العدد : ١٧٢٥٠ - الأحد ١٥ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٥٠ - الأحد ١٥ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

الثقافي

عبدالله السعداوي: خبز الفن الأصيل الذي لا يُستنسخ

{ بقلم: وليد الزعابي.

السبت ١٤ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬عالم‭ ‬الفن‭ ‬والمسرح،‭ ‬هناك‭ ‬مبدعون‭ ‬يصنعون‭ ‬من‭ ‬أنفسهم‭ ‬**‭ ‬‮«‬خبزاً‭ ‬فريداً‮»‬‭ ‬**‭ - ‬لا‭ ‬يشبه‭ ‬سواه،‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬التقليد،‭ ‬ولا‭ ‬ينضب‭ ‬عطاؤه‭. ‬والفنان‭ ‬الراحل‭ ‬**عبدالله‭ ‬السعداوي**‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬خبزوا‭ ‬فنهم‭ ‬بإتقان،‭ ‬فخرج‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬**دافئاً،‭ ‬مغذياً،‭ ‬وخالداً**،‭ ‬مثل‭ ‬رغيف‭ ‬الخير‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يُنسى‭. ‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬السعداوي‭ (‬خبز‭ ‬المسرح‭ ‬البحريني‭ ‬الدافئ‭) ‬الذي‭ ‬أشبع‭ ‬الجمهور‭ ‬بموهبته‭ ‬الصادقة‭ ‬وحضوره‭ ‬الآسر‭. ‬كان‭ ‬يؤدّي‭ ‬أدواره‭ ‬بتلقائية‭ ‬الفطرة‭ ‬وعمق‭ ‬المحترف،‭ ‬كأنه‭ ‬**خبازٌ‭ ‬ماهر**‭ ‬يضع‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دور‭ ‬‮«‬عجينته‮»‬‭ ‬الخاصة،‭ ‬ثم‭ ‬يقدمها‭ ‬للجمهور‭ ‬زاداً‭ ‬فنياً‭ ‬لا‭ ‬يُملّ‭.‬

من‭ ‬ملامح‭ ‬خبز‭ ‬السعداوي‭ ‬الفني‭: ‬

خفة‭ ‬الروح‭: ‬كخبز‭ ‬‮«‬الرقاق‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬البساطة‭ ‬واللذة،‭ ‬كانت‭ ‬أدواره‭ ‬تذوب‭ ‬في‭ ‬القلوب‭.‬

قوة‭ ‬الحضور‭ (‬كخبز‭ ‬التنور‭) ‬الأصيل،‭ ‬كان‭ ‬صوته‭ ‬وأداؤه‭ ‬يملآن‭ ‬المسرح‭ ‬طاقةً‭ ‬لا‭ ‬تُقاوم‭.‬

‭-‬التواضع‭ ‬والإيثار‭ (‬كخبز‭ ‬البيت‭) ‬الذي‭ ‬يُقدّم‭ ‬للضيف‭ ‬قبل‭ ‬صاحبه،‭ ‬كان‭ ‬السعداوي‭ ‬يعطي‭ ‬الفن‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يأخذ‭. ‬اليوم،‭ ‬حين‭ ‬نتذكّره،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬فنه‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬طازجاً‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج،‭ ‬كرغيفٍ‭ ‬خرج‭ ‬للتو‭ ‬من‭ ‬التنور‭. ‬ولأن‭ ‬**الخبز‭ ‬الحقيقي‭ ‬لا‭ ‬يتبقى‭ ‬منه‭ ‬شيء**،‭ ‬فقد‭ ‬أكل‭ ‬الجمهور‭ ‬من‭ ‬عطاء‭ ‬السعداوي‭ ‬حتى‭ ‬الشبع،‭ ‬وما‭ ‬زالوا‭ ‬يطلبون‭ ‬المزيد‭.!‬

رحل‭ ‬الجسد،‭ ‬لكن‭ ‬طعم‭ ‬فنه‭ ‬باقٍ‭... ‬مثل‭ ‬رائحة‭ ‬الخبز‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬القديم‭.‬

ايها‭ ‬الرفاق‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬الحبيبة‭ ‬شكراً‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬أسهم‭ ‬بإخلاص‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬*معرض‭ ‬عبدالله‭ ‬السعداوي‭.. ‬الخبز‭ ‬الفريد*،‭ ‬مما‭ ‬يُبرز‭ ‬أهمية‭ ‬التوثيق‭ ‬لتاريخ‭ ‬الفنّانين‭ ‬الرواد‭ ‬وتكريم‭ ‬عطائهم‭. ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬تُذكّرنا‭ ‬بقيمة‭ ‬الفن‭ ‬كجسر‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر،‭ ‬وتجسد‭ ‬روح‭ ‬التكافل‭ ‬بين‭ ‬الفنانين‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬الإرث‭ ‬الثقافي‭. ‬نشكر‭ ‬المؤسسات‭ ‬وأصدقاءه‭ ‬الفنانين‭ ‬على‭ ‬جهودهم‭ ‬المقدّرة،‭ ‬ونرفع‭ ‬لهم‭ ‬التحية‭ ‬لتكريمهم‭ ‬رمزاً‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬الفن‭ ‬البحريني‭. ‬الذين‭ ‬أحيوا‭ ‬ذكرى‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬عبدالله‭ ‬السعداوي،‭ ‬واصدقاؤه‭ ‬الرواد‭ ‬الذين‭ ‬سيظلّ‭ ‬نور‭ ‬إبداعهم‭ ‬منيراً‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج‭. ‬

رحمهم‭ ‬الله‭ ‬وأسكنهم‭ ‬فسيح‭ ‬جناته،‭ ‬وأبقى‭ ‬فنّهم‭ ‬خالداً‭ ‬في‭ ‬ضمير‭ ‬البحرين‭ ‬وأهله‭.‬

مسرحي‭ ‬وفنان‭ ‬تشكيلي‭ ‬إماراتي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا