الكواليس

وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
سندي في الحياة
صحتي ثم فلوسي فقط، هما سندي في الحياة، بل سرّ قوتي، وهما العكازان الوحيدان اللذان أرمي نفسي عليهما من دون أي خوف أو قلق من مستقبل غامض.
في اجتماعي الأسبوعي مع أحلى صديقات متقاعدات كنا نناقش موضوع مقال الأسبوع الماضي عن حب النفس وعدم رفع سقف التوقعات والثقة بأي أحد، نطت إحداهن (الأخف دما) وقالت: أي توقعات وأي سقف تتكلمين عنه؟ لقد تعلمت الدرس جيدا وأصبحت إلى جانب حبي لنفسي لا أثق ولا أعتمد إلا على (صحتي) بأن أهتم بها كثيرا سواء النفسية أو الجسدية، ثم (أموالي أو مدخراتي الخاصة) التي بلا شك ستعينني في مستقبلي وتكون طوق الأمان الذي يقويني ويجعلني واثقة بعدم احتياجي إلى أي أحد في كبري، وهما سر قوتي وثقتي بنفسي وحبي لحياتي التي أشعر فيها بالأمان.
أضافت: لن أنكر أبدا أن رب العالمين أعطاني أحنّ ابن في العالم، كما أن علاقتي بإخواني وأخواتي من أروع ما يكون، ولكنني أعلم بأن لكل منهم حياة ومسؤوليات وطموحات ومشاكل، ومهما وقفوا معي في اليوم الأسود معنويا أو ماديا فمن الطبيعي في النهاية أن يلتهوا بحياتهم الخاصة ومشاكلهم الخاصة.
أستغرب كثيرا من النساء اللاتي ينشغلن بحياتهن ولا يفكرن بمستقبلهن، ودائما أتساءل بعد كل هذه القصص والحكايات التي نراها ونسمعها: لماذا لا تدخر المرأة أموالا في حساب خاص بها لليوم الأسود، وتظل معظم النساء يصرفن كل ما يملكن طوال حياتهن بلا أي تفكير في مستقبلهن؟ لماذا تعتمد الكثير من النساء اللاتي لا يعملن على مصروفهن من أزواجهن ويصرفنه بالكامل على أشياء تافهة من دون ان يفكرن بأنه سينقطع في يوم من الأيام وسيظللن وحيدات بلا أي مصدر رزق آخر؟ أنصعق عندما تطلّق المرأة في سن الخمسين وتبكي ألما لأنها لا تملك أي مبلغ يعينها في حياتها القادمة، وعليها أن تعتمد على أولادها أو أهلها لأنها لم تفكر في أن تدخر لها ما يعينها في اليوم الأسود الذي ينقلب فيه عليها زوجها ويتزوج عليها؟ لقد كانت تصرف على الثياب والسفرات والكافيهات ولم تفكر أن تدخر أبدا! لماذا؟
أصبحت موقنة أن الكثير من النساء يعشقن عيش دور الضحية ويصرفن كل ما يملكن على البيت والأطفال من دون التفكير ولو لحظة بمستقبلهن، وفي النهاية يمرضن ويصبحن وحيدات لا يملكن حتى سقف بيت خاص أو قوت يومهن.
الحياة دروس وتجارب، البقاء فيها للأقوى.. وكما قلت سابقا (أنا) فقط من يسعدني، يا أيتها النساء العزيزات فكرن قليلا في مستقبلكن وادّخرن لكي تسعدن به في أرذل عمركن.
إقرأ أيضا لـ"وفاء جناحي"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك