وقت مستقطع

علي ميرزا
نقد الذات رياضيا
نقد الذات واحد من الأدوات التي تسهم في تطوير الأداء الرياضي سواء على مستوى اللاعبين أو الإداريين، إذ يمثل عملية تقييم صادقة وموضوعية للنفس، يتم من خلالها الوقوف على نقاط القوة لتعزيزها، وتحديد مواطن الضعف لمعالجتها، ويأخذ نقد الذات أشكالا متعددة بحسب موقع الفرد، سواء كان لاعبا في الميدان أو مدربا أو إداريا أو حكما.
فاللاعب الذي يمتلك القدرة على مراجعة أدائه بصدق وواقعية، يكون في موقع أفضل للتحسن المستمر، فنقد الذات يمنحه فهما أعمق لأخطائه التكتيكية، أو ضعف لياقته، أو حتى لتصرفاته السلوكية داخل وخارج الملعب.
فهناك أمثلة متنوعة تعبر عن النقد الذاتي، فقد يلجأ لاعب بعد مباراة خاسرة إلى الاعتراف بأنه لم يكن في جاهزيته البدنية الكاملة بسبب ضعف الاستعداد، وآخر يلاحظ ميله للانفعال على أرض الملعب فيضع خطة لتطوير ضبط النفس بالتعاون مع شخص متخصص في هذا الجانب أو آخرين.
فالإداري الذي يتمتع بالشفافية ويعترف بأخطائه أمام الفريق، يزرع روح الثقة ويشجع الآخرين على التطوير الذاتي، مما يخلق بيئة صحية.
ولكي يعطي النقد الذاتي أكله، ويكون وسيلة فعالة في المجال الرياضي، يجب أن يكون صاحبه صادقا مع النفس دون تهويل أو تقليل، ويستند إلى معايير واضحة مثل الأداء الفعلي، آراء المدربين، أو نتائج الفريق، ويبحث عن حلول وليس مجرد الإقرار بالمشكلة، ويتطلب الاستمرارية، بحيث يكون النقد عادة بعد كل مرحلة أو مباراة.
ونرى أن نقد الذات في المجال الرياضي ليس ضعفا، بل دليل نضج ومهنية، فاللاعب أو الإداري الذي يمتلك هذه المهارة يختصر على نفسه سنوات من التخبط، ويختصر على فريقه الكثير من الهزائم.
لذا، فإن نشر ثقافة نقد الذات يجب أن يكون من الأولويات، لضمان التطور المستمر، والنجاح المستدام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك