العدد : ١٧٢٥٦ - السبت ٢١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٥٦ - السبت ٢١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

الثقافي

رحلة إلى المجهول في حبة خردل للروائي العراقي عامر حميو

السبت ٢١ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

يسلط‭ ‬الروائي‭ ‬العراقي‭ ‬عامر‭ ‬حميو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬روايته‭ ‬حبة‭ ‬خردل‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬انسان‭ ‬للنشر‭ ‬والتوزيع‭ ‬والمتكونة‭ ‬من‭ ‬164‭ ‬ومن‭ ‬القطع‭ ‬المتوسط‭ ‬الأضواء‭ ‬على‭ ‬معاناة‭ ‬الشباب‭ ‬العراقي‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأمريكي‭ ‬للعراق‭. ‬

حيث‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬البديل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الهجرة‭ ‬هي‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬لأغلب‭ ‬الشباب‭.‬

العنوان‭ ‬هو‭ ‬العتبة‭ ‬النصية‭ ‬الأولى‭ ‬‮«‬حبة‭ ‬خردل‮»‬‭ ‬والخردل‭ ‬نبات‭ ‬ذو‭ ‬حب‭ ‬صغير‭ ‬جدا‭ ‬ويضرب‭ ‬به‭ ‬المثل‭ ‬لصغر‭ ‬الأشياء‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬العنوان‭ ‬اقتباس‭ ‬لأسطورة‭ ‬صينية‭ ‬قديمة،‭ ‬وتتحدث‭ ‬عن‭ ‬سيدة‭ ‬كانت‭ ‬تعيش‭ ‬مع‭ ‬ابنها‭ ‬الوحيد،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الابن‭ ‬قد‭ ‬توفي‭ ‬ولم‭ ‬تستسلم‭ ‬المرأة‭ ‬لهذا‭ ‬القدر‭ ‬المحتوم،‭ ‬بل‭ ‬ذهبت‭ ‬الى‭ ‬حكيم‭ ‬القرية‭ ‬كي‭ ‬يساعدها‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬ابنها‭ ‬الوحيد‭ ‬الى‭ ‬الحياة،‭ ‬وهنا‭ ‬كانت‭ ‬المفاجأة‭ ‬حينما‭ ‬طلب‭ ‬الحكيم‭ ‬من‭ ‬المرأة‭ ‬أن‭ ‬تجلب‭ ‬حبة‭ ‬خردل،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬تغمره‭ ‬السعادة‭.‬

على‭ ‬الفور‭ ‬بدأت‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬حبة‭ ‬الخردل‭ ‬من‭ ‬بيوت‭ ‬القرية‭ ‬ومن‭ ‬القرى‭ ‬المجاورة‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬حبة‭ ‬الخردل‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬سعيد‭.‬

هنا‭ ‬كان‭ ‬الكاتب‭ ‬ماهرا‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬عنوان‭ ‬روايته‭ ‬والأسطورة‭ ‬الصينية،‭ ‬وفي‭ ‬المحصلة‭ ‬النهائية‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬السعادة‭ ‬هو‭ ‬بمثابة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الوهم‭.‬

خلال‭ ‬قراءة‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬معنى‭ ‬للعنوان‭ ‬الا‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬يصل‭ ‬القارئ‭ ‬إلى‭ ‬خاتمة‭ ‬الرواية‭ ‬وهذا‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬حرص‭ ‬الكاتب‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬يترك‭ ‬أي‭ ‬ثغرة‭ ‬في‭ ‬روايته‭.‬

غلاف‭ ‬الرواية‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬العتبات‭ ‬النصية‭ ‬ونجد‭ ‬فيه‭ ‬تمازجا‭ ‬بين‭ ‬البحر‭ ‬والشريط‭ ‬السينمائي‭ ‬وفيه‭ ‬إشارة‭ ‬الى‭ ‬حالة‭ ‬الغرق‭ ‬واستذكار‭ ‬أبطال‭ ‬الرواية‭ ‬لحياتهم‭ ‬قبل‭ ‬الهجرة،‭ ‬كما‭ ‬نجد‭ ‬في‭ ‬الغلاف‭ ‬كتابات‭ ‬قديمة‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬الى‭ ‬الخلفية‭ ‬الحضارية‭ ‬لأبطال‭ ‬الرواية‭.‬

نجد‭ ‬في‭ ‬الغلاف‭ ‬أيضا‭ ‬اقتباسا‭ ‬لمقطع‭ ‬الرواية،‭ ‬حيث‭ ‬يشير‭ ‬الكاتب‭ ‬الى‭ ‬فترة‭ ‬الحرب‭ ‬الطائفية‭ ‬التي‭ ‬عانى‭ ‬منها‭ ‬العراق،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬هجرة‭ ‬أبطال‭ ‬روايته،‭ ‬يقول‭ ‬الكاتب‭: ‬‮«‬في‭ ‬مدينة‭ ‬اللطيفية‭ ‬واليوسفية‭ ‬لاحت‭ ‬لهم‭ ‬أبواب‭ ‬دكاكين‭ ‬بعضها‭ ‬مخلوعا‭ ‬والآخر‭ ‬مقبورا‭ ‬من‭ ‬جانبه‭ ‬وبدت‭ ‬شجيرات‭ ‬الآس‭ ‬في‭ ‬الفسحات‭ ‬الأمامية‭ ‬للمطاعم‭ ‬الخارجية‭ ‬يابسة‭ ‬وبعض‭ ‬سيقانها‭ ‬الخضراء‭ ‬تشكو‭ ‬عطشا‭ ‬شديدا‮»‬،‭ ‬وهنا‭ ‬عدة‭ ‬إشارات‭ ‬خطيرة‭ ‬منها‭ ‬اقتراب‭ ‬العصابات‭ ‬التكفيرية‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬وهجرة‭ ‬أهالي‭ ‬المناطق‭ ‬الواقعة‭ ‬حول‭ ‬بغداد‭.‬

يستعرض‭ ‬الكاتب‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬حياة‭ ‬أبطاله‭ ‬كل‭ ‬على‭ ‬حدة،‭ ‬وبعد‭ ‬ان‭ ‬يتحدث‭ ‬عنهم‭ ‬بأسلوب‭ ‬الراوي‭ ‬العليم،‭ ‬يقوم‭ ‬بسرد‭ ‬الأحداث‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬يجتمعوا‭ ‬لتتضح‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا‭ ‬ملامح‭ ‬الرواية،‭ ‬حيث‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬البطل‭ ‬الأول‭ ‬ابن‭ ‬المقاول‭ ‬والظروف‭ ‬التي‭ ‬جعلته‭ ‬يفكر‭ ‬بالهجرة،‭ ‬رغم‭ ‬ان‭ ‬والده‭ ‬من‭ ‬اغنياء‭ ‬المدينة‭ ‬لكن‭ ‬مشكلة‭ ‬البطل‭ ‬الأول‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مادية‭.‬

مشكلة‭ ‬البطل‭ ‬الثاني‭ ‬صبار‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬العوز‭ ‬والحرمان‭ ‬وعدم‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬إعالة‭ ‬والده‭ ‬الذي‭ ‬فقد‭ ‬ساقيه‭ ‬في‭ ‬تفجير‭ ‬إرهابي‭ ‬هز‭ ‬مدينتهم‭.‬

طاهر‭ ‬هو‭ ‬البطل‭ ‬الثالث‭ ‬وهو‭ ‬خريج‭ ‬كلية‭ ‬اللغات‭ ‬وكان‭ ‬يعمل‭ ‬لفترة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬مترجما‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأمريكي‭ ‬لكنه‭ ‬ترك‭ ‬العمل‭ ‬بعد‭ ‬تصفية‭ ‬كل‭ ‬المتعاونين‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬وبات‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬خوف‭ ‬دائم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اكتشاف‭ ‬أمره‭ ‬لذلك‭ ‬كانت‭ ‬الهجرة‭ ‬الى‭ ‬الخارج‭ ‬هي‭ ‬الحل‭ ‬الوحيد

في‭ ‬البحر‭ ‬وأثناء‭ ‬غرق‭ ‬قاربهم‭ ‬تذكروا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬المآسي‭ ‬التي‭ ‬عاشها‭ ‬في‭ ‬بلدهم‭ ‬هي‭ ‬أرحم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬يمرون‭ ‬فيها،‭ ‬يقول‭ ‬الكاتب‭: ‬‮«‬ومثل‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬يواجه‭ ‬الموت‭ ‬مر‭ ‬شريط‭ ‬حياتهم‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬مخيلتهم‭ ‬سريعا‭ ‬واضحا‭ ‬وغدا‭ ‬قهر‭ ‬أيامهم‭ ‬الماضية‭ ‬عيشا‭ ‬رغيدا‭ ‬لو‭ ‬يقارنوه‭ ‬مع‭ ‬ازمنتهم‭ ‬الحالية‮»‬‭ ‬ص‭ ‬149‭.‬

تنتهي‭ ‬الرواية‭ ‬بنهاية‭ ‬مأساوية‭ ‬حيث‭ ‬يموت‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬الأربعة‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬الهروب‭ ‬عبر‭ ‬البحر‭ ‬ولم‭ ‬ينجو‭ ‬إلا‭ ‬صبار،‭ ‬وهنا‭ ‬يوجه‭ ‬الكاتب‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يبني‭ ‬مستقبله‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬وطنه‭ ‬مفادها‭ ‬ان‭ ‬خوض‭ ‬غمار‭ ‬المغامرة‭ ‬لا‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬يضحي‭ ‬الإنسان‭ ‬بنفسه‭ ‬وان‭ ‬الوطن‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬أوضاعه‭ ‬الاقتصادية‭ ‬صعبة‭ ‬فإنه‭ ‬ارحم‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬الذي‭ ‬ابتلع‭ ‬آلاف‭ ‬المهاجرين،‭ ‬وان‭ ‬تجربة‭ ‬الهروب‭ ‬من‭ ‬الوطن‭ ‬هي‭ ‬تجربة‭ ‬فاشلة‭ ‬وقد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬مأساوية‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬أبطال‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭.‬

عدة‭ ‬رسائل‭ ‬مررها‭ ‬الكاتب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬روايته‭ ‬حيث‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬أبطال‭ ‬روايته،‭ ‬وعدم‭ ‬معالجة‭ ‬الأمور‭ ‬بالتسرع‭ ‬والتهور‭ ‬فالوطن‭ ‬هو‭ ‬الملاذ‭ ‬الآمن‭ ‬لجميع‭ ‬أبنائه‭ ‬وان‭ ‬رحلة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬السعادة‭ ‬هي‭ ‬رحلة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الوهم‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬لا‭ ‬ينصف‭ ‬أبنائه‭ ‬فكيف‭ ‬بالمهاجرين‭ ‬الغرباء‭.‬

الزمن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬كان‭ ‬متداخلا‭ ‬وفيه‭ ‬امتدت‭ ‬الأحداث‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬السبعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر،‭ ‬وهي‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬طويلة‭ ‬تناول‭ ‬فيها‭ ‬الكاتب‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬بخصوصية‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬فيها‭.‬

الرواية‭ ‬اجتماعية‭ ‬بامتياز‭ ‬وفيها‭ ‬يسلط‭ ‬الكاتب‭ ‬الأضواء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يعانيه‭ ‬المجتمع‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬حرجة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬العراق‭ ‬الحديث‭ ‬وأعني‭ ‬بها‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأمريكي‭ ‬للعراق‭.‬

حيث‭ ‬الكل‭ ‬كان‭ ‬يعاني‭ ‬بسبب‭ ‬الفوضى‭ ‬العارمة‭ ‬التي‭ ‬حلت‭ ‬بالبلد‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬تم‭ ‬حل‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬والأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬بمختلف‭ ‬مسمياتها‭.‬

والرواية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬هي‭ ‬رواية‭ ‬واقعية‭ ‬وتتحدث‭ ‬عن‭ ‬الفقر‭ ‬وتفشي‭ ‬البطالة‭ ‬وأسبابها‭ ‬وطريقة‭ ‬معالجة‭ ‬الناس‭ ‬لقضايا‭ ‬الدين‭ ‬والشرف‭ ‬والتمييز‭ ‬العرقي‭ ‬والطائفي‭ ‬ويتم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شخوصها‭ ‬طرح‭ ‬مشاكل‭ ‬اجتماعية‭ ‬خطيرة،‭ ‬والغاية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الروايات‭ ‬للتحذير‭ ‬من‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬المحظور‭ ‬وكذلك‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬العواقب‭ ‬الوخيمة‭ ‬لمشكلات‭ ‬المجتمع‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬التدابير‭ ‬اللازمة‭ ‬لحل‭ ‬تلك‭ ‬المشاكل‭.‬

أخيرا‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬هو‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأبطال

حيث‭ ‬دار‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي‭ ‬لتحرير‭ ‬العراق‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬احتل‭ ‬داعش‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلث‭ ‬مساحة‭ ‬العراق‭.‬

أحد‭ ‬الأبطال‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬ترك‭ ‬الألمان‭ ‬لوطنهم‭ ‬بل‭ ‬أسهموا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وطنهم‭ ‬كي‭ ‬يعيدوه‭ ‬إلى‭ ‬سابق‭ ‬عهده‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬تأنيب‭ ‬الضمير‭ ‬التي‭ ‬انتابت‭ ‬المتحدث‭ ‬حينما‭ ‬قرر‭ ‬ترك‭ ‬بلده‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬الاحتلال

بينما‭ ‬نجد‭ ‬حديث‭ ‬أحدهم‭ ‬عن‭ ‬الحالة‭ ‬السوداوية‭ ‬التي‭ ‬طغت‭ ‬على‭ ‬المشهد‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الهجرة‭ ‬هي‭ ‬الحل‭ ‬الأمثل‭ ‬والوحيد‭.‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬نجد‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬صادقا‭ ‬أو‭ ‬متوهما‭ ‬في‭ ‬قراره‭.‬

يقول‭ ‬مكسيم‭ ‬غوركي‭: ‬‮«‬الورقة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تسقط‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الخريف‭ ‬خائنة‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬أخواتها،‭ ‬وفية‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬الشجرة‭ ‬ومتمردة‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬الفصول،‭ ‬فالكل‭ ‬يرى‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬زاويته‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا