باتت آلاف العقارات خاصة السكنية في مدينة الإسكندرية بمصر مهددة بمزيد من الانهيارات. وأكدت دراسة نشرتها مجلة Earth s Future، أن ما لا يقل عن 7000 عقار مهدد بالسقوط في المستقبل القريب، وذلك بسبب التغير المناخي وارتفاع منسوب سطح البحر وارتفاع حرارة المحيطات.
ووفقا لتقرير نشرته «مصر تايمز»، فقد حذر المركز القومي لبحوث الإسكان من تزايد مخاطر انهيار عدد كبير من العقارات خاصة القريبة من الكورنيش، خلال الفترة المقبلة، نتيجة عوامل بيئية وتقصير في الصيانة.
ولفت المركز القومي لبحوث الإسكان، إلى أن معدلات انهيار المباني في الإسكندرية ارتفعت بشكل مخيف من حالة واحدة سنويًا قبل 10 سنوات، إلى نحو 40 حالة سنويًا في الوقت الحالي، وذلك لأسباب أبرزها تسرب المياه المالحة إلى الأساسات، مما يضعف البنية التحتية للمباني ويعرضها للانهيار، يضاف الى ذلك اهمال الصيانة وزحف المياه الجوفية، مما يسهم في تدهور الحالة الإنشائية للمباني وتآكل الأساسات البنيوية.
وفي وقت سابق، نشرت (سي إن إن) دراسة لجامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية، أفادت بأن إن انهيارات المباني في مدينة الإسكندرية المصرية كانت نادرة لكنها تسارعت على مدار العقد الماضي، مع ارتفاع مستويات سطح البحر وتسرب المياه تحت أساسات المدينة التي تعتبر واحدة من أقدم المدن في العالم، ويعود تاريخها لأكثر من 2000 عام وتأسست على يد الإسكندر الأكبر.
وتعتبر الإسكندرية من أكثر المدن اكتظاظًا بالسكان في إفريقيا، ويبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة.
ولفتت الدراسة الى ان الباحثين درسوا تأثير تغييرات خط الساحل في الإسكندرية، وصمموا خريطة رقمية لتحديد مواقع المباني المنهارة وقاموا بفهرسة التفاصيل ودمج صور الأقمار الصناعية والخرائط التاريخية لفهم لكيفية تحرك ساحل الإسكندرية عشرات الأقدام إلى الداخل على مدار الـ20 عاما الماضية، مما أدى إلى ارتفاع مستويات المياه الجوفية وجعلها على اتصال بأساسات المباني الساحلية. وهذا ما يجعل المباني تنهار من الأسفل إلى الأعلى، حيث يؤدي تسرب مياه البحر إلى تآكل الأساسات وإضعاف التربة. كما ان الزيادة الطفيفة في مستويات سطح البحر «بضعة سنتيمترات فقط» يمكن أن يكون لها آثار مدمرة.
وقدم باحثون مقترحات عدة للتعامل مع المشكلة منها إنشاء كثبان رملية وحواجز نباتية على طول ساحل الإسكندرية لمنع مياه البحر الزاحفة ومنعها من التسرب تحت المباني.
وتشير دراسات الى ان الإسكندرية تغرق كل عام بحوالي ثلاثة مليمترات بفعل السدود المقامة على نهر النيل التي تمنع وصول الطمي الذي أسهم في الماضي في توطيد تربتها وعمليات استخراج الغاز من الحقول البحرية.
فيما يتوقع أن يرتفع مستوى البحر الأبيض المتوسط مترًا واحدًا في غضون العقود الثلاثة المقبلة، وهذا ما قد يتسبب في غرق ثلث الأراضي الزراعية عالية الإنتاجية في دلتا النيل، وكذلك مدنًا تاريخية مثل الإسكندرية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك