الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
دمية «لابوبو».. في بيتنا..!!
رحم الله أياما كان أقصى الأمنيات فيها الحصول على لعبة تعمل بالبطارية لشخصية كارتونية.. أو صورة لبطل كارتوني داخل كيس «المينو».. أما اليوم فقد تعددت الأمنيات لدى الأطفال والمراهقين وحتى الكبار.. وتحولت إلى دمية اسمها «لابوبو».. التي غزت العالم ودخلت معظم البيوت.
بالأمس طلبت مني ابنتي الصغرى مبلغ 20 دينارا.. لم أسألها ماذا ستشتري بها..؟ ولكن بعد أقل من ساعة كان عامل توصيل الطلبات يطرق الباب وبيده صندوق صغير.. أخذته ابنتي وهي فرحة جدا.. وعندما فتحت العلب وجدت دمية ذات لون أزرق وأبدت سعادتها، لأنها كانت ذات الدمية التي تنتظر..!!
سألت ابنتي ما حكاية هذه الدمية؟ فردت عليّ قائلة بكل استغراب وتعجب: ألا تعرف هذه الدمية؟! انها «لابوبو» التي يتهافت عليها الجميع.. وكل الصغار والشباب يقتنونها ويتسابقون لشرائها، بل يقومون ببيعها بعد ذلك بضعف السعر.. فهناك إقبال شديد عليها هذه الأيام.. أحسست لحظتها أنني خارج الزمن.. وأن اهتمامات الجيل الحالي تتسابق مع «الهبة» أيًّا كان نوعها وتأثيرها.. وحتى تفاهتها بالنسبة إلى تفكير أبناء جيلي «جيل الطيبين».
هرعت مسرعا إلى مواقع الكترونية وإعلامية أتصفح وأقرأ المعلومات عن هذه الدمية.. ووجدت في تقرير منشور في جريدة «الشرق الأوسط» الكثير من المعلومات عن الدمية التي أصبحت اليوم حديث الناس والمراهقين.. ليس في البحرين والخليج العربي.. ولكن في العالم أجمع..!!
يقول تقرير «الشرق الأوسط»: أبصرت دمية «لابوبو» النور عام 2015 على يد الفنان كاسينغ لونغ، وهو من هونغ كونغ.. تتميز الدمية بأذنيها الطويلتين الشبيهتَين بأذنَي الأرنب، وبعينَيها الواسعتَين.. أما أغرب ما في ملامحها فهي تلك الابتسامة الكبيرة والماكرة، التي تتدلّى منها أسنان حادّة.
ولدى «لابوبو» رفاقٌ يتشاركون معها الملامح ذاتها، مع اختلافاتٍ طفيفة. أما أسماؤهم فهي: «زيمومو»، و«موكوكو»، و«تيكوكو»، و«سبوكي»، و«باتو». ومن اللافت أنه لا وظيفة معيّنة تقوم بها «لابوبو»، أي انها غير قابلة للكلام أو الحركة، بل هي مجرّد دمية صامتة تُذهل المستهلكين رغم جمادها.
ما يضاعف جاذبية الدمى أنها تُباع في صناديق مغلقة لا غلاف شفّاف عليها، حيث لا يعرف المشتري أي نسخة من الدمية، ولا على أي لون سيحصل حتى يفتح الصندوق، مما يضيف عنصر التشويق، ويشجع على جمع أكبر عدد ممكن من النسخ.
وقد تعاملت شركة «بوب مارت» المصنّعة بذكاء مع تجارة الدمية؛ فاعتمدت خطة تسويقية تقوم على تشويق المستهلك.. حيث تُصدر الشركة الصينية نسخاً محدودة من «لابوبو» بتصاميم خاصة، ثم تُسحب من الأسواق بسرعة، مما يجعلها نادرة ومطلوبة بشدة، ويزيد من قيمتها في سوق المقتنيات.
لقد تعمدت أن أعرض للقارئ الكريم حكاية دمية «لابوبو».. حتى يدرك الناس كيف أصبح التأثير الإعلامي العالمي يتجاوز كافة الحدود.. وحتى يواكب أولياء الأمور اهتمامات أبنائهم.. فقد أصبحنا اليوم في زمن نتحسر على أيامنا الجميلة.. والشخصيات الكارتونية في زماننا.. وكيف أن «الهبة» والموضة أصبحت سحرا شاملا الأطفال والمراهقين والشباب.. وهدرا لأموال أولياء الأمور.. نحن في زمن «لابوبو».. الذي دخل بيتنا.. فأهلا وسهلا به وزملائه..!!
 
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك