العدد : ١٧٢٥٦ - السبت ٢١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٥٦ - السبت ٢١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

ثقة خادعة

في‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬بقوة،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحسن‭ ‬النهاية،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬أثبتته‭ ‬مباراة‭ ‬منتخبي‭ ‬تايلاند‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬ضمن‭ ‬منافسات‭ ‬المجموعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬الأمم‭ ‬الآسيوية‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬إذ‭ ‬تقدم‭ ‬التايلانديون‭ ‬بشوطين‭ ‬نظيفين،‭ ‬وبدا‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬طريقهم‭ ‬لانتصار‭ ‬مهم‭ ‬يعيدهم‭ ‬إلى‭ ‬سباق‭ ‬التأهل،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬الإندونيسيين‭ ‬فعلوها،‭ ‬وكتبوا‭ ‬سيناريو‭ ‬‮«‬رومانتادا‮»‬‭ ‬مثيرا،‭ ‬قلبوا‭ ‬به‭ ‬النتيجة‭ ‬إلى‭ ‬فوز‭ ‬بثلاثة‭ ‬أشواط‭ ‬مقابل‭ ‬شوطين،‭ ‬وخطفوا‭ ‬بطاقة‭ ‬التأهل،‭ ‬تاركين‭ ‬وراءهم‭ ‬تساؤلات‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭.‬

ويبقى‭ ‬السؤال‭ ‬المحوري‭ ‬الذي‭ ‬تطرحه‭ ‬هذه‭ ‬المباراة‭: ‬لماذا‭ ‬نخسر‭ ‬بعد‭ ‬التقدم؟‭ ‬هل‭ ‬العيب‭ ‬في‭ ‬الفريق‭ ‬المتقدم‭ ‬الذي‭ ‬تراخى؟‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬المنافس‭ ‬عرف‭ ‬كيف‭ ‬يعود؟

عندما‭ ‬يتقدم‭ ‬فريق‭ ‬بشوطين‭ ‬نظيفين،‭ ‬يفترض‭ ‬أنه‭ ‬يملك‭ ‬زمام‭ ‬الأمور‭ ‬من‭ ‬ثقة،‭ ‬نسق‭ ‬لعب،‭ ‬وتفوق‭ ‬نفسي،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬أحيانا،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬الثقة‮»‬‭ ‬تنقلب‭ ‬إلى‭ ‬رضا‭ ‬زائف،‭ ‬وتتحول‭ ‬الأفضلية‭ ‬إلى‭ ‬راحة‭ ‬قاتلة‭.‬

وهنا‭ ‬تبدأ‭ ‬المشكلة‭ ‬النفسية،‭ ‬فاللاعب‭ ‬يتراخى،‭ ‬وتختلط‭ ‬الأوراق‭ ‬على‭ ‬المدرب،‭ ‬والخصم‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬الثغرات‭ ‬وتعديل‭ ‬استراتيجياته‭.‬

ما‭ ‬فعله‭ ‬المنتخب‭ ‬الإندونيسي‭ ‬كان‭ ‬مجرد‭ ‬إعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬تكتيكي،‭ ‬وقراءة‭ ‬ذكية‭ ‬للمنافس،‭ ‬ورفع‭ ‬للنسق‭ ‬البدني‭ ‬تدريجيا،‭ ‬فيما‭ ‬بدا‭ ‬التايلانديون‭ ‬وكأنهم‭ ‬لم‭ ‬يمتلكوا‭ ‬خطة‭ ‬بديلة‭ ‬ولا‭ ‬طاقة‭ ‬بدنية‭ ‬كافية‭ ‬للاستمرار‭ ‬في‭ ‬الإيقاع‭ ‬نفسه‭.‬

الفوز‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬لا‭ ‬يمنح‭ ‬لمن‭ ‬يبدأ‭ ‬جيدا،‭ ‬بل‭ ‬لمن‭ ‬يجيد‭ ‬إغلاق‭ ‬المباريات،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬تدريبا‭ ‬نفسيا‭ ‬وتركيزا‭ ‬عاليا‭ ‬تحت‭ ‬الضغط،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬جاهزية‭ ‬بدنية‭ ‬متصاعدة‭ ‬لا‭ ‬متناقصة‭.‬

ربما‭ ‬المنتخب‭ ‬التايلاندي‭ ‬من‭ ‬المنتخبات‭ ‬الآسيوية‭ ‬التي‭ ‬تنقصها‭ ‬العقلية‭ ‬القتالية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تترك‭ ‬للمنافس‭ ‬مجالا‭ ‬للعودة،‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬إندونيسيا‭ ‬لديها‭ ‬شخصيتها،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬الفارق‭ ‬في‭ ‬مباريات‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الحسم‭.‬

ما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬تايلاند‭ ‬وإندونيسيا‭ ‬هو‭ ‬تذكير‭ ‬بليغ‭ ‬لكل‭ ‬المنتخبات‭ ‬الطامحة‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬مكان‭ ‬للأمان‭ ‬حتى‭ ‬تطلق‭ ‬الصافرة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ولا‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جيدا‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قويا‭ ‬في‭ ‬النهاية‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا