في روايته الموجهة إلى اليافعين (روبوت صريح)، يطل علينا الكاتب البحريني حسين خليل من زاوية التكنولوجيا، وما تقدمه من عوالم واسعة وما قد تجره من مشكلات.
الرواية تبدأ باحتراق منزل البطل، ما يضطر الأسرة إلى الانتقال إلى منزل مؤقت، وهو منزل ذكي، وفيه تبدأ الرفاهية المفقودة وتبدأ معها المشكلات وأهمها انتهاك الخصوصية، ويزيد من تعقيد الأمور وصول روبوت على شكل كلب إلى باب المنزل، لتنمو علاقة صداقة بين البطل والروبوت، الذي نكتشف أنه مطارد من قبل عصابة، ليكون الصديقان معًا في دائرة الاستهداف.
الرواية تخاطب الجيل الذي نشأ مع الشاشات، وتسلط الضوء على عالم (إنترنت الأشياء) والإمكانيات الكبيرة التي يوفرها، وكمثال على ذلك، حين يأتي موصل الطلبات يسأله البطل: من الذي طلب؟ فيرد عليه: الثلاجة طلبت وهي التي دفعت أيضًا! وكذلك حين يكون بإمكانك معرفة من مِن أفراد الأسرة موجود في المنزل ومن لم يصل بعد من خلال تقنية استخدام بصمة الوجه..
كل ذلك بالإضافة إلى الطبيب النفسي الإلكتروني الذي تتم استشارته، أو شركات الأدوية التي تعرف كل شيء عن روتينك اليومي، وتبيع تلك البيانات إلى أطراف أخرى.
الرواية تضيء على حياة شخصياتها المتقاطعة، فالأم المحبطة التي تعمل ككاتبة والتي فقدت مسودات قصصها خلال الحريق والتي تحاول أن تستفيد من الذكاء الاصطناعي في إعادة كتابة ما فقدته وما نسته، وهي المهمة التي يكتشف من خلالها البطل أن قصص أمه كانت تتمحور حوله وحول سلوكياته، والأب الذي يتنقل بين أكثر من وظيفة حتى يستقر على الوظيفة التي يحبها وفيها يستفيد من التكنولوجيا التي طالما نأى عنها.
الرواية تضيء على مسألة تغير نمط الأسئلة لدى اليافع في مرحلة المراهقة، فبعد أن كان يسأل وهو طفل عن أنواع المثلجات في البقالة، بات يسأل عن نظرية المؤامرة، وعن المجاعة في العالم، وعن التغير المناخي، والعبودية، والأوبئة المصنعة في المختبرات، وتوزيع الثروات حول العالم، والكثير من الأسئلة التي عندما لا يجد لها إجابات شافية من عند والديه يتوجه إلى صديقه الروبوت، الذي يتصف بالصراحة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك