وقت مستقطع

علي ميرزا
ثقة خادعة
في الكرة الطائرة، لا يكفي أن تبدأ بقوة، بل يجب أن تحسن النهاية، هذا ما أثبتته مباراة منتخبي تايلاند وإندونيسيا ضمن منافسات المجموعة الأولى من بطولة كأس الأمم الآسيوية للكرة الطائرة، إذ تقدم التايلانديون بشوطين نظيفين، وبدا أنهم في طريقهم لانتصار مهم يعيدهم إلى سباق التأهل، بيد أن الإندونيسيين فعلوها، وكتبوا سيناريو «رومانتادا» مثيرا، قلبوا به النتيجة إلى فوز بثلاثة أشواط مقابل شوطين، وخطفوا بطاقة التأهل، تاركين وراءهم تساؤلات لا تنتهي.
ويبقى السؤال المحوري الذي تطرحه هذه المباراة: لماذا نخسر بعد التقدم؟ هل العيب في الفريق المتقدم الذي تراخى؟ أم أن المنافس عرف كيف يعود؟
عندما يتقدم فريق بشوطين نظيفين، يفترض أنه يملك زمام الأمور من ثقة، نسق لعب، وتفوق نفسي، غير أن ما يحدث أحيانا، أن هذه «الثقة» تنقلب إلى رضا زائف، وتتحول الأفضلية إلى راحة قاتلة.
وهنا تبدأ المشكلة النفسية، فاللاعب يتراخى، وتختلط الأوراق على المدرب، والخصم يبدأ في قراءة الثغرات وتعديل استراتيجياته.
ما فعله المنتخب الإندونيسي كان مجرد إعادة تنظيم تكتيكي، وقراءة ذكية للمنافس، ورفع للنسق البدني تدريجيا، فيما بدا التايلانديون وكأنهم لم يمتلكوا خطة بديلة ولا طاقة بدنية كافية للاستمرار في الإيقاع نفسه.
الفوز في الكرة الطائرة لا يمنح لمن يبدأ جيدا، بل لمن يجيد إغلاق المباريات، وهذا يتطلب تدريبا نفسيا وتركيزا عاليا تحت الضغط، فضلا عن جاهزية بدنية متصاعدة لا متناقصة.
ربما المنتخب التايلاندي من المنتخبات الآسيوية التي تنقصها العقلية القتالية التي لا تترك للمنافس مجالا للعودة، في المقابل قد تكون إندونيسيا لديها شخصيتها، وهذا ما يحدث الفارق في مباريات تحتاج إلى الحسم.
ما حصل في مباراة تايلاند وإندونيسيا هو تذكير بليغ لكل المنتخبات الطامحة بأنه لا مكان للأمان حتى تطلق الصافرة الأخيرة، ولا يكفي أن تكون جيدا في البداية، بل يجب أن تكون قويا في النهاية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك