وقت مستقطع

علي ميرزا
الفرص الضائعة
حرصنا على حضور المواجهة الحاسمة في نصف نهائي دوري خالد بن حمد لكرة اليد، التي جمعت فريقي الدير وباربار في صالة الاتحاد في أم الحصم، وكانت المباراة التي جاءت بعنوان الحسم، على اعتبار أن الفائز سيتحول لمواجهة النجمة في النهائي، ووجدنا في هذه المناسبة الفرصة لرصد جانب مهم ربما يكون نسيا منسيا، ويتمثل في فرص التسجيل الضائعة التي أتيحت للفريقين على مدار الشوطين.
ورغم أن الخوض في تفاصيل فنية بحتة ليس من اهتمامنا واختصاصنا في آن واحد فإن إهدار الفرص بدا عاملا مشتركا أثر بوضوح على مسار اللقاء، ربما غياب الحلول الفردية أحيانا، أو التسرع في اتخاذ القرار، أو براعة تدخلات حراس المرمى أسهمت في ضياع العديد من الكرات التي كان من الممكن أن تترجم إلى أهداف حاسمة.
وفي لقاءات بهذا الحجم، عادة ما يكون ثمن الفرص الضائعة باهظا بل مكلفا، والمفارقة أن الفريقين تقاسما تقريبا هذا العبء، ففي الوقت الذي أهدر فيه فريق الدير قرابة 27 فرصة أو لعبة لم يعرف لاعبوه حسن التصرف معها، وبالمثل أضاع باربار قرابة 28 فرصة ولعبة، ما يعكس مدى تكافؤ المباراة من جهة، وحجم الفرص التي لم تستثمر من جهة أخرى.
وتحليليا، يتضح أن مثل هذه النسب العالية من الإهدار قد تكون العامل الفاصل بين التأهل والخروج، وتطرح تساؤلات مشروعة حول الحاجة إلى تطوير المهارات الفردية واتخاذ قرارات أكثر نضجا داخل الملعب، وأن لا يتخلى اللاعبون عن صلابتهم الذهنية التي تحتاجها مثل هذه النوعية من المنافسات.
وتقارب عدد الفرص الضائعة بين الفريقين يؤكد أن المباراة لم تحسم بسهولة لأي من الطرفين، بل ظلت نتيجتها معلقة حتى لحظاتها الأخيرة.
ختاما، تفتح هذه المواجهة بابا واسعا للتفكير في ضرورة الاستثمار في تعزيز التركيز والمهارة الفردية، وخصوصا في مثل هذه المباريات المصيرية، فقد تكون فرصة واحدة كفيلة بتحديد مصير موسم كامل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك