فنانون: المسرح البحريني الكوميدي يقدم قضايا مجتمعية بلهجات تنوعية
كتبت: زينب إسماعيل
تعرض مسرحية «الكووج» الكوميدية الاجتماعية خلال عيد الأضحى المبارك، بدءا من أول أيام العيد وحتى اليوم الثالث.
تروي المسرحية حكاية سمير، عامل تنظيف بسيط يتحوّل فجأة إلى مدرب طاقة بديل بعد سفر المدرب الحقيقي، مستغلاً الفرصة لاستقبال الزبائن ومعالجة قضاياهم بأسلوب ساخر وغير معتمد على أساس علمي.
من خلال الشخصيات المتنوعة، تسخر المسرحية من مفاهيم التنمية البشرية الزائفة، والروتين الوظيفي، وضغط الحياة المعاصرة. تدور الأحداث في أجواء كوميدية تنتقد الواقع الاجتماعي بروح مرحة.
المسرحية من بطولة وفكرة الفنان سامي رشدان، وتأليف الفنان محمود العلوي، وإخراج الفنان حسن فلامرزي، وتجمع نخبة من الفنانين البحرينيين الذين يضيئون خشبة المسرح بتجاربهم المتنوعة، وهم: سلوى الجراش، خليل المطوع، حسين العلوي، حمد عتيق، معالي عبدالله، حسين عبدعلي، وأحمد رشيد.
تقنية تستخدم لأول مرة
ويقول المخرج البحريني حسن فلامرزي «تستخدم المسرحية تقنية جديدة تدخل لأول مرة ضمن العمل المسرحي». ويضيف «المسرح يعرض القضايا الاجتماعية دون حلول، بل يكتفي بطرحها وفق أسلوب كوميدي ساخر».
وذكر «خلال الآونة الأخيرة، ظهر إلى السطح مدربون من غير تأهيل وخلفيات علمية يقدمون دورات تدريبية في كافة المجالات، رغم أن بعض التخصصات بحاجة لدراسة أكاديمية ومعرفة وإطلاع ورخص مزاولة. تنظيم دورات تدريبية من قبل هؤلاء من دون تأهيل ورخص يعد بمثابة تجاوز للقوانين وحقوق الزمالة».
جدير بالذكر أن فلامرزي له تجارب إخراجية مسرحية سابقة، كأجسام وأحلام، وقراءة بيضاء، وأين عقلي، والوكر، كما ألف نصوص مسرحية للصغار والكبار.
اللهجة المسرحية القروية
يجسد الفنان حسين عبدعلي شخصية مثقفة تتقاطع مع المدرب «الكوج» عبر إعادة قراءة لوضع وسائل التواصل الاجتماعي الراهن واستخداماتها. ويوضح حسين «الشخصية بها بعد كوميدي بحكم أن الكوميديا هي الطاغية على الموقف وتحمل رسالة تحاول إيصالها للمتلقي».
ويبين حسين الذي ينضم لأول مرة في تاريخه المسرحي ما بعد الجامعة للمسرح الكوميدي التجاري «هي تجربة جديدة ممتعة مع طاقم العمل. أثق بتجربة الفنان سامي رشدان واهتمامه بالمسرح، وستكون خطوة جديدة مميزة».
ويشير إلى أن المسرحية هي امتداد لرؤية الفنان سامي رشدان المسرحية، حيث يحاول من خلالها المزج ما بين الرسالة التي يود إيصالها للجمهور ورؤيته الكوميدية البحتة دون الاكتفاء بتقديم الفكاهات والألفاظ الكوميدية.
وحول تفضيل الناس لهذا النوع من الكوميديا، يقول عبدعلي «الاشكالية ليست في المسرح الكوميدي، إنما في استقلاليته وطرحه لوجهات النظر. المسرح الكوميدي في البحرين يتأثر بالمسرح الكوميدي الكويتي، على أساس أنه التجربة الناجحة والمناسبة، في ظل أن المنتج البحريني لا يطرح كوميديا خاصة في مجتمعه وتحمل شخصيته».
وتحدث عن تكثيف اللهجات القروية في المسرح البحريني، مبينا أنها «جزء من مكونات هذا البلد وحضورها مطلوب، ولكن يجب التأكيد على الاستخدام الطبيعي دون الاسفاف باللهجة وبالناطقين بها عبر الاكتفاء بالتحدث بها ضمن سياق الموقف».
المسرح البحريني يحمل رسالة
يجسد الفنان حمد عتيق في المسرحية شخصيتان متناقضتان، فهو الجار الذي يدخل في مشادات كلامية بسبب مواقف السيارات، والزوج المغلوب على أمره.
وتعتبر شخصية الزوج الطيب التي يجسدها عتيق لأول مرة في مشواره الفني الذي يرتكز على الشخصيات الشريرة على الأغلب. ويذكر الفنان حمد «هي نقلة نوعية جديدة بالنسبة لي».
ويرفض عتيق الذهاب إلى ما ذهب له الفنان حسين عبدعلي حول تأثر المسرح البحريني الكوميدي بالمسرح الكويتي، إذ يؤيد استمرارية المسرح البحريني في طرح القضايا المجتمعية في قالب كوميدي، في ظل اكتفاء المسرح الكويتي بتركيز الطرح على النكات أكثر من القضايا.
ويؤكد على أن استخدام كافة اللهجات المحلية في المسرح الكوميدي البحريني هو انعكاس للمجتمع الذي يضم هذا التنوع، مشيرا إلى أن تقديمها على المسرح يحتسب لصالح المسرح المحلي الذي يعرض صور المجتمع كما هي، دون إسفاف بالناطقين بها.
شخصيتان متناقضتان
يؤدي الفنان خليل المطوع شخصيتين متناقضتين في المسرحية، بدءا من الرجل المتقاعد الذي يقضي طوال يومه في فراغ مستمر، وتنشب بينه وبين سكان الحي مشاكل شائكة. كما يقوم بدور المدرب جمال الذي يحاول علاج الحالات النفسية وفق أسلوب كوميدي.
ويوضح «سأحاول تقديم الشخصيتين في قالبين مختلفين. قدمت في عمل سابق شخصية المتقاعد، ولكن هذه المرة ستحمل نكهة جديدة».
ويقول «مسرحية «الكوج» تتناول موضوع شيق لم يتم تناوله من ذي قبل في الأعمال المسرحية في البحرين، وبالتحديد فئة المدربين».
ويبين «كل عمل مسرحي جديد هو إضافة نوعية للفنان. الاشتغال مع نخبة الفنانين ضمن مسرحية الكوج هو إضافة أيضا، إذ هي فرصة للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم وتقديم أداء مسرحي أفضل».
لأول مرة أمام سامي رشدان
أما الممثل المسرحي والتلفزيوني أحمد رشيد فيقوم بأداء دور خريج جامعي عاطل عن العمل تقوده مراحل البحث عن وظيفة إلى الاشتغال ضمن وظيفة مؤقتة، موضحا أن الشخصية يقوم بتقديمها للمرة الأولى، ومشيرا إلى أنه يقف لأول مرة أمام ممثلين بارزين مثل سامي رشدان وخليل المطوع، وهو ما سيضيف الى رصيده الفني.
ولفت إلى أن المسرحية تعرض قضايا مجتمعية جادة متنوعة في مشاهد مختلفة، وذلك بأسلوب يصل للمتلقي بكل سهولة.
جدير بالذكر أن الفنان رشيد سبق له ان شارك في مسرحيات محلية، من بينها أحلام مسموعة، إلى جانب مشاركتها ضمن الأعمال الدرامية مثل بخصور القصائد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك