وقت مستقطع

علي ميرزا
العدو الخفي
في عالم الرياضة، لا يتساوى الجميع في درجة الموهبة، فهناك من يولد بقدرات فنية ومهارات طبيعية لافتة، وهناك من لا يملك من هذا أي شيء، لكنه يملك ما هو أكثر، ويتمثل في الإرادة والقدرة على التعويض بالاجتهاد، ولكن ما يثير الأسف أن بعض اللاعبين غير المصنفين ضمن فئة «المتميزين» يضيعون على أنفسهم فرصا ذهبية لإثبات الذات، لا بسبب عجزهم، وإنما لكسلهم وتبرير تقاعسهم.
ومتى عرفنا أن النجاح الرياضي ليس حكرا على الموهوبين وحدهم، إذ كثير من الأسماء التي سطعت في سماء الرياضة لم تكن الأبرز مهاريا في بداياتها، لكنها امتلكت الأهم: الانضباط، والالتزام، والشغف، فالفرق بين الموهبة والاجتهاد المستمر هو أن الأولى قد تتراجع متى تخلت عن العمل، بينما الثانية تصعد وتنمو بثبات ولو بشكل بطيء.
اللاعب العادي «غير الموهوب بالفطرة» أمامه خياران لا ثالث لهما، فإما أن يستثمر محدودية موهبته ويحولها إلى دافع للعمل الشاق وإثبات النفس، أو أن يتخذ منها عذرا للكسل والتراجع.
وقد لقينا في ميدان الكرة الطائرة عددا يزيد أو ينقص من اللاعبين تأتيهم الفرص من أوسع الأبواب، ولكنهم يختارون الطريق الثاني، فيلجأون إلى مبررات من شاكلة «المدرب أو الفرص مقتصرة على النجوم أو هذا هو مستواي مهما فعلت»، وكلها أعذار واهية يعلق عليها تقصيرا داخليا لا أكثر.
فالموهبة ليست المقياس الوحيد بين لاعب وآخر، بل بدرجة استعداده لبذل الجهد، في كل فريق، هناك لحظات يغيب فيها النجوم لأسباب مختلفة، وهنا تمنح الفرصة لغيرهم، ولكن وللأسف، يفاجأ كثير من المدربين بأن بعض اللاعبين لم يستثمروا فترات الغياب تلك لرفع مستواهم، فالنجومية لا تفرض وإنما تحتاج إلى من يسعى إليها.
وخاتمة الكلام، فالموهبة نعمة، لكنها وحدها لا تصنع نجما، والكسل عدو خفي يسلب الإنسان كل إمكاناته دون أن يشعر، وأمام اللاعب العادي فرصة ليصنع لنفسه مكانة، بشرط أن يؤمن أن النجاح قرار لا قدر، فمن يعمل يصل، ومن يتقاعس يظل عاديا... أو أقل من ذلك.. فالخيار لك.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك