العدد : ١٧٢٢٠ - الجمعة ١٦ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٢٠ - الجمعة ١٦ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العقاري

دراسات جديدة تعيد التحذير:
آلاف العقارات في الإسكندرية مهددة بالانهيار

الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

باتت‭ ‬آلاف‭ ‬العقارات‭ ‬خاصة‭ ‬السكنية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬بمصر‭ ‬مهددة‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الانهيارات‭. ‬وأكدت‭ ‬دراسة‭ ‬نشرتها‭ ‬مجلة‭ ‬Earth‭ ‬s‭ ‬Future،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬7000‭ ‬عقار‭ ‬مهدد‭ ‬بالسقوط‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وارتفاع‭ ‬منسوب‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬وارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬المحيطات‭.‬

ووفقا‭ ‬لتقرير‭ ‬نشرته‭ ‬‮«‬مصر‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬حذر‭ ‬المركز‭ ‬القومي‭ ‬لبحوث‭ ‬الإسكان‭ ‬من‭ ‬تزايد‭ ‬مخاطر‭ ‬انهيار‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬العقارات‭ ‬خاصة‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬الكورنيش،‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬نتيجة‭ ‬عوامل‭ ‬بيئية‭ ‬وتقصير‭ ‬في‭ ‬الصيانة‭.‬

ولفت‭ ‬المركز‭ ‬القومي‭ ‬لبحوث‭ ‬الإسكان،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معدلات‭ ‬انهيار‭ ‬المباني‭ ‬في‭ ‬الإسكندرية‭ ‬ارتفعت‭ ‬بشكل‭ ‬مخيف‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬واحدة‭ ‬سنويًا‭ ‬قبل‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬40‭ ‬حالة‭ ‬سنويًا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬وذلك‭ ‬لأسباب‭ ‬أبرزها‭ ‬تسرب‭ ‬المياه‭ ‬المالحة‭ ‬إلى‭ ‬الأساسات،‭ ‬مما‭ ‬يضعف‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للمباني‭ ‬ويعرضها‭ ‬للانهيار،‭ ‬يضاف‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬اهمال‭ ‬الصيانة‭ ‬وزحف‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تدهور‭ ‬الحالة‭ ‬الإنشائية‭ ‬للمباني‭ ‬وتآكل‭ ‬الأساسات‭ ‬البنيوية‭. ‬

وفي‭ ‬وقت‭ ‬سابق،‭ ‬نشرت‭ (‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‭) ‬دراسة‭ ‬لجامعة‭ ‬جنوب‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أفادت‭ ‬بأن‭ ‬إن انهيارات‭ ‬المباني‭ ‬في‮ ‬مدينة الإسكندرية‭ ‬المصرية‭ ‬كانت‭ ‬نادرة‭ ‬لكنها‭ ‬تسارعت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقد‭ ‬الماضي،‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستويات‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬وتسرب‭ ‬المياه‭ ‬تحت‭ ‬أساسات‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬المدن‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ويعود‭ ‬تاريخها‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬2000‭ ‬عام‭ ‬وتأسست‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الإسكندر‭ ‬الأكبر‭.‬

وتعتبر‭ ‬الإسكندرية‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المدن‭ ‬اكتظاظًا‭ ‬بالسكان‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ويبلغ‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬6‭ ‬ملايين‭ ‬نسمة‭.‬

ولفتت‭ ‬الدراسة‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬الباحثين‭ ‬درسوا‭ ‬تأثير‭ ‬تغييرات‭ ‬خط‭ ‬الساحل‭ ‬في‭ ‬الإسكندرية،‭ ‬وصمموا‭ ‬خريطة‭ ‬رقمية‭ ‬لتحديد‭ ‬مواقع‭ ‬المباني‭ ‬المنهارة‭ ‬وقاموا‭ ‬بفهرسة‭ ‬التفاصيل‭ ‬ودمج‭ ‬صور‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬والخرائط‭ ‬التاريخية‭ ‬لفهم‭ ‬لكيفية‭ ‬تحرك‭ ‬ساحل‭ ‬الإسكندرية‭ ‬عشرات‭ ‬الأقدام‭ ‬إلى‭ ‬الداخل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الـ20‭ ‬عاما‭ ‬الماضية،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستويات‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬وجعلها‭ ‬على‭ ‬اتصال‭ ‬بأساسات‭ ‬المباني‭ ‬الساحلية‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬المباني‭ ‬تنهار‭ ‬من‭ ‬الأسفل‭ ‬إلى‭ ‬الأعلى،‭ ‬حيث‭ ‬يؤدي‭ ‬تسرب‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬إلى‭ ‬تآكل‭ ‬الأساسات‭ ‬وإضعاف‭ ‬التربة‭. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬الزيادة‭ ‬الطفيفة‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬‮«‬بضعة‭ ‬سنتيمترات‭ ‬فقط‮»‬‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬آثار‭ ‬مدمرة‭.‬

وقدم‭ ‬باحثون‭ ‬مقترحات‭ ‬عدة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬المشكلة‭ ‬منها‭ ‬إنشاء‭ ‬كثبان‭ ‬رملية‭ ‬وحواجز‭ ‬نباتية‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬ساحل‭ ‬الإسكندرية‭ ‬لمنع‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬الزاحفة‭ ‬ومنعها‭ ‬من‭ ‬التسرب‭ ‬تحت‭ ‬المباني‭.‬

وتشير‭ ‬دراسات‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬الإسكندرية‭ ‬تغرق‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬بحوالي‭ ‬ثلاثة‭ ‬مليمترات‭ ‬بفعل‭ ‬السدود‭ ‬المقامة‭ ‬على‭ ‬نهر‭ ‬النيل‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬وصول‭ ‬الطمي‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬توطيد‭ ‬تربتها‭ ‬وعمليات‭ ‬استخراج‭ ‬الغاز‭ ‬من‭ ‬الحقول‭ ‬البحرية‭.‬

فيما‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يرتفع‭ ‬مستوى‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬مترًا‭ ‬واحدًا‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬العقود‭ ‬الثلاثة‭ ‬المقبلة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬غرق‭ ‬ثلث‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬عالية‭ ‬الإنتاجية‭ ‬في‭ ‬دلتا‭ ‬النيل،‭ ‬وكذلك‭ ‬مدنًا‭ ‬تاريخية‭ ‬مثل‭ ‬الإسكندرية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا