الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
خطوة وطنية.. في مبادئ باريس
عند الحديث عن تشكيل المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في أي دولة، يبرز سؤال محوري حول آلية وضوابط اختيار الأعضاء.. وفي مملكة البحرين تم اتخاذ خطوات حقوقية رائدة في هذا المجال، تأكيدا على حرص مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، على تعزيز وترسيخ قيم منظومة حقوق الإنسان بشكل عصري ويتوافق مع المبادئ العالمية.
وعند الحديث عن تلك المبادئ يكون التركيز على «مبادئ باريس» باعتبارها القاعدة الأساسية في تنظيم عمل المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، ويتم تعريف «مبادئ باريس» بأنها مجموعة معايير دولية تنظم وتوجه أعمال المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، والتي تمت صياغتها في حلقة عمل دولية بشأن المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، عُقدت في باريس في عام 1991، واعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1993.
وقد صدر أمر ملكي رقم (46) لسنة 2009 بإنشاء المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في تاريخ 10 نوفمبر 2009، مع منحها الاختصاصات والصلاحيات، على نحو يتوافق ومبادئ باريس المتعلقة بمركز المؤسسات الوطنية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان.
وفي التاسع من مايو عام 2017 صدر الأمر الملكي السامي، رقم (17) لسنة 2017 بتحديد ضوابط تعيين أعضاء مجلس المفوضين في المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، في خطوة حقوقية متقدمة تسهم في تأكيد مملكة البحرين على دعم استقلالية المؤسسة ومصداقيتها.
وبالأمس تابعنا الخبر الذي أشار إلى أنه تنفيذا للأمر الملكي رقم (17) لسنة 2017 بتحديد ضوابط تعيين أعضاء مجلس المفوضين في المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، صدر عن معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي قرار رقم (1) لسنة 2025 بتعيين أعضاء لجنة اختيار أعضاء مجلس مفوضي المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان.
وجاء في القرار أنه يُعيّن عضوا في لجنة اختيار أعضاء مجلس مفوضي المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان كل من: الدكتور فيصل رضي الموسوي، والدكتور رياض يوسف حمزة، وأمل سلمان الدوسري، وغازي فيصل آل رحمه.. حيث نلاحظ هنا أن هذه الشخصيات الوطنية تنطبق عليها كافة الشروط والمعايير في لجنة الاختيار، وفقا لمبادئ باريس، الأمر الذي يؤكد من جديد الحرص والجدية والالتزام والشفافية في دعم عمل المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان وتطويرها.
ولا شك كذلك أن تعيين الدكتور خليفة بن علي الفاضل وكيل الشؤون القانونية والسياسية بالديوان الملكي عضوًا ومقررًا للجنة اختيار أعضاء مجلس مفوضي المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، يعدّ قيمة مضافة للجنة ومساندا لعملها المستقل، وهو من الشخصيات الوطنية، ذات الكفاءة والخبرة، وتحظى بالتقدير والاحترام من المجتمع.
لا شك كذلك أن القرار أوضح طبيعة عمل واجتماعات اللجنة، وجواز الاستعانة بمن تراه مناسبا للمشورة والاستئناس بالرأي والمعلومات، وفي ذلك زيادة في دقة ومصداقية وموضوعية الاختيار الذي سيتم.. وإن ما قامت وتقوم به مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، يؤكد على الدوام حرصها على تعزيز منظومة حقوق الإنسان وفق إرادة وطنية خالصة، تتوافق مع المبادئ الدولية والقيم الحضارية.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك