الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
حكاية تستحق الرواية
«مصطفى محمد» لاعب عربي في نادي فرنسي، منذ عام 2022، يلعب مهاجما وهدافا في الفريق.. قرر الغياب عن مباراة فريقه، لأن الفريق سوف يلعب مباراة مخصصة للتنديد بالعنف والتمييز ضد المثليين جنسيا، وعليه أن يرتدي شارة يتم وضعها على كتف اللاعب، وتحمل ألوان المثليين.
على حسابه في منصة «الانستجرام» كتب اللاعب «مصطفى محمد» قائلا: «هناك قيم راسخة ومتجذرة، مرتبطة بأصولي وإيماني، تجعل مشاركتي في هذه المباراة صعبة.. لن أشارك في مباراة الفريق يوم السبت المقبل.. أشعر اليوم بالحاجة إلى توضيح نهجي دون السعي إلى تأجيج النقاش.. كل شخص يحمل في داخله تاريخا وثقافة وحساسية.. إن العيش معا يعني أيضا الاعتراف بأن هذا التنوع.. يمكن التعبير عنه بشكل مختلف اعتمادا على الشخص.. أؤمن بالاحترام المتبادل.. الاحترام الذي ندين به للآخرين، ولكن أيضا الاحترام الذي ندين به لأنفسنا ومعتقداتنا.. هذا الاختيار شخصي، فهو لا يعبر عن الرفض أو الحكم، بل هو ببساطة إخلاص لما يمثلني.. آمل ببساطة أن يتم استقبال هذا القرار بهدوء وتفهم».
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يرفض اللاعب «مصطفى» خوض مثل هذه المباريات.. لقد سبق أن رفض المشاركة كذلك في الموسمين الماضيين.. ولكن يبدو أن ردة الفعل هذه المرة كانت أكثر وقعا، في بلد ومجتمع يتغنى بالتسامح وقبول الآخر والحرية، واحترام حق الفرد في الدين والمعتقد.
إدارة النادي فرضت غرامة مالية على اللاعب، وأعلنت أن الغرامة سيتم التبرّع بها لإحدى الجمعيات الداعمة للمثلية.. نكاية في اللاعب، واعتذارا للمثليين.
وزيرة المساواة الفرنسية والمعنية بمكافحة التمييز «أورويه بيرجيه»، دخلت على الخط وأعلنت مناصرة المثليين، وطالبت بمعاقبة اللاعب «مصطفى محمد»، وكتبت في حسابها على منصة «إكس»: «في الجمهورية الفرنسية، الإيمان ليس فوق القانون، ولن يكون أبدا.. لا بد من اتخاذ عقوبات واضحة لمن يعادون المثلية».
والآن من حق كل إنسان عاقل أن يتساءل: لماذا حينما يتعلق الأمر بمعتقدات وحقوق الآخرين يتحدث الغرب عن حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير.. ولكن حينما يتعلق الأمر بالدين الإسلامي والثوابت الوطنية في المجتمعات العربية والفطرة السليمة ينبري الغرب للحديث عن التسامح والتعايش وقبول الآخر؟ والمشكلة أن البعض منا يصدقهم، ويؤمن بما يقولونه، بل ويدعو الآخرين إلى الانصياع لحديثهم!
هي معايير غربية.. مزدوجة ومتناقضة، في قياس الأمور والحكم عليها والتعامل معها، وفرضها على الآخرين.. سواء في حكاية اللاعب «مصطفى محمد» التي أمامنا.. وهي الأهم.. أو في القضية الفلسطينية التي نعيشها كل يوم.. وهي الأخطر.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك