العدد : ١٧٢٤٢ - السبت ٠٧ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤٢ - السبت ٠٧ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

الثقافي

الثنائيات الضدية في مديح الأشياء وذمها للدكتور حسن مدن

السبت ٠٧ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

يجمع‭ ‬الكاتب‭ ‬حسن‭ ‬مدن‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬في‭ ‬مديح‭ ‬الأشياء‭ ‬وذمها‮»‬‭ ‬المتناقضات‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬أمور،‭ ‬متطرقاً‭ ‬إلى‭ ‬المديح‭ ‬والذم‭ ‬والآراء‭ ‬المؤيدة‭ ‬والمتناقضة،‭ ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬يسميه‭ ‬البعض‭ ‬بالتعقل‭ ‬والآخر‭ ‬الانجراف‭ ‬وراء‭ ‬القلب‭. ‬مؤطراً‭ ‬مقالاته‭ ‬بالمشاعر،‭ ‬والحالات،‭ ‬والأزمنة‭ ‬والأمكنة،‭ ‬والثقافة،‭ ‬والقضايا‭. ‬مقدماً‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬المقابلة‭ ‬بين‭ ‬الثنائيات‭ ‬الضدية،‭ ‬تاركاً‭ ‬للقارئ‭ ‬الحكم‭ ‬النهائي‭ ‬لحسم‭ ‬الجدل‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬بينهما،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬اتفاق‭ ‬أو‭ ‬خلاف‭.‬

يسطر‭ ‬‮«‬مدن‮»‬‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬مقالات‭ ‬تتطرق‭ ‬إلى‭ ‬الاستدراكات‭ ‬التي‭ ‬تتوخى‭ ‬التبرير،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التفصيل‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬التفاصيل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقرأ‭ ‬أو‭ ‬تفهم‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬موقعها‭ ‬من‭ ‬اللوحة‭ ‬الشاملة،‭ ‬كنسيان‭ ‬أو‭ ‬تذكر‭ ‬الخلفية‭ ‬التاريخية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬التفاصيل‭ ‬المراد‭ ‬التطرق‭ ‬لها‭. ‬كما‭ ‬يذكر‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الكتاب‭ ‬أنه‭ ‬جمع‭ ‬مقالات‭ ‬‮«‬في‭ ‬مديح‭ ‬الأشياء‭ ‬وذمها‮»‬‭ ‬وأعاد‭ ‬بناء‭ ‬مادة‭ ‬الكتاب‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف،‭ ‬ليضمن‭ ‬تناول‭ ‬الشيء‭ ‬ونقيضه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مقال،‭ ‬لتخرج‭ ‬لنا‭ ‬المقالات‭ ‬على‭ ‬نسق‭ ‬لا‭ ‬أثر‭ ‬للتنافر‭ ‬فيه،‭ ‬ولا‭ ‬سلطة‭ ‬للصدفة‭ ‬عليه،‭ ‬ومترابطة‭ ‬الحلقات‭ ‬فيها‭ ‬ترابطاً‭ ‬منطقياً‭ ‬وجوهرياً‭.‬

نسج‭ ‬الكاتب‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬المشاعر‭ ‬بلغة‭ ‬رشيقة‭ ‬الجدلية‭ ‬الأزلية‭ ‬بين‭ ‬العقل‭ ‬والقلب،‭ ‬منوهاً‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬ترابطهم‭ ‬والمصالحة‭ ‬بينهم،‭ ‬فعلى‭ ‬القلوب‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬عالم‭ ‬العقل،‭ ‬وعلى‭ ‬العقول‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬قلباً‭ ‬واعياً‭ ‬لها،‭ ‬ملحقاً‭ ‬بهم‭ ‬تفاوت‭ ‬الإحساس‭ ‬بالزمن‭ ‬وارتباط‭ ‬هذا‭ ‬التفاوت‭ ‬ارتباطاً‭ ‬وثيقاً‭ ‬بإحساسنا‭ ‬بذواتنا،‭ ‬فبين‭ ‬الاستمتاع‭ ‬والضجر،‭ ‬والحزن‭ ‬والفرح،‭ ‬والعزلة‭ ‬والعيش‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬تختلف‭ ‬استجابتنا‭ ‬للزمن‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬ثقل‭ ‬وخفة‭.‬

وراهن‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬الحالات‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬حالات‭ ‬متضادة‭ ‬ومتلازمة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬كحاجة‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬الكلام‭ ‬والصمت‭ ‬سواء‭ ‬بسواء،‭ ‬حيث‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬جعبته‭ ‬حكايا‭ ‬وخفايا‭ ‬لا‭ ‬يسعفه‭ ‬الوقت‭ ‬بأن‭ ‬يرويها‭ ‬لغيره‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬براويتها‭. ‬وبين‭ ‬حالات‭ ‬التذكر‭ ‬والنسيان‭ ‬والعلاقة‭ ‬المعقدة‭ ‬بينهم،‭ ‬فغالباً‭ ‬ما‭ ‬تهزم‭ ‬الذاكرة‭ ‬رغبتنا‭ ‬في‭ ‬النسيان‭ ‬حين‭ ‬نقرر‭ ‬طي‭ ‬صفحة‭ ‬بحلوها‭ ‬ومرها،‭ ‬وتفاجئنا‭ ‬باستحضارها‭ ‬الجانب‭ ‬السعيد‭ ‬من‭ ‬الصفحة‭ ‬وليس‭ ‬المحزن‭ ‬بالضرورة‭. ‬

ومن‭ ‬المهم‭ ‬ذكره،‭ ‬اختيار‭ ‬‮«‬مدن‮»‬‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬الحالات‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬البسيط‭ ‬والمعقد،‭ ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬منجز‭ ‬مهما‭ ‬بدا‭ ‬بسيطاً‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬نتذكر‭ ‬حجم‭ ‬الجهد‭ ‬المبذول‭ ‬فيه‭ ‬ولا‭ ‬تفاصيله‭ ‬المعقدة‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬منظومته‭ ‬أو‭ ‬مظاهرة‭ ‬المعقدة،‭ ‬ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬مغلقا‭ ‬أو‭ ‬عصيا‭ ‬على‭ ‬الإدراك،‭ ‬ومستحضراً‭ ‬دور‭ ‬بعض‭ ‬المثقفين‭ ‬في‭ ‬تعقيد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬بسيط‭ ‬عبر‭ ‬إظهار‭ ‬معارفهم‭ ‬بتعقيد‭ ‬المصطلحات‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬حديثهم‭ ‬ومقالاتهم‭. ‬مرجحاً‭ ‬بأنه‭ ‬كلما‭ ‬استعصت‭ ‬الفكرة‭ ‬على‭ ‬المثقف‭ ‬مال‭ ‬إلى‭ ‬تعقيد‭ ‬لغتها،‭ ‬منوهاً‭ ‬بأن‭ ‬وصف‭ ‬أسلوب‭ ‬الكاتب‭ ‬بالمعقد‭ ‬أو‭ ‬بالصعب‭ ‬لا‭ ‬يعد‭ ‬بالضرورة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الكاتب‭ ‬عميق،‭ ‬ويتناول‭ ‬قضايا‭ ‬معقدة‭ ‬لا‭ ‬يفقهها‭ ‬إلا‭ ‬القليل‭ ‬أو‭ ‬المجتمع‭ ‬المثقف‭ ‬فقط،‭ ‬وينقل‭ ‬مقولة‭ ‬‮«‬إرنستو‭ ‬ساباتو‮»‬‭: ‬‮«‬الأسلوب‭ ‬هو‭ ‬الإنسان‭ ‬الفرد،‭ ‬الوحيد،‭ ‬طريقته‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬الكون‭ ‬والإحساس‭ ‬به،‭ ‬وطريقته‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬الواقع‮»‬،‭ ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬كاتب‭ ‬أسلوبه‭ ‬الخاص‭ ‬والمختلف‭ ‬بحسب‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬الكتابة‭ ‬والجمهور‭ ‬المستهدف‭.‬

ويتناول‭ ‬الآراء‭ ‬حول‭ ‬فصول‭ ‬السنة‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬أزمنة‭ ‬وأمكنة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مدح‭ ‬وذم،‭ ‬مختزلاً‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬فصول‭ ‬السنة‭ ‬في‭ ‬قول‭ ‬الشاعر‭ ‬الكردي‭ ‬‮«‬شيركو‭ ‬بيكس‮»‬‭: ‬‮«‬لو‭ ‬أخرجتم‭ ‬من‭ ‬قصائدي‭ ‬الورد‭.. ‬لمات‭ ‬فصل‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬فصولي‭ ‬الأربعة‭.. ‬لو‭ ‬أخرجتم‭ ‬منها‭ ‬الحبيب‭ ‬لمات‭ ‬فصلان‭.. ‬لو‭ ‬أخرجتم‭ ‬منها‭ ‬الخبز‭ ‬لماتت‭ ‬ثلاثة‭ ‬فصول‭.. ‬ولو‭ ‬أخرجتم‭ ‬الحرية‭ ‬لماتت‭ ‬فصولي‭ ‬الأربعة‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬الحال‮»‬،‭ ‬متخذاً‭ ‬بذلك‭ ‬للإنسان‭ ‬وللعواطف‭ ‬فصولا،‭ ‬فلعمر‭ ‬الإنسان‭ ‬فصوله‭ ‬حين‭ ‬نقول‭ ‬عن‭ ‬الشبان‭ ‬بأنهم‭ ‬في‭ ‬ربيع‭ ‬العمر،‭ ‬وعمن‭ ‬تقدم‭ ‬بهم‭ ‬العمر‭ ‬إنهم‭ ‬في‭ ‬خريفه،‭ ‬وعن‭ ‬توهج‭ ‬العواطف‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬تجليها‭ ‬بأنها‭ ‬ربيع‭ ‬الحب،‭ ‬وفي‭ ‬خريفه‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬فتور‭ ‬المشاعر‭.‬

ويمنح‭ ‬المنازل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب‭ ‬ثراء‭ ‬اجتماعياً‭ ‬وقوة‭ ‬نفسية،‭ ‬تشكل‭ ‬ملامح‭ ‬شخصية‭ ‬الفرد‭ ‬بمواقفها‭ ‬المعقدة‭ ‬والبسيطة،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أهمية‭ ‬ارتباط‭ ‬الإنسان‭ ‬بالأماكن‭ ‬التي‭ ‬شكلت‭ ‬جزءاً‭ ‬مهماً‭ ‬من‭ ‬شخصيته،‭ ‬فلو‭ ‬فكر‭ ‬أحدنا‭ ‬أن‭ ‬يحكي‭ ‬سيرة‭ ‬البيوت‭ ‬التي‭ ‬عاش‭ ‬فيها‭ ‬طوال‭ ‬عمره،‭ ‬وما‭ ‬أحاط‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬وذكريات‭ ‬سواء‭ ‬داخلها‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬محيطها،‭ ‬لتفاجأ‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬حكى‭ ‬سيرة‭ ‬حياته‭ ‬كلها‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬أجزاء‭ ‬كبيرة‭ ‬منها‭.‬

ومن‭ ‬الملاحظ‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬الثقافة‭ ‬تنقله‭ ‬بين‭ ‬المتناقضات‭ ‬المتجلية‭ ‬في‭ ‬زمننا‭ ‬الحاضر،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬التفاوت‭ ‬بين‭ ‬حب‭ ‬اقتناء‭ ‬الكتب‭ ‬والقراءة‭ ‬الورقية‭ ‬وبين‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬القراءة‭ ‬الرقمية‭. ‬طارحاً‭ ‬أراء‭ ‬مختلفة‭ ‬بين‭ ‬مؤيد‭ ‬ومعارض،‭ ‬مستنتجاً‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬أنواع‭ ‬الكتب‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬ورقي‭ ‬وإلكتروني‭ ‬وسمعي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬فئات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬القراء‭. ‬وملحقاً‭ ‬بالباب‭ ‬نفسه‭ ‬الجدال‭ ‬المستمر‭ ‬بين‭ ‬الصحافة‭ ‬والأدب،‭ ‬فثمة‭ ‬من‭ ‬يقيم‭ ‬سدوداً‭ ‬بينهم،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬يخال‭ ‬المرء‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬الصحفي‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أديباً،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مهتماً‭ ‬بالأدب‭. ‬مناقضاً‭ ‬هذا‭ ‬الرأي‭ ‬باستشهاده‭ ‬بالأديب‭ ‬الكولومبي‭ ‬‮«‬غابرييل‭ ‬غارسيا‭ ‬ماركيز‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬ظل‭ ‬يعد‭ ‬نفسه‭ ‬دوماً‭ ‬صحفياً‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬نيله‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للآداب،‭ ‬وينسب‭ ‬إليه‭ ‬قوله‭ ‬‮«‬أعتبر‭ ‬نفسي‭ ‬صحفياً‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬الرواية‮»‬‭.‬

ويختم‭ ‬حسن‭ ‬مدن‭ ‬كتابه‭ ‬بجدل‭ ‬فلسفي‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬القضايا‭ ‬عما‭ ‬يكون‭ ‬الزمن‭ ‬نفسه‭ ‬ثابتاً‭ ‬عند‭ ‬نقطة‭ ‬لا‭ ‬يبرحها،‭ ‬فيما‭ ‬نحن‭ ‬الذين‭ ‬نتغير؟‭ ‬فحركة‭ ‬الزمان‭ ‬المعقدة‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬قياسها،‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬ابتكار‭ ‬الإنسان‭ ‬الوحدات‭ ‬الزمنية‭ ‬كالعقد‭ ‬والسنة‭ ‬والشهر،‭ ‬ليواجه‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬لا‭ ‬تثبت‭ ‬على‭ ‬حال،‭ ‬ولقياس‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تقطيع‭ ‬الزمن‭ ‬إلى‭ ‬وحدات‭. ‬ن‭ ‬أ

وفي‭ ‬سياق‭ ‬الزمن‭ ‬والتاريخ‭ ‬يؤكد‭ ‬في‭ ‬جدلية‭ ‬المركز‭ ‬والهامش‭ ‬أهمية‭ ‬تتبع‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬بهامش‭ ‬التاريخ،‭ ‬والتي‭ ‬يعني‭ ‬بها‭ ‬تفاصيل‭ ‬كثيرة‭ ‬يبدو‭ ‬أغلبها‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬إنساني‭ ‬حميم،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬بؤرة‭ ‬الأحداث‭ ‬التاريخية‭ ‬الجسام‭ ‬التي‭ ‬غيرت‭ ‬مجرى‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حروب‭ ‬وانقلابات‭ ‬وثورات‭. ‬إنما‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬كشف‭ ‬جوانب‭ ‬إنسانية‭ ‬مغفلة،‭ ‬تساعد‭ ‬معرفتها‭ ‬على‭ ‬إضاءة‭ ‬زوايا‭ ‬مهملة‭ ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬كتابة‭ ‬التاريخ‭ ‬يمكنها‭ ‬الانطلاق‭ ‬من‭ ‬الهامش‭ ‬أو‭ ‬الجزئي‭ ‬بمقدار‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬انطلاقها‭ ‬من‭ ‬المتن،‭ ‬فالهامش‭ ‬المغفل‭ ‬ربما‭ ‬احتوى‭ ‬تفاصيل‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬معرفتها‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬فهمنا‭ ‬للتاريخ‭.‬

يقدم‭ ‬حسن‭ ‬مدن‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬في‭ ‬مديح‭ ‬الأشياء‭ ‬وذمها‮»‬‭ ‬للقارئ‭ ‬موضوعات‭ ‬وتجارب‭ ‬إنسانية‭ ‬متناولة‭ ‬بمنظور‭ ‬فلسفي،‭ ‬وأفكار‭ ‬ومشاهدات‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المظاهر‭ ‬والقضايا‭ ‬الثقافية‭ ‬والأدبية،‭ ‬ومسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تفاصيل‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬لكنها‭ ‬تشكل‭ ‬هوية‭ ‬الإنسان‭ ‬وعلاقته‭ ‬بالعالم،‭ ‬مشكلة‭ ‬دعوة‭ ‬من‭ ‬الكاتب‭ ‬نفسه‭ ‬لإعادة‭ ‬النظر‭ ‬وفهم‭ ‬الذات‭ ‬الإنسانية‭ ‬وتجاربها‭ ‬وعلاقاتها‭ ‬بشكل‭ ‬أعمق‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا