العدد : ١٧٢٥٩ - الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٥٩ - الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

المسيّرات المسلحة وملامح عصر أمني جديد

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

رغم‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجيوش‭ ‬استخدمت‭ ‬الطائرات‭ ‬المسيّرة‭ ‬منذ‭ ‬عقود؛‭ ‬فإن‭ ‬العِقد‭ ‬الأخير‭ ‬شهد‭ ‬تصاعدًا‭ ‬لافتًا‭ ‬في‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬مسيّرات‭ ‬صغيرة‭ ‬وبسيطة‭ ‬وسريعة،‭ ‬تتميز‭ ‬بانخفاض‭ ‬كلفتها‭ ‬وارتفاع‭ ‬فعاليتها،‭ ‬لتصبح‭ ‬عنصرًا‭ ‬حاسمًا‭ ‬في‭ ‬ساحات‭ ‬الصراع‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬التوسع‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬التجارية‭ ‬العالمية‭ ‬للمسيرات‭ ‬يعني‭ ‬ازدياد‭ ‬قيمتها‭ ‬الآن‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تنمو‭ ‬بمعدل‭ ‬سنوي‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬10%‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬العِقد‭ ‬الحالي،‭ ‬فإن‭ ‬قطاع‭ ‬المسيرات‭ ‬العسكرية‭ ‬يُقدر‭ ‬بالفعل‭ ‬بحوالي‭ ‬17‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬ويتوسع‭ ‬بمعدل‭ ‬يقارب‭ ‬8%،‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬كبرى‭ ‬الشركات‭ ‬المصنعة‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬الشمالية،‭ ‬وأوروبا،‭ ‬وآسيا،‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وتُنتج‭ ‬فئة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬المسيرات‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬‮«‬بعيدة‭ ‬المدى‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬يتكلف‭ ‬بناؤها‭ ‬وتشغيلها‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الدولارات،‭ ‬و«قصيرة‭ ‬المدى‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬كلفتها‭ ‬بضع‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬أصبح‭ ‬استخدام‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المسيّرات‭ ‬أكثر‭ ‬شيوعًا‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬حيث‭ ‬جرى‭ ‬تقييم‭ ‬آثار‭ ‬نشرها‭ ‬وفهم‭ ‬عواقبها‭ ‬بشكل‭ ‬أعمق‭. ‬ومؤخرًا،‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬جيمس‭ ‬روجرز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬كورنيل‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬نافذة‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬مستقبلية‮»‬،‭ ‬بعدما‭ ‬أعلنت‭ ‬‮«‬أوكرانيا‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬شبكة‭ ‬العنكبوت‮»‬،‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬استهداف‭ ‬قواعد‭ ‬عسكرية‭ ‬روسية‭ ‬بعيدة،‭ ‬وأدّت‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬الحربية،‭ ‬موجّهة‭ ‬بذلك‭ ‬ضربة‭ ‬قوية‭ ‬لقدرة‭ ‬موسكو‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬هجمات‭ ‬جوية‭ ‬تقليدية‭ ‬ضد‭ ‬كييف‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬ووصفت‭ ‬‮«‬كاترينا‭ ‬بوندار‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‮»‬،‭ ‬الهجوم‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬يعيد‭ ‬تعريف‭ ‬الحرب‭ ‬غير‭ ‬المتكافئة‮»‬‭. ‬بينما‭ ‬حكم‭ ‬‮«‬فرانز‭ ‬غادي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬أهميته‭ ‬الحقيقية‮»‬،‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬تكييف‭ ‬‮«‬التكتيك‭ ‬التقليدي‭ ‬للغارة‭ ‬العسكرية‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬القدرات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬المتاحة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭.‬

ومع‭ ‬وضع‭ ‬هذا‭ ‬التقييم‭ ‬في‭ ‬الاعتبار،‭ ‬فإن‭ ‬الآثار‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عديدة‭. ‬وفعليًا،‭ ‬تزخر‭ ‬المنطقة‭ ‬بالهجمات‭ ‬المدمرة‭ ‬التي‭ ‬نفذتها‭ ‬المسيرات‭ ‬الانتحارية،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الكاميكازي‮»‬،‭ ‬والمحملة‭ ‬بالمتفجرات،‭ ‬والتي‭ ‬تُطلق‭ ‬مباشرة‭ ‬لتصطدم‭ ‬بأهدافها‭ ‬لتنفجر‭ ‬فيها‭. ‬ومع‭ ‬إثبات‭ ‬‮«‬أوكرانيا‮»‬،‭ ‬لإمكانية‭ ‬استخدام‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المسيرات‭ ‬لتدمير،‭ ‬أو‭ ‬شل‭ ‬الأصول‭ ‬العسكرية‭ ‬الأكثر‭ ‬تقدمًا؛‭ ‬يجب‭ ‬أيضًا‭ ‬دراسة‭ ‬ومعالجة‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬المحتملة‭ ‬للمنشآت‭ ‬العسكرية‭ ‬بجميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القواعد‭ ‬الوطنية‭ ‬والغربية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭.‬

وكما‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬مايكل‭ ‬هورويتز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬استخدامًا‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬للمسيرات‭ ‬المسلحة،‭ ‬ذات‭ ‬‮«‬أنظمة‭ ‬هجوم‭ ‬أحادية‭ ‬الاتجاه‮»‬،‭ ‬بشكل‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬مجرد‭ ‬فرضية‭ ‬نظرية‭ ‬فقط‮»‬‭. ‬ومنذ‭ ‬فبراير‭ ‬2022،‭ ‬أطلقت‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬و«كييف‮»‬،‭ ‬عشرات‭ -‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مئات‭- ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المسيرات‭ ‬ضد‭ ‬بعضها‭ ‬البعض،‭ ‬وكذلك‭ ‬لتدمير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الحيوية،‭ ‬وضد‭ ‬أهداف‭ ‬مدنية‭ ‬بشكل‭ ‬عشوائي‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬استهدفت‭ ‬ضربات‭ ‬المسيرات‭ ‬الأوكرانية‭ ‬خارج‭ ‬حدودها‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬أنظمة‭ ‬الدفاع‭ ‬الجوي‭ ‬الروسية‭ ‬وقاذفات‭ ‬الصواريخ؛‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬1‭ ‬يونيو،‭ ‬هاجمت‭ ‬117‭ ‬مُسيرة‭ ‬‮«‬الكاميكازي‮»‬،‭ ‬قواعد‭ ‬روسية‭ ‬متعددة‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬آلاف‭ ‬الأميال‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬الأوكرانية؛‭ ‬مُتسببة‭ ‬في‭ ‬إعطاب‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬41‭ ‬طائرة‭ ‬قاذفة‭ ‬ثقيلة‭ ‬تابعة‭ ‬لموسكو،‭ ‬وتدمير‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬13‭ ‬قاذفة‭ ‬بالكامل‭.‬

ووثق‭ ‬‮«‬غادي‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬نُقلت‭ ‬المسيرات‭ ‬المُستخدمة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬‮«‬سراً‭ ‬إلى‭ ‬روسيا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أشهر‭ ‬عديدة،‭ ‬وأُخفيت‭ ‬داخل‭ ‬حاويات‭ ‬خشبية‭ ‬مثبتة‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬شاحنات‮»‬،‭ ‬وعند‭ ‬نجاح‭ ‬تهريبها‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬القواعد‭ ‬الجوية‭ ‬الروسية،‭ ‬تم‭ ‬إطلاقها‭ ‬وتوجيهها‭ ‬باستخدام‭ ‬برامج‭ ‬تجارية‭ ‬متاحة‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭. ‬

ووصف‭ ‬‮«‬جاستن‭ ‬برونك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للخدمات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬هذه‭ ‬الغارة‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬نجاح‭ ‬مذهل‮»‬‭ ‬لكييف‭. ‬وذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الغارة‭ ‬لم‭ ‬‮«‬تضر‭ ‬بقدرة‭ ‬موسكو‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الكبيرة‮»‬‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬‮«‬أظهرت‭ ‬أيضًا‭ ‬قدرة‭ ‬كييف‭ ‬على‭ ‬استهداف‭ ‬أي‭ ‬موقع‭ ‬تقريبًا‭ ‬في‭ ‬روسيا‮»‬‭ ‬نفسها،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬استطاعتها‭ ‬تدمير‭ ‬مقاتلات‭ ‬تقارب‭ ‬قيمة‭ ‬الواحدة‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬باستخدام‭ ‬مُسيرة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬تكلفتها‭ ‬600‭ ‬دولار‭. ‬

وفي‭ ‬تقييمه‭ ‬للعواقب‭ ‬الفورية‭ ‬للغارة،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬غادي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬موسكو‭ ‬‮«‬ستضطر‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬تحصين‭ ‬قواعدها‭ ‬الجوية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المرافق‭ ‬الحيوية‮»‬‭ ‬بـ«دفاعات‭ ‬قوية،‭ ‬ومتعددة‭ ‬الطبقات‭ ‬مضادة‭ ‬للمسيرات‮»‬،‭ ‬ونظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أنواع‭ ‬القاذفات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تدميرها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قيد‭ ‬الإنتاج؛‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬لهذا‭ ‬الهجوم‭ ‬بالغ‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬‮«‬قدرة‭ ‬روسيا‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬قواتها‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تقويض‭ ‬‮«‬قدراتها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المراقبة‭ ‬الجوية‭ ‬والقيادة‭ ‬والسيطرة‮»‬‭.‬

وتحدثت‭ ‬‮«‬إيفلين‭ ‬فاركاس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬ماكين‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬التحول‭ ‬النوعي‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬الهجوم‭ ‬الأخير‭ ‬‮«‬نقل‭ ‬الحرب‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬التالي‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أثبت‭ ‬أن‭ ‬الضربات‭ ‬المنسقة‭ ‬باستخدام‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬‮«‬تأثيرًا‭ ‬استراتيجيًا‮»‬‭. ‬ويحمل‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬تداعيات‭ ‬أمنية‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬بالفعل‭ ‬صراعات،‭ ‬أو‭ ‬تعيش‭ ‬تحت‭ ‬تهديد‭ ‬العنف،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬كارل‭ ‬روزاندر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬إن‭ ‬أيه‭ ‬دي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مسألة‭ ‬وقت‭ ‬فقط‮»‬،‭ ‬تفصلنا‭ ‬عن‭ ‬اعتماد‭ ‬هذا‭ ‬التكتيك‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬أو‭ ‬الجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬يعد‭ ‬ساحةً‭ ‬نشطة‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬حيث‭ ‬تتبنى‭ ‬أطراف‭ ‬عدة‭ ‬استخدام‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬المسلحة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هجمات‭ ‬مدمرة‭.‬

وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬تمتلك‭ ‬إيران،‭ ‬تاريخًا‭ ‬موثقًا‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬هجمات‭ ‬انتحارية‭ ‬باستخدام‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬ضد‭ ‬سفن‭ ‬الشحن‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬المحيطة‭ ‬بشبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز،‭ ‬الذي‭ ‬تمر‭ ‬عبره‭ ‬نحو‭ ‬30%‭ ‬من‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬اليومية‭ ‬من‭ ‬الخليج‭. ‬وخلال‭ ‬شهري‭ ‬أبريل‭ ‬وأكتوبر‭ ‬2024،‭ ‬أطلقت‭ ‬وابلًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل،‭ ‬تزامنًا‭ ‬مع‭ ‬إرسال‭ ‬مئات‭ ‬الطائرات‭ ‬المسلحة‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬غربًا‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬تعزيز‭ ‬ترسانتها‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار،‭ ‬أوضحت‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬رويترز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬تسلمت‭ ‬مؤخرا‭ ‬ألف‭ ‬طائرة‭ ‬جديدة،‭ ‬يتجاوز‭ ‬مدى‭ ‬بعضها‭ ‬2000‭ ‬كيلومتر،‭ ‬تحضيرًا‭ ‬لجولة‭ ‬تصعيد‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭. ‬وأشار‭ ‬تقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬واشنطن‭ ‬للدراسات‭ ‬الدفاعية‭ ‬المتقدمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2025،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخبرة‭ ‬الإيرانية‭ ‬أسهمت‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الأسطول‭ ‬الروسي‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬الهجومية‭ ‬بدون‭ ‬طيار،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬النسخة‭ ‬الروسية‭ ‬من‭ ‬طائرة‭ ‬‮«‬شاهد‭-‬136‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬طائرة‭ ‬انتحارية‭ ‬مزودة‭ ‬بمراوح‭ ‬ومصممة‭ ‬للاصطدام‭ ‬مباشرة‭ ‬بالأهداف،‭ ‬وتحمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬كيلوجرامًا‭ ‬من‭ ‬المتفجرات‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬القدرات‭ ‬الإيرانية،‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬نقلها‭ ‬بسهولة‭ ‬إلى‭ ‬وكلاء‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬من‭ ‬اللافت‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬‮«‬صمويل‭ ‬بينديت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬التحليل‭ ‬البحري‮»‬،‭ ‬بقوله‭: ‬‮«‬عندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬القواعد‭ ‬العسكرية‭ ‬الكبيرة‭ ‬المليئة‭ ‬بالطائرات‭ ‬على‭ ‬المدرجات؛‭ ‬فإن‭ ‬الدرس‭ ‬المستفاد‭ ‬من‭ ‬الهجوم‭ ‬الأوكراني‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ضربة‭ ‬مماثلة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القواعد‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‮»‬‭ ‬أن‭ ‬تتمتع‭ ‬بحماية‭ ‬شاملة‭ ‬ضد‭ ‬التهديدات‭ ‬قصيرة‭ ‬المدى،‭ ‬مثل‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭. ‬

وتماشيا‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬حذّر‭ ‬‮«‬روجرز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬القواعد‭ ‬العسكرية‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬باتت‭ ‬عرضة‭ ‬لهجمات‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار،‭ ‬مستشهدًا‭ ‬بهجوم‭ ‬وقع‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬أمريكية‭ ‬نائية‭ ‬في‭ ‬صحراء‭ ‬الأردن،‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬ثلاثة‭ ‬جنود‭ ‬أمريكيين‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الخبراء‭ ‬العسكريين‭ ‬وصانعي‭ ‬السياسات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬سيتفاعلون‭ ‬مع‭ ‬أحدث‭ ‬التطورات‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صياغة‭ ‬وسائل‭ ‬جديدة‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬القواعد‭ ‬الجوية‭ ‬والمرافق‭ ‬الحيوية‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬الجوية‭ ‬بأسراب‭ ‬الطائرات‭ ‬المحملة‭ ‬بالمتفجرات؛‭ ‬فمن‭ ‬المهم‭ ‬أيضًا‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ظاهرة‭ ‬زيادة‭ ‬هجمات‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬قد‭ ‬أدت‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬تصعيد‭ ‬ملحوظ‭ ‬لهذا‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬عبّر‭ ‬‮«‬روجرز‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬قلقه‭ ‬من‭ ‬أننا‭ ‬‮«‬قد‭ ‬بلغنا‭ ‬مرحلة‭ ‬يتراجع‭ ‬فيها‭ ‬الإشراف‭ ‬البشري‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬القتل‭ ‬في‭ ‬الحروب‮»‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬دقة‭ ‬أنظمة‭ ‬الأسلحة‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬شيئًا،‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬خاطئة،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الدقة‭ ‬ستؤدي‭ ‬ببساطة‭ ‬إلى‭ ‬قتل‭ ‬الشخص‭ ‬الخطأ‮»‬،‭ ‬فمن‭ ‬الضروري‭ ‬إثارة‭ ‬مسألة‭ ‬استخدام‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬المسلحة،‭ ‬كوسيلة‭ ‬لممارسة‭ ‬الإرهاب‭ ‬النفسي‭ ‬المتعمد‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬الغربيين‭ ‬أشادوا‭ ‬بالنجاحات‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ضرباتها‭ ‬بالطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬على‭ ‬القواعد‭ ‬الجوية‭ ‬الروسية؛‭ ‬فإن‭ ‬الواقع‭ ‬الميداني‭ ‬يكشف‭ ‬عن‭ ‬وجه‭ ‬آخر‭ ‬مظلم؛‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬متوسط‭ ‬100‭ ‬ضربة‭ ‬بطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬ضد‭ ‬المدن‭ ‬والبلدات‭ ‬الأوكرانية‭ ‬كل‭ ‬ليلة‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬فيما‭ ‬ارتفع‭ ‬هذا‭ ‬المعدل‭ ‬مؤخرًا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬300‭ ‬ضربة‭ ‬يوميًا‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذا‭ ‬التصعيد،‭ ‬وجهت‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‮»‬،‭ ‬اتهامًا‭ ‬مباشرًا‭ ‬إلى‭ ‬موسكو،‭ ‬متهمةً‭ ‬إياها‭ ‬بـ«إثارة‭ ‬الرعب‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬المدنيين‭ ‬الأوكرانيين،‭ ‬بطريقة‭ ‬تنتهك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬يجب‭ ‬تصنيفها‭ ‬كجرائم‭ ‬حرب‭ ‬خطيرة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬وردت‭ ‬تقارير‭ ‬عن‭ ‬تعديل‭ ‬إسرائيل‭ ‬لطائرات‭ ‬صينية‭ ‬تجارية‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬لحمل‭ ‬القنابل،‭ ‬وشن‭ ‬هجمات‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬مدنية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المستشفيات‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬ما‭ ‬يُعرف‭ ‬بـ«طائرات‭ ‬القنص‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬طائرات‭ ‬صغيرة‭ ‬مزودة‭ ‬بمسدسات،‭ ‬لقتل‭ ‬مدنيين‭ ‬فلسطينيين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تمييز،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭. ‬وفي‭ ‬نوفمبر2024،‭ ‬وأمام‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬التنمية‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬البريطاني،‭ ‬أدلى‭ ‬الجراح‭ ‬البريطاني‭ ‬‮«‬نظام‭ ‬محمود‮»‬‭ ‬بشهادته‭ ‬حول‭ ‬فترة‭ ‬تطوعه‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬ناصر‭ ‬بغزة،‭ ‬حيث‭ ‬وصف‭ ‬مشاهداته‭ ‬للطائرات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المسيّرة،‭ ‬وهي‭ ‬‮«‬تستهدف‭ ‬المدنيين‭ ‬والأطفال‭ ‬يومًا‭ ‬بعد‭ ‬يوم‮»‬‭.‬

وعليه،‭ ‬عند‭ ‬تقييم‭ ‬تأثير‭ ‬استخدام‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬المسلحة‭ ‬‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬الصواريخ،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الهجمات‭ ‬الانتحارية‭ ‬المباشرة‭ ‬‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نأخذ‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬العسكرية‭ ‬والمدنية‭ ‬باتت‭ ‬تُستهدف‭ ‬بوتيرة‭ ‬متسارعة‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬‮«‬غادي‮»‬،‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الهجوم‭ ‬الأوكراني‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬فجر‭ ‬عصر‭ ‬جديد‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬‮«‬تعديل‭ ‬جديد‭ ‬لنهج‭ ‬تكتيكي‭ ‬قديم»؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬بوندار‮»‬،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬سهولة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الأنظمة،‭ ‬وقابليتها‭ ‬للتكيف‭ ‬تجعلها‭ ‬أدوات‭ ‬مغرية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬والجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية»؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يستوجب‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬الإجراءات‭ ‬الدفاعية،‭ ‬وبناء‭ ‬قدرات‭ ‬مواجهة‭ ‬مخصصة‭ ‬للتهديدات‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‮»‬‭.‬

لكن،‭ ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬فإن‭ ‬وسائل‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬ليست‭ ‬متاحة‭ ‬للمدنيين‭. ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬المدنيين‭ ‬الموجودين‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فهي‭ ‬غير‭ ‬موجودة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭. ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬إسرائيل‭ ‬للأسلحة‭ ‬المتنوعة‭ ‬من‭ ‬بنادق‭ ‬وطائرات‭ ‬وصواريخ‭ ‬ودبابات‭ ‬وسفن‭ ‬ضد‭ ‬السكان‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬فقد‭ ‬سمح‭ ‬الحلفاء‭ ‬الغربيون‭ ‬لتحالف‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬المتطرف‭ ‬باستخدام‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بطرق‭ ‬ترتقي‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب،‭ ‬والجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا