي‭ ‬لعبدالفتاح‭ ‬كيليطو‮»‬‭.‬

يستهل‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬كتابه‭ ‬بمقدّمة‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬من‭ ‬أجل‭ ‬هموم‭ ‬مشتركة‮»‬،‭ ‬يسترجع‭ ‬فيها‭ ‬مشهدًا‭ ‬شخصيًّا‭ ‬جمعه‭ ‬بكيليطو‭ ‬عام‭ ‬1988،‭ ‬متأمّلًا‭ ‬تفاصيل‭ ‬اللحظة‭ ‬بكثافة‭ ‬سردية‭ ‬وشاعرية‭ ‬توحي‭ ‬بطبيعة‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬القارئ‭ ‬بالنصّ‭ ‬والمبدع‭ ‬بمرآته‭ ‬الداخلية‭.‬

ويشتمل‭ ‬الكتاب‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحاور‭ ‬الرئيسة،‭ ‬منها‭: ‬‮«‬نحو‭ ‬نقد‭ ‬أدبي‭ ‬جديد‭... ‬بين‭ ‬عبدالكبير‭ ‬الخطيبي‭ ‬وعبدالفتاح‭ ‬كيليطو‮»‬،‭ ‬و«صورة‭ ‬ابن‭ ‬رشد‭ ‬في‭ ‬الأدب‮»‬،‭ ‬و«شعرية‭ ‬الاستطراد‮»‬،‭ ‬و«كيليطو‭ ‬والكتابة‭ ‬الروائية‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأملات‭ ‬نقدية‭ ‬تربط‭ ‬كيليطو‭ ‬بأعلام‭ ‬مثل‭ ‬خورخي‭ ‬لويس‭ ‬بورخيس‭ ‬ومصطفى‭ ‬لطفي‭ ‬المنفلوطي‭.‬

ويرى‭ ‬المؤلف‭ ‬أن‭ ‬كيليطو‭ ‬القارئ‭ ‬والمفكر‭ ‬يتميّز‭ ‬بموسوعية‭ ‬لافتة‭ ‬في‭ ‬الأدبين‭ ‬العربي‭ ‬والعالمي،‭ ‬تتجلّى‭ ‬في‭ ‬كتاباته‭ ‬النقدية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬التحليل‭ ‬والتأويل،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬سؤال‭ ‬الأدب‭ ‬الحديث‭ ‬لا‭ ‬يغيب‭ ‬عن‭ ‬مشروعه‭ ‬الفكري،‭ ‬رغم‭ ‬هيمنة‭ ‬الأدب‭ ‬الكلاسيكي‭ ‬على‭ ‬اهتماماته‭.‬

ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬خصوصية‭ ‬الأدب‭ ‬المغربي‭ ‬الحديث،‭ ‬وتأخر‭ ‬ظهوره،‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬الدارسين‭ ‬مقاربة‭ ‬نقدية‭ ‬واعية‭ ‬تُوازن‭ ‬بين‭ ‬التأصيل‭ ‬والمقارنة،‭ ‬وهي‭ ‬مسارات‭ ‬برع‭ ‬كيليطو‭ ‬في‭ ‬استكشافها‭ ‬بلغة‭ ‬تتوسل‭ ‬بالعمق‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تفارق‭ ‬البساطة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا