العدد : ١٧٢٢٠ - الجمعة ١٦ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٢٠ - الجمعة ١٦ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

الكواليس

وفاء جناحي

waffajanahi@gmail.com

سندي في الحياة

صحتي‭ ‬ثم‭ ‬فلوسي‭ ‬فقط،‭ ‬هما‭ ‬سندي‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬بل‭ ‬سرّ‭ ‬قوتي،‭ ‬وهما‭ ‬العكازان‭ ‬الوحيدان‭ ‬اللذان‭ ‬أرمي‭ ‬نفسي‭ ‬عليهما‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬خوف‭ ‬أو‭ ‬قلق‭ ‬من‭ ‬مستقبل‭ ‬غامض‭.‬

في‭ ‬اجتماعي‭ ‬الأسبوعي‭ ‬مع‭ ‬أحلى‭ ‬صديقات‭ ‬متقاعدات‭ ‬كنا‭ ‬نناقش‭ ‬موضوع‭ ‬مقال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬عن‭ ‬حب‭ ‬النفس‭ ‬وعدم‭ ‬رفع‭ ‬سقف‭ ‬التوقعات‭ ‬والثقة‭ ‬بأي‭ ‬أحد،‭ ‬نطت‭ ‬إحداهن‭ (‬الأخف‭ ‬دما‭) ‬وقالت‭: ‬أي‭ ‬توقعات‭ ‬وأي‭ ‬سقف‭ ‬تتكلمين‭ ‬عنه؟‭ ‬لقد‭ ‬تعلمت‭ ‬الدرس‭ ‬جيدا‭ ‬وأصبحت‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حبي‭ ‬لنفسي‭ ‬لا‭ ‬أثق‭ ‬ولا‭ ‬أعتمد‭ ‬إلا‭ ‬على‭ (‬صحتي‭) ‬بأن‭ ‬أهتم‭ ‬بها‭ ‬كثيرا‭ ‬سواء‭ ‬النفسية‭ ‬أو‭ ‬الجسدية،‭ ‬ثم‭ (‬أموالي‭ ‬أو‭ ‬مدخراتي‭ ‬الخاصة‭) ‬التي‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬ستعينني‭ ‬في‭ ‬مستقبلي‭ ‬وتكون‭ ‬طوق‭ ‬الأمان‭ ‬الذي‭ ‬يقويني‭ ‬ويجعلني‭ ‬واثقة‭ ‬بعدم‭ ‬احتياجي‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬كبري،‭ ‬وهما‭ ‬سر‭ ‬قوتي‭ ‬وثقتي‭ ‬بنفسي‭ ‬وحبي‭ ‬لحياتي‭ ‬التي‭ ‬أشعر‭ ‬فيها‭ ‬بالأمان‭.‬

أضافت‭: ‬لن‭ ‬أنكر‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭ ‬أعطاني‭ ‬أحنّ‭ ‬ابن‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬علاقتي‭ ‬بإخواني‭ ‬وأخواتي‭ ‬من‭ ‬أروع‭ ‬ما‭ ‬يكون،‭ ‬ولكنني‭ ‬أعلم‭ ‬بأن‭ ‬لكل‭ ‬منهم‭ ‬حياة‭ ‬ومسؤوليات‭ ‬وطموحات‭ ‬ومشاكل،‭ ‬ومهما‭ ‬وقفوا‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الأسود‭ ‬معنويا‭ ‬أو‭ ‬ماديا‭ ‬فمن‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬أن‭ ‬يلتهوا‭ ‬بحياتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬ومشاكلهم‭ ‬الخاصة‭.‬

أستغرب‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬اللاتي‭ ‬ينشغلن‭ ‬بحياتهن‭ ‬ولا‭ ‬يفكرن‭ ‬بمستقبلهن،‭ ‬ودائما‭ ‬أتساءل‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬القصص‭ ‬والحكايات‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬ونسمعها‭: ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تدخر‭ ‬المرأة‭ ‬أموالا‭ ‬في‭ ‬حساب‭ ‬خاص‭ ‬بها‭ ‬لليوم‭ ‬الأسود،‭ ‬وتظل‭ ‬معظم‭ ‬النساء‭ ‬يصرفن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يملكن‭ ‬طوال‭ ‬حياتهن‭ ‬بلا‭ ‬أي‭ ‬تفكير‭ ‬في‭ ‬مستقبلهن؟‭ ‬لماذا‭ ‬تعتمد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬اللاتي‭ ‬لا‭ ‬يعملن‭ ‬على‭ ‬مصروفهن‭ ‬من‭ ‬أزواجهن‭ ‬ويصرفنه‭ ‬بالكامل‭ ‬على‭ ‬أشياء‭ ‬تافهة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬يفكرن‭ ‬بأنه‭ ‬سينقطع‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬وسيظللن‭ ‬وحيدات‭ ‬بلا‭ ‬أي‭ ‬مصدر‭ ‬رزق‭ ‬آخر؟‭ ‬أنصعق‭ ‬عندما‭ ‬تطلّق‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الخمسين‭ ‬وتبكي‭ ‬ألما‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬أي‭ ‬مبلغ‭ ‬يعينها‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬القادمة،‭ ‬وعليها‭ ‬أن‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬أولادها‭ ‬أو‭ ‬أهلها‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تدخر‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬يعينها‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الأسود‭ ‬الذي‭ ‬ينقلب‭ ‬فيه‭ ‬عليها‭ ‬زوجها‭ ‬ويتزوج‭ ‬عليها؟‭ ‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬تصرف‭ ‬على‭ ‬الثياب‭ ‬والسفرات‭ ‬والكافيهات‭ ‬ولم‭ ‬تفكر‭ ‬أن‭ ‬تدخر‭ ‬أبدا‭! ‬لماذا؟

أصبحت‭ ‬موقنة‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬يعشقن‭ ‬عيش‭ ‬دور‭ ‬الضحية‭ ‬ويصرفن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يملكن‭ ‬على‭ ‬البيت‭ ‬والأطفال‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التفكير‭ ‬ولو‭ ‬لحظة‭ ‬بمستقبلهن،‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬يمرضن‭ ‬ويصبحن‭ ‬وحيدات‭ ‬لا‭ ‬يملكن‭ ‬حتى‭ ‬سقف‭ ‬بيت‭ ‬خاص‭ ‬أو‭ ‬قوت‭ ‬يومهن‭.‬

الحياة‭ ‬دروس‭ ‬وتجارب،‭ ‬البقاء‭ ‬فيها‭ ‬للأقوى‭.. ‬وكما‭ ‬قلت‭ ‬سابقا‭ (‬أنا‭) ‬فقط‭ ‬من‭ ‬يسعدني،‭ ‬يا‭ ‬أيتها‭ ‬النساء‭ ‬العزيزات‭ ‬فكرن‭ ‬قليلا‭ ‬في‭ ‬مستقبلكن‭ ‬وادّخرن‭ ‬لكي‭ ‬تسعدن‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬أرذل‭ ‬عمركن‭.‬

إقرأ أيضا لـ"وفاء جناحي"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا