في عالم الفن والمسرح، هناك مبدعون يصنعون من أنفسهم ** «خبزاً فريداً» ** - لا يشبه سواه، لا يقبل التقليد، ولا ينضب عطاؤه. والفنان الراحل **عبدالله السعداوي** كان أحد هؤلاء الذين خبزوا فنهم بإتقان، فخرج إلى الحياة **دافئاً، مغذياً، وخالداً**، مثل رغيف الخير الذي لا يُنسى.
لقد كان السعداوي (خبز المسرح البحريني الدافئ) الذي أشبع الجمهور بموهبته الصادقة وحضوره الآسر. كان يؤدّي أدواره بتلقائية الفطرة وعمق المحترف، كأنه **خبازٌ ماهر** يضع في كل دور «عجينته» الخاصة، ثم يقدمها للجمهور زاداً فنياً لا يُملّ.
من ملامح خبز السعداوي الفني:
خفة الروح: كخبز «الرقاق» الذي يجمع بين البساطة واللذة، كانت أدواره تذوب في القلوب.
قوة الحضور (كخبز التنور) الأصيل، كان صوته وأداؤه يملآن المسرح طاقةً لا تُقاوم.
-التواضع والإيثار (كخبز البيت) الذي يُقدّم للضيف قبل صاحبه، كان السعداوي يعطي الفن أكثر مما يأخذ. اليوم، حين نتذكّره، نجد أن فنه ما زال طازجاً في ذاكرة البحرين والخليج، كرغيفٍ خرج للتو من التنور. ولأن **الخبز الحقيقي لا يتبقى منه شيء**، فقد أكل الجمهور من عطاء السعداوي حتى الشبع، وما زالوا يطلبون المزيد.!
رحل الجسد، لكن طعم فنه باقٍ... مثل رائحة الخبز في البيت القديم.
ايها الرفاق في البحرين الحبيبة شكراً لكل من أسهم بإخلاص في إعداد *معرض عبدالله السعداوي.. الخبز الفريد*، مما يُبرز أهمية التوثيق لتاريخ الفنّانين الرواد وتكريم عطائهم. مثل هذه المبادرات تُذكّرنا بقيمة الفن كجسر بين الماضي والحاضر، وتجسد روح التكافل بين الفنانين في حفظ الإرث الثقافي. نشكر المؤسسات وأصدقاءه الفنانين على جهودهم المقدّرة، ونرفع لهم التحية لتكريمهم رمزاً من رموز الفن البحريني. الذين أحيوا ذكرى الفنان الكبير عبدالله السعداوي، واصدقاؤه الرواد الذين سيظلّ نور إبداعهم منيراً في سماء البحرين والخليج.
رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته، وأبقى فنّهم خالداً في ضمير البحرين وأهله.
مسرحي وفنان تشكيلي إماراتي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك