العدد : ١٧٢٢٣ - الاثنين ١٩ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٢٣ - الاثنين ١٩ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

مقالات

فرص اقتصادية جديدة في الخليج بعد زيارة الرئيس ترامب

بقلم: رجل الأعمال المهندس إسماعيل الصراف

الأحد ١٨ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

شكّلت‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬ودولة‭ ‬قطر‭ ‬محطة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬الخليج‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬الزيارة‭ ‬لها‭ ‬آثار‭ ‬اقتصادية‭ ‬عميقة،‭ ‬حيث‭ ‬فتحت‭ ‬الأبواب‭ ‬واسعة‭ ‬أمام‭ ‬شراكات‭ ‬استراتيجية‭ ‬واستثمارات‭ ‬مستقبلية،‭ ‬يمكن‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬منها‭ ‬لتعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تتسارع‭ ‬فيه‭ ‬وتيرة‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاريع‭ ‬عمرانية‭ ‬ضخمة،‭ ‬وقطاعات‭ ‬خدمية‭ ‬مبتكرة،‭ ‬وتوسع‭ ‬متزايد‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬غير‭ ‬النفطية‭. ‬وهنا‭ ‬تبرز‭ ‬فرصة‭ ‬تاريخية‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬الانفتاح‭ ‬التجاري‭ ‬وتنامي‭ ‬الثقة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬اقتصادات‭ ‬الخليج،‭ ‬عبر‭ ‬جذب‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬المالية‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تُدار‭ ‬عبر‭ ‬مؤسسات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والتي‭ ‬تتجاوز‭ ‬أصولها‭ ‬100‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.‬

وتُعد‭ ‬البحرين‭ ‬وبقية‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بيئة‭ ‬جاذبة‭ ‬لهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الشراكات،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬استراتيجيات‭ ‬واضحة‭ ‬لتنويع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وتطوير‭ ‬قطاعات‭ ‬مثل‭ ‬السياحة،‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬اللوجستيات،‭ ‬والصناعات‭ ‬التحويلية‭. ‬ويمكن‭ ‬تحويل‭ ‬الزخم‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬استثمار‭ ‬مباشرة،‭ ‬يتم‭ ‬تسويقها‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬كفرص‭ ‬نمو‭ ‬مستقر‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬ذات‭ ‬موقع‭ ‬استراتيجي‭ ‬وبيئة‭ ‬قانونية‭ ‬متقدمة‭.‬

ومن‭ ‬جهة‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري،‭ ‬فإن‭ ‬أرقام‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬الخليج‭ ‬وأمريكا‭ ‬تتجاوز‭ ‬مئات‭ ‬المليارات‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬سنويًا،‭ ‬وتشمل‭ ‬الطاقة،‭ ‬الطيران،‭ ‬الدفاع،‭ ‬والخدمات‭. ‬ولكن‭ ‬التركيز‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬نحو‭ ‬التجارة‭ ‬النوعية‭ ‬ذات‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توسيع‭ ‬قاعدة‭ ‬التصنيع‭ ‬المشترك،‭ ‬وربط‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬الخليجية‭ ‬بالأسواق‭ ‬الأمريكية‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة‭ ‬الخليجية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الترويج‭ ‬المدروس‭ ‬للمنطقة‭ ‬كوجهة‭ ‬فاخرة‭ ‬ومتنوعة،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬اكتمال‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬السياحية‭ ‬العملاقة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والإمارات‭ ‬والسعودية‭. ‬وتحمل‭ ‬هذه‭ ‬التحركات‭ ‬إمكانات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬السائح‭ ‬الأمريكي‭ ‬عالي‭ ‬الإنفاق،‭ ‬ورفع‭ ‬إسهام‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭.‬

لضمان‭ ‬استدامة‭ ‬هذه‭ ‬التحولات،‭ ‬تبرز‭ ‬أهمية‭ ‬تفعيل‭ ‬أدوات‭ ‬رقابية‭ ‬ومؤسساتية‭ ‬تضمن‭ ‬حسن‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد،‭ ‬وتوجيه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬نحو‭ ‬قطاعات‭ ‬استراتيجية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تطوير‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬واستدامة‭ ‬التوظيف‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬عالم‭.‬

في‭ ‬المحصلة،‭ ‬فإن‭ ‬زيارة‭ ‬ترامب‭ ‬شكلت‭ ‬دافعًا‭ ‬مهمًا‭ ‬نحو‭ ‬مرحلة‭ ‬اقتصادية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الشراكة،‭ ‬والربح‭ ‬المشترك،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الزخم‭ ‬العالمي،‭ ‬لتأكيد‭ ‬موقع‭ ‬الخليج‭ ‬كمحور‭ ‬للاستثمار‭ ‬والإنتاج‭ ‬والخدمات‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

 

‭*‬‭ ‬ماجستير‭ ‬تنفيذي‭ ‬بالإدارة‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ (‬EMBA‭).‬

عضو‭ ‬بمعهد‭ ‬المهندسين‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬البريطانية‭ ‬العالمية‭ (‬MIET‭).‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا