حاورته: مسعدة اليامي
قرأ.. قراءة متنوعة من خلال المكتبة.. التي وجدت في البيت فشغفته القصة قراءة، واطلاع وكتابة. ليكتب القصة القصيرة، والقصيرة جدا لما تتمتع به من جمال الفكرة، والكثافة، والاختزال ذلك الجمال جعل من القصة عروسا في نظر كاتبها يتجدد حبه لها عند كل مولد قصة جديدة، تقدم في كتاب أو جلسة قرائية أو أمسية قصصية. فإلى تفاصيل اللقاء مع القاص عبد الله المطمي الذي يرى أن الجوائز حق مشروع للمبدع.
* - كيف كان دخولك إلى حقل القصة القصيرة جدا؟
- كتابة القصة القصيرة يستدعي التجريب، والاطلاع على فنون السرد القريبة، ومن ذلك القصة القصيرة جدًا، فلها وجود في الكتابات الإبداعية السعودية والعربية ولها مهرجانات ومنتديات خاصة، وقد حضرتُ بعضها؛ مثل مهرجان الناظور للقصة القصيرة جدًا في المملكة المغربية وسمعت وقرأت بعض النصوص فيها واستفدت من الأوراق النقدية المقدمة، فقادتني هذه القراءات إلى الاهتمام بهذا الشكل الفني، والكتابة فيه.
*- ما الذي جذبك إلى ذلك العالم حتى يكون لك مجموعة كاملة بعنوان أحلام ناقصة؟
- أحببت هذا النوع من القصص وكتبت فيه مع القصة القصيرة أيضا، وأعجبني فيها الاختزال والتكثيف للفكرة والوصول إلى النهاية في كلمات معدودة، ولأنها مرغوبة من المتلقي لسهولة قراءتها في وقت وجيز، وقد نشرتُ من قبل نصوصًا قصيرة جدًا في مجموعاتي القصصية السابقة، ثم رأيت أن تكون المجموعة الرابعة خاصة بالقصة القصيرة جدا، وقد كان.
*- كيف هي علاقتك مع خير جليس؟
- علاقتي بالكتاب قديمة، فقد وجدتُ أمامي كتبًا في بيتنا، منها ما هو لجدي، ومنها ما هو لأبي عليهما رحمة الله؛ وبفضول الطفل أصبحتُ اتصفح بعضها، وآنس بما أقرأ، ثم تطورت علاقتي بالكتاب حسب مراحل العمر والدراسة، وكانت النقلة المهمة في علاقتي بالكتاب مرتبطة بالدراسة الجامعية، وانتقالي إلى جدة، وجامعة الملك عبدالعزيز؛ حيث المكتبات، والصحف، والمجلات، والمنتديات، وصالونات الأدب.
*- ما القراءة التي تواظب عليها من أجل التشبع بالقصص؟
- من البدايات الأولى كانت قراءاتي متنوعة وكذلك ما أجده أمامي، ثم أصبحت أركز على قراءة الأدب من روايات وقصص وسير ذاتية، وتراجم الأدباء والأعلام عموما، والحياة كتاب مفتوح من البيئة المحلية وإلى سائر القرية الكونية، للتشبع بالقصص، وحكايتها، أو إعادة صياغتها وإنتاجها.
*- هل تعالج القصة الكبسولة قضايا من واقع الحياة؟
- بكل تأكيد هي تعالج سائر القضايا مثلها مثل سائر الأجناس الأخرى، لكن مع التركيز للقارئ على الفكرة وتحديدها في الكبسولة من دون إسهاب.
*- إلى متى والمرأة في القصة تأتي في صورة الأفعى؟
- العلاقة رمزية ومعانيها متعددة، وتذكر مثلا للغواية والحكمة والخداع والحذر والفتنة وغيرها، وقد ظهرت في العديد من الثقافات، وتتناول في سياقات مختلفة، ولكنها أيضًا تظهر أمًا ذات تضحيات وعطاءات لا تحصى، وتظهر في نصوص زوجةً مخلصة متفانية، أو أختًا، أو بنتًا، فهي تتلبس كل تشكلات الإنسان، ومظاهر الخير والشر فيه، أسوةً بالرجل، وهكذا هي صورتها في قصصي.
*- الحلم بالجوائز حق مشروع ولكن لماذا يأتي ناقصا؟
-الحلم حق مشروع للجميع، في الجوائز أو غيرها من شؤون الحياة، الأحلام مصدر للسعادة تحلق بنا في سماوات الأماني، وجمالها في نقصها، لأنها لو اكتملت ذهبت السعادة، وما نحن إلا أحلامنا، فحين نتوقف عن الأحلام فلا معنى للحياة، والجوائز هي شهادة اعتراف مهمة للأديب، وهي أيضًا تلفتُ أنظار القراء والنقاد إلى عمله، وهي كذلك تشعر الأديب بالتقدير لمنجزه، ولكن ينبغي أن تأتي ثمرة للإنجاز، ولا يكون الإنجاز سعيًا إليها.
*- ماذا تقول لنا عن الشريك الأدبي وهل لك مشاركات معهم؟
- فكرة الشريك الأدبي أراها فاعلة، حيث زادت حركة المشهد الثقافي، ووجد الكثير من الكتاب والمثقفين منصات عديدة تتيح لهم طرح أعمالهم والتعرف عليهم من الجمهور، وقد أتيح لي المشاركة فيها وسعدت بذلك، وما أرجوه من الجهات المسؤولة عن الثقافة اختيار الشريك الأدبي على نحوٍ يحفظ للأدب والأديب قيمته، ويقدمه في صورة مرضية، وذلك بوضع اشتراطات تحقق ذلك، وأولها أن يكون الشريك الأدبي ذا علاقة حقيقية بالأدب والثقافة عمومًا.
*- يذكر أن الشريك الأدبي فك قيد الشللية وفتح أبوابا للمواهب الجديدة ماذا تقول لنا عن ذلك؟
- لقد وسَّعَ الشريك الأدبي مساحات النشاطات الثقافية ونوعها، وعرَّفَنا على العديد من الوجوه الإبداعية الجديدة، ولكننا ينبغي ألا ننظر إليه كضد للمنابر الثقافية السابقة، كالأندية الأدبية التي أدت دورًا ثقافيًا رائدًا على امتداد نصف قرن، بل ننظر إليها على أنها امتداد لها، وجزء من منجزاتها.
*- كيف تقرأ الحركة الأدبية اليوم في السعودية، وخاصة ما هيئ للقصة، وهل ترى أن القصة لها حضور مثل بقية الفنون الأدبية؟
- بحمد الله تعالى تمر الحركة الأدبية السعودية بحركة نشطة في كل نواحيها المختلفة ودعم كبير من الوزارة وتفاعل إيجابي من الجميع، أما ما هيئ للقصة فقد نالها ما نال بقية الاجناس الأخرى من دعم وتحفيز، ويبقى الطموح إلى المزيد من التمكين، والرعاية، والحفاوة بالقصة وبسائر الفنون، والارتقاء بذائقة المتلقي من خلال الارتقاء بمستوى هذه الفنون والآداب.
*- يسرت وسائل التقنية نشر القصة ولكن هل وصلت إلى يد النقد وإلى ما يصبو إليه كاتب القصة؟
- الوصول للنقاد وتناولهم للإبداع بأنواعه مشكلة يعاني منها الجميع، والكثير من الكتاب يوصل إبداعه بنفسه للناقد بحسب علاقاته، ولا ألوم الناقد فتناوله بالنقد للأعمال يأخذ منه جهدًا كبيرًا، ومن الصعب الإحاطة بكل المنشور، ولكن تفعيل الملتقيات النقدية سواء على مستوى المناطق الجغرافية، أو على مستوى الأشكال الأدبية سيسهم بشكل كبير في مضاعفة العطاء النقدي.
*- هل تحلم بأن تكون قصة من قصصك فيلما سينمائيا قصيرا وهل تعمل على ذلك؟
- نعم أحلم وأتمنى ذلك، لأن هذا يوصلها إلى جمهور كبير من المشاهدين، وحتى الآن أكتب النصوص من دون العمل على أن تكون من أجللك؛ فحين أكتب لا أفكر في شكل المتلقي، وإنما أنشغل بهواجس النص، واكتماله فنيًّا، فإن رأى فيه صناع السينما والدراما ما يلائم هذا الشكل الفنية، فلا شك أن ذلك يسعدني.
*- كيف ترى القصص الصوتية وماذا تقول عن رقمنة القصص اليوم؟
- القصص الصوتية والرقمنة تساعد في الانتشار أكثر وسهولة الوصول إلى أكبر شريحة من الناس، وتلك أكبر أماني الأديب، أن يبلغ أدبه أكبر شريحة، وأن يتلمس المتلقي فيه همومه وهواجسه، وعواطفه، ثم لتكن الوسيلة ما تكون.
*ماذا تود أن تقول لجمهورك في نهاية اللقاء؟
- أتمنى دائمًا أن تلامس قصصي همومهم، وأمانيهم، وتطلعاتهم، وأن يجدوا فيها عزاءات في هجير الحياة.
إعلامية وكاتبة من المملكة العربية السعودية
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك