العدد : ١٧٢٣٧ - الاثنين ٠٢ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٣٧ - الاثنين ٠٢ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

الفرص الضائعة

حرصنا‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬المواجهة‭ ‬الحاسمة‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬نهائي‭ ‬دوري‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬لكرة‭ ‬اليد،‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬فريقي‭ ‬الدير‭ ‬وباربار‭ ‬في‭ ‬صالة‭ ‬الاتحاد‭ ‬في‭ ‬أم‭ ‬الحصم،‭ ‬وكانت‭ ‬المباراة‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬بعنوان‭ ‬الحسم،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬الفائز‭ ‬سيتحول‭ ‬لمواجهة‭ ‬النجمة‭ ‬في‭ ‬النهائي،‭ ‬ووجدنا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الفرصة‭ ‬لرصد‭ ‬جانب‭ ‬مهم‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬نسيا‭ ‬منسيا،‭ ‬ويتمثل‭ ‬في‭ ‬فرص‭ ‬التسجيل‭ ‬الضائعة‭ ‬التي‭ ‬أتيحت‭ ‬للفريقين‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الشوطين‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬فنية‭ ‬بحتة‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬اهتمامنا‭ ‬واختصاصنا‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭ ‬فإن‭ ‬إهدار‭ ‬الفرص‭ ‬بدا‭ ‬عاملا‭ ‬مشتركا‭ ‬أثر‭ ‬بوضوح‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬اللقاء،‭ ‬ربما‭ ‬غياب‭ ‬الحلول‭ ‬الفردية‭ ‬أحيانا،‭ ‬أو‭ ‬التسرع‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬أو‭ ‬براعة‭ ‬تدخلات‭ ‬حراس‭ ‬المرمى‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬ضياع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكرات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تترجم‭ ‬إلى‭ ‬أهداف‭ ‬حاسمة‭.‬

وفي‭ ‬لقاءات‭ ‬بهذا‭ ‬الحجم،‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬ثمن‭ ‬الفرص‭ ‬الضائعة‭ ‬باهظا‭ ‬بل‭ ‬مكلفا،‭ ‬والمفارقة‭ ‬أن‭ ‬الفريقين‭ ‬تقاسما‭ ‬تقريبا‭ ‬هذا‭ ‬العبء،‭ ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أهدر‭ ‬فيه‭ ‬فريق‭ ‬الدير‭ ‬قرابة‭ ‬27‭ ‬فرصة‭ ‬أو‭ ‬لعبة‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬لاعبوه‭ ‬حسن‭ ‬التصرف‭ ‬معها،‭ ‬وبالمثل‭ ‬أضاع‭ ‬باربار‭ ‬قرابة‭ ‬28‭ ‬فرصة‭ ‬ولعبة،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬مدى‭ ‬تكافؤ‭ ‬المباراة‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وحجم‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تستثمر‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

وتحليليا،‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النسب‭ ‬العالية‭ ‬من‭ ‬الإهدار‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬العامل‭ ‬الفاصل‭ ‬بين‭ ‬التأهل‭ ‬والخروج،‭ ‬وتطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬مشروعة‭ ‬حول‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬المهارات‭ ‬الفردية‭ ‬واتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬أكثر‭ ‬نضجا‭ ‬داخل‭ ‬الملعب،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬يتخلى‭ ‬اللاعبون‭ ‬عن‭ ‬صلابتهم‭ ‬الذهنية‭ ‬التي‭ ‬تحتاجها‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬المنافسات‭.‬

وتقارب‭ ‬عدد‭ ‬الفرص‭ ‬الضائعة‭ ‬بين‭ ‬الفريقين‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬المباراة‭ ‬لم‭ ‬تحسم‭ ‬بسهولة‭ ‬لأي‭ ‬من‭ ‬الطرفين،‭ ‬بل‭ ‬ظلت‭ ‬نتيجتها‭ ‬معلقة‭ ‬حتى‭ ‬لحظاتها‭ ‬الأخيرة‭.‬

ختاما،‭ ‬تفتح‭ ‬هذه‭ ‬المواجهة‭ ‬بابا‭ ‬واسعا‭ ‬للتفكير‭ ‬في‭ ‬ضرورة‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التركيز‭ ‬والمهارة‭ ‬الفردية،‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المباريات‭ ‬المصيرية،‭ ‬فقد‭ ‬تكون‭ ‬فرصة‭ ‬واحدة‭ ‬كفيلة‭ ‬بتحديد‭ ‬مصير‭ ‬موسم‭ ‬كامل‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا