يُعد الذهب أحد أفضل الأصول أداءً خلال العام الحالي، مدفوعاً بطلب قوي كملاذ آمن، وزيادة مشتريات البنوك المركزية، وتدفقات قوية على الصناديق المتداولة، إلى جانب ضعف الدولار الأمريكي. وقد دفعت هذه العوامل المعدن النفيس إلى ذروة تاريخية عند 3,500 دولار بتاريخ 22 أبريل، وكان القلق من الرسوم الجمركية المحرك الرئيسي للارتفاع.
غير أن التوصل إلى اتفاقيات تجارية مع المملكة المتحدة والصين أدى إلى تراجع الأسعار في مايو، حيث يتم تداول الذهب حالياً بانخفاض نحو 8% من قيمته، عند مستوى 3224 دولارا. ومنذ ذلك الحين، تحرك السعر ضمن نطاق تداول بين 3152 و3252 دولارا خلال الجلسات الست الماضية.
وسجل الذهب ارتفاعاً طفيفاً أمس مع تراجع الدولار، إلى جانب خفض التصنيف الائتماني للحكومة الأمريكية من Aaa إلى Aa1 من قبل وكالة موديز. إلا أنه صباح أمس الثلاثاء، تراجع الذهب بنسبة 0.16% إلى 3224 دولارا في ظل تراجع شهية المخاطرة.
وعلى صعيد التحليل الفني، لا يزال المتوسط المتحرك البسيط لـ9 فترات دون المتوسط لـ21 يوما منذ 12 مايو، وهو ما يشير إلى ضغط سلبي على المدى القصير. ويقع الدعم الفوري عند 3200 دولار، وهو أدنى مستوى في الجلسة السابقة، بينما يشكّل المتوسط المتحرك لـ50 يوما على الرسم البياني اليومي الدعم التالي عند 3175 دولارا.
وتشير قراءة متوسط المدى الحقيقي إلى أن الذهب قد يتقلب بمقدار 79 نقطة خلال الجلسة. وفي حال حدوث ارتداد، قد يستهدف السعر مستوى 3248 دولارا، حيث يقع المتوسط المتحرك لـ 200 يوم على الرسم البياني لأربع ساعات.
على المدى الطويل، يستمر الذهب في تلقي دعم قوي، لا سيما مع استمرار حالة الضبابية العالمية حيال الرسوم الجمركية. وبالإضافة إلى الطلب التحوطي، تظل شهية المستثمرين والمستهلكين قوية – خاصة في الصين.
النفط الخام
شهدت أسعار النفط استقراراً نسبياً يوم الإثنين، حيث أغلق خام غرب تكساس الوسيط (WTI) مرتفعاً بنسبة 0.28%، بينما صعد خام برنت بنسبة 0.31%. ويواصل خام غرب تكساس اختبار مستوى المتوسط المتحرك الأسي لـ200 يوم على الرسم البياني للساعات الأربع، قرب مستوى 6262 دولارا، حيث يتم تداوله صباح أمس الثلاثاء بارتفاع نسبته 0.36%.
يُعزى هذا الارتفاع إلى احتمالات فشل المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، ما يُهدد بغياب إمدادات نفطية إيرانية إضافية عن السوق العالمية. وعلى الرسم البياني اليومي، شكّل السعر شمعة دوجي أمس، ما يشير إلى حالة من التردد وعدم اليقين في الاتجاه. ومع ذلك، فقد اخترق المتوسط المتحرك الأسي لـ 9 فترات فوق المتوسط لـ 21 يوما على الإطار الزمني ذاته، ما يُعطي إشارة على هيكل صاعد قصير الأجل.
على الرسم البياني الزمني (ساعة)، تم اختبار مستوى دعم قرب 6217 دولارا. وفي حال كسر هذا المستوى، قد تهبط الأسعار نحو 6150 دولارا، يليه مستوى الدعم التالي عند 6065 دولارا. أما في حال اختراق المقاومة بين 6260 و6270 دولارا، فقد تستهدف الأسعار أعلى مستوى سجله السعر أمس عند 6315 دولارا، يليه خط المتوسط المتحرك لـ 50 يوما على الرسم البياني اليومي قرب 6384 دولار.ا
العملات الرقمية
سجّل البيتكوين قفزة قوية متجاوزاً حاجز 106,000 دولار يوم الثلاثاء، مدعوماً بزيادة اهتمام المؤسسات المالية، وتطورات تنظيمية مهمة، وتجدد شهية المستثمرين تجاه الأصول الرقمية في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي. وتم تداول البيتكوين عند 106,134 دولار بارتفاع نسبته 3.1%، فيما ارتفعت الإيثيريوم بنسبة 7.8% لتصل إلى 2,564 دولارا.
وجاء هذا الارتفاع الأخير عقب قرار وكالة موديز بخفض التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة من AAA إلى Aa1، بسبب المخاوف المتزايدة بشأن ارتفاع الدين الأميركي إلى 36.87 تريليون دولار. وقد أثار هذا القرار قلقاً في الأسواق التقليدية، ما دفع المستثمرين نحو الأصول الرقمية كملاذ بديل. وارتفع البيتكوين بقوة بعد قرار موديز، مما يعزز من صورته كأداة تحوّط كبرى ضد الاضطرابات في النظام المالي التقليدي.
ويواصل البيتكوين انتعاشه القوي، حيث يتم تداوله حالياً قرب مستوى 106,700 دولار بعد تراجع طفيف، مما يعيد التأكيد على جاذبيته كأصل آمن في أوقات التقلبات. ويُتوقع أن يحقق البيتكوين مستوى قياسياً جديداً إذا نجح في اختراق مستوى المقاومة عند 107,500 دولار، بينما يظل مستوى الدعم الرئيسي عند 102,750 دولار.
كما اكتسبت موجة الصعود الأخيرة زخماً إضافياً بعد إعلان الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان أن البنك سيسمح لعملائه بشراء البيتكوين، وهو ما اعتبره المحللون خطوة محورية نحو اعتماد مؤسساتي واسع النطاق.
وفي الوقت ذاته، تقدم مجلس الشيوخ الأميركي بمشروع قانون جديد تحت اسم قانون جينيوس، والذي يستهدف تنظيم سوق العملات المستقرة التي تُقدّر قيمتها بنحو 250 مليار دولار. ويؤكد الخبراء أن هذا القانون – إذا أُقر – من شأنه أن يوفر الوضوح القانوني الذي طال انتظاره لتنظيم العملات الرقمية في الولايات المتحدة.
الرئيس التنفيذي للاستثمار
في شركة سنشري فاينانشال
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك