الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
البحرين وبريطانيا.. والشراكة الاستراتيجية
حملت الزيارة الرسمية التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، للمملكة المتحدة، العديد من المكاسب والفوائد للبلدين والشعبين الصديقين، بجانب الحرص على دعم التعاون الخليجي البريطاني، بالإضافة إلى تأكيد الأمن والاستقرار الإقليمي، والازدهار والسلام بالمنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ذلك أن العلاقات التاريخية والممتدة لأكثر من مائتي عام، التي تجمع مملكة البحرين والمملكة المتحدة الصديقة، عميقة ومتطورة، وتقوم على شراكة استراتيجية مستمرة، وتحظى برعاية واهتمام من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وصاحب الجلالة الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية رئيس الكومنولث.
لا شك أن انضمام المملكة المتحدة إلى الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار، تفتح آفاقا رحبة من التعاون والتنسيق والتكامل، وتشكل محطة استراتيجية بالغة الأهمية في مسيرة التعاون الوثيق والشراكة بين البلدين الصديقين، وستسهم في تعزيز الالتزام المشترك بحفظ الأمن والسلام الإقليمي، ودعم مستوى التنسيق والتدريب المشترك، إلى جانب تعزيز الشراكة البحرية في المجال العسكري والدفاعي.
كما أن الشراكة الاستراتيجية «الثانية» في مجال الاستثمار والتعاون بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة، ستعود بالخير والنفع على البلدين الصديقين، وخاصة في المجال الاقتصادي والاستثماري، الذي سيسهم في دعم النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل في كل المجالات، وتطوير دور القطاع الخاص في التنمية المستدامة.. حيث وقع مذكرة التفاهم من الجانب البحريني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني.. وهذه الشراكة الاستراتيجية «الثانية» التي يتم توقيعها بين البلدين الصديقين، حيث تم توقيع الاتفاقية «الأولى» في عام 2023.
ومن المكتسبات التي حققتها الزيارة الرسمية لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تأكيد الحرص البحريني على دعم المصالح الخليجية، وتفعيل الدور البحريني الفاعل والمؤثر، واستثمار العلاقات التاريخية الوثيقة بين البحرين والمملكة المتحدة، من أجل تأكيد أهمية تعزيز المناقشات حول اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.. تلك الاتفاقية الحيوية التي ستكون محطة اقتصادية جديدة للمنطقة، وتصب في مصلحة دول وشعوب المنظومة الخليجية والمملكة المتحدة.
واستمرارا للدور البحريني الفاعل والمؤثر، والداعي للسلام والاستقرار، والحلول الدبلوماسية، ودعم القضايا العربية المحورية، فقد شهدنا في الزيارة الرسمية حرص سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على تأكيد موقف البحرين لأهمية وقف التصعيد العسكري والهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وأهمية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع.
الزيارة الرسمية لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.. جاءت شاملة ومتكاملة في كل المسارات.. لتؤكد منهجية مملكة البحرين الثابتة والراسخة في دعم التنمية والاقتصاد.. والسلام والاستقرار.. لصالح شعبها أولا.. ولصالح دول وشعوب المنطقة، ومستقبلها كذلك.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك