العدد : ١٧٢٥٥ - الجمعة ٢٠ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٥٥ - الجمعة ٢٠ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

الأوراق المخفية

 

مع‭ ‬انطلاق‭ ‬منافسات‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬الأمم‭ ‬الآسيوية‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬المقامة‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬بدأت‭ ‬ملامح‭ ‬المنافسة‭ ‬تتضح‭ ‬نسبيا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المتابع‭ ‬المحنك‭ ‬يدرك‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يقدّم‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬المجموعات‭ ‬لا‭ ‬يعكس‭ ‬الصورة‭ ‬الكاملة‭ ‬لقدرات‭ ‬المنتخبات‭ ‬المشاركة،‭ ‬فحتى‭ ‬الآن،‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬11‭ ‬منتخبا‭ ‬مشاركا،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬سجل‭ ‬ظهوره‭ ‬الأول‭ ‬وحقق‭ ‬الفوز،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬خسر‭ ‬اللقاء‭ ‬الافتتاحي،‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬يدخل‭ ‬البعض‭ ‬أجواء‭ ‬المنافسة‭ ‬بعد‭ ‬نتيجة‭ ‬الجدولة‭ ‬الفنية‭ ‬المعتمدة‭.‬

ورغم‭ ‬تباين‭ ‬هذه‭ ‬الانطلاقات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬القاسم‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬الجميع‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الصورة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لهذه‭ ‬المنتخبات‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬غير‭ ‬مكتملة‭.‬

وتاريخ‭ ‬البطولات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والقارية‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الانطلاقة‭ ‬القوية‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬بالضرورة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬منصة‭ ‬التتويج،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬العثرة‭ ‬الأولى‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬الخروج‭ ‬المبكر‭. ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المنتخبات‭ ‬تستخدم‭ ‬مباريات‭ ‬الدور‭ ‬الأول‭ ‬لإعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬الصفوف،‭ ‬وتجربة‭ ‬الخطط،‭ ‬وتقييم‭ ‬مستويات‭ ‬اللاعبين،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬نظام‭ ‬المجموعات‭ ‬ثم‭ ‬الإقصاء‭ ‬المباشر‭.‬

بعض‭ ‬المنتخبات‭ ‬الكبيرة‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬‮«‬باهتة‮»‬‭ ‬في‭ ‬البدايات،‭ ‬لكنها‭ ‬تدريجيا‭ ‬تصعد‭ ‬نسق‭ ‬الأداء،‭ ‬وتكشف‭ ‬تدريجيا‭ ‬عن‭ ‬أوراقها‭ ‬الرابحة‭ ‬في‭ ‬الأدوار‭ ‬المتقدمة،‭ ‬فالأمر‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتقليل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬دور‭ ‬المجموعات،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬حساب‭ ‬استراتيجي‭ ‬للجهد‭ ‬والتكتيك،‭ ‬وخاصة‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬التأهل‭ ‬شبه‭ ‬مضمون‭ ‬نظريا‭ ‬أمام‭ ‬منتخبات‭ ‬أقل‭ ‬تصنيفًا‭ ‬أو‭ ‬خبرة‭.‬

المنتخبات‭ ‬التي‭ ‬خاضت‭ ‬مباراتها‭ ‬الأولى،‭ ‬سواء‭ ‬انتصرت‭ ‬أو‭ ‬خسرت،‭ ‬قدمت‭ ‬مؤشرات‭ ‬مبدئية‭ ‬حول‭ ‬جاهزيتها‭ ‬البدنية‭ ‬والفنية،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬اللمسة‭ ‬التكتيكية‭ ‬الكاملة‭ ‬غائبة،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬متوقع،‭ ‬المدربون‭ ‬لهم‭ ‬حساباتهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬ويدركون‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬لقاء‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬هو‭ ‬فرصة‭ ‬لاختبار‭ ‬عناصر‭ ‬جديدة،‭ ‬أو‭ ‬إعطاء‭ ‬دقائق‭ ‬لعب‭ ‬للاعبين‭ ‬بدلاء،‭ ‬بهدف‭ ‬إعدادهم‭ ‬الذهني‭ ‬والبدني‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬قادم،‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬المناورات‭ ‬إن‭ ‬صحت‭ ‬التسمية‭.‬

بالمقابل،‭ ‬المنتخبات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تدخل‭ ‬بعد‭ ‬غمار‭ ‬المنافسة،‭ ‬تجد‭ ‬نفسها‭ ‬أمام‭ ‬تحدّ‭ ‬مضاعف،‭ ‬إذ‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تظهر‭ ‬بأداء‭ ‬قوي‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬ظهور،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬لا‭ ‬ترغب‭ ‬بكشف‭ ‬كل‭ ‬أوراقها‭ ‬من‭ ‬الوهلة‭ ‬الأولى‭.‬

ما‭ ‬بين‭ ‬مدرب‭ ‬يدير‭ ‬الدقائق،‭ ‬وآخر‭ ‬يدور‭ ‬التشكيلة،‭ ‬وثالث‭ ‬يقرأ‭ ‬الخصوم‭ ‬القادمين،‭ ‬تبدو‭ ‬الصورة‭ ‬الحالية‭ ‬غير‭ ‬مكتملة،‭ ‬الجميع‭ ‬يخطط‭ ‬لما‭ ‬بعد‭ ‬دور‭ ‬المجموعات،‭ ‬لأن‭ ‬حسابات‭ ‬التأهل‭ ‬تبقى‭ ‬مفتوحة‭ ‬على‭ ‬احتمالات‭ ‬متعددة،‭ ‬والتألق‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬ليس‭ ‬الهدف‭ ‬النهائي،‭ ‬بل‭ ‬وسيلة‭ ‬لعبور‭ ‬أكثر‭ ‬أمانا‭ ‬نحو‭ ‬ربع‭ ‬النهائي‭ ‬ثم‭ ‬المربع‭ ‬الذهبي‭.‬

ومع‭ ‬دخول‭ ‬البطولة‭ ‬مراحلها‭ ‬الحاسمة،‭ ‬سنرى‭ ‬حينها‭ ‬النسخ‭ ‬الحقيقية‭ ‬للمنتخبات،‭ ‬وسنكتشف‭ ‬من‭ ‬أجاد‭ ‬التحضير،‭ ‬ومن‭ ‬كان‭ ‬يخفي‭ ‬قوته‭ ‬الحقيقية‭ ‬خلف‭ ‬ستار‭ ‬الدور‭ ‬الأول‭. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬المنتخبات‭ ‬قد‭ ‬تفاجئ‭ ‬المتابعين،‭ ‬لأنها‭ ‬تحفظ‭ ‬أداءها‭ ‬العالي‭ ‬للمواجهات‭ ‬الكبرى،‭ ‬إذ‭ ‬النتيجة‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬أنصاف‭ ‬الحلول‭.‬

بطولات‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬شأنها‭ ‬شأن‭ ‬الرياضات‭ ‬الجماعية‭ ‬الكبرى،‭ ‬تلعب‭ ‬على‭ ‬مراحل‭ ‬نفسية‭ ‬وفنية،‭ ‬ومن‭ ‬المبكر‭ ‬جدا‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬المنتخبات‭ ‬الآسيوية‭ ‬من‭ ‬أولى‭ ‬مباريات‭ ‬البطولة،‭ ‬فما‭ ‬نشاهده‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬النسخة‭ ‬التجريبية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬فريق،‭ ‬أما‭ ‬النسخة‭ ‬المثالية،‭ ‬فسنراها‭ ‬عندما‭ ‬تدق‭ ‬ساعة‭ ‬الحسم،‭ ‬وتبدأ‭ ‬الفرق‭ ‬القوية‭ ‬بالكشف‭ ‬عن‭ ‬أنيابها،‭ ‬والطموحات‭ ‬ترتفع‭ ‬فوق‭ ‬حدود‭ ‬المجموعات‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا