«مختبر الكتابة» جديد محمد عبدالملك
أن تكون مع الروائي والكاتب المخضرم محمد عبد الملك، فأنك تكون مع العارف بطوايا وخفايا وابعاد الكتابة، وكيف لنا أن ننشغل بها، وندور الدنيا وهي تتقدمنا.
ففي الكتابة كما يراها محمد عبد الملك صاحب أجمل الروايات وأبدع القصص القصيرة التي شكلت في مناسمنا فضول الكتابة وانشغالاتها، وكانت للمواهب مقودا
أنيساً، كنسيم الربيع في القلوب.
والسؤال الملح: هل صبحت الكتابة إدماناً لا فكاك منها، تتحول إلى هوس دائم، فيصاحبها الكاتب وتصاحبه كل الوقت، وفِي كل مكان، ثم يبحث الكاتب عن مادة الكتابة في الحياة من حوله، وفي الأحداث التي يراها، والتجارب التي مر بها في حياته؟ وهل تتحول كل المخلوقات المتحركة أمامه ومن حوله إلى مادة للكتابة؟ وهل تصبح الحياة بالنسبة له هي الكتابة، إذ يتتبع وجوه البشر، وانفعالاتهم، ويفكر كيف يكتب عنها؟ وهل تتحول كل هواجس البشر، وأحاسيسهم، وآلامهم، وأفراحهم، إلى كتابة تتحرك في عقله؟ نعم، هذا ما يحدث عند الكاتب، فهو يتقمص روح الآخرين، ويتفاعل مع حكاياتهم المثيرة، والغريبة، والرائعة، والنبيلة، والعظيمة. هؤلاء البشر الذين يواجهون ببطولة مدهشة عواصف الحياة، ويتغلبون على أهوالها. نعم، الكاتب يلتقط كل ذلك، وحين يرى مشهداً أو حادثة لا ينساها، بل تصاحبه كل الوقت، خلال الليل والنهار، وهو يسير، أو يجلس، أو يقود سيارته، أو يأكل، وقبل أن ينام، وبعد أن يصحو، وهو يعتبر آلام الآخرين وأحزانهم أمراً يخصه هو، ويستعيد بعد ذلك كل الوقت ما رآه وما سمع عنه واستقر في أعماقه، على مدار أيام أو سنوات، حتى يأخذ هذا الحدث أو المشهد صيغته على الورق. عندها يستريح الكاتب، ويتنفس الصعداء، ويحس بالنشوة والانتصار والفوز العظيم!
هذا ما حبرة محمد عبد الملك بعد سنوات خبر فيها معنى الكتابة وابعاد مداخلها ومخارجها، ضمن كتاب معنون «مختبر الكتابة» صادر العام 2024 عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع، اخراج فني أسامة أبو المجد، صمم الغلاف الفنان القدير عبد الله يوسف.
ومع احتياجات لفهم الكتابة ومداخلها لا شك أننا بين دفتي كتاب محمد عبد الملك سنكون في المحطة التي ستصلنا لغايتنا من الكتابة.
«شارع الرشيد: وطن في شارع» للشاعر عدنان الصائغ
صدر عن دار أبجد للنشر والترجمة والتوزيع في مدينة بابل العراقية، صدر حديثًا كتاب «شارع الرشيد: وطنٌ في شارع» للأديب والصحفي العراقي المغترب عدنان الصائغ، ويقع في نحو 168 صفحة.
وقال مدير الدار، الشاعر حسين نهابة، إنّ هذا الكتاب «يُسلّط الضوء على أشهرِ الشوارع في العراق وفي الوطن العربي، حيث يتتبّع المؤلف الصائغ تاريخَ وحكاياتِ وبناياتِ وأسرار شارع الرشيد، بمتونه وهوامشه، منذ افتتاحه عام 1916، بل وقبل ذلك بكثير».
وأضاف أنّ الكتاب «تَوفّر على الكثير من المعلومات المثيرة عن شارع الرشيد، لم يتناوله شاعرٌ أو ناثرٌ بهذه الطريقة، والشكل، والأسلوب، في نصٍّ مفتوح، ينفتحُ على نصوصٍ أخرى شفاهية، ومدوَّنة، وصُوَرية، عن هذا الشارع الفريد، بتنوّعه وغِناه وتحدّياته وأطيافه، والذي يختصرُ لكَ رحلةَ وطنٍ منذُ الحرب العالمية الأولى وإلى يومِنا هذا». ولفت الى أنّ الشارع أطلق عليه العراقيون أسماءً عديدة، منها «الشارع الشاهد، شارع خليل باشا جادة سي، الجادة الجديدة، الجادة العامة، شارع هندنبرغ، شارع النصر، الشارع الجديد، الشارع العمومي، ثم شارع الرشيد».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك