يزخر القطاع العقاري بنماذج ملهمة، تبنت النجاح منذ نعومة أظفارها على الرغم من أنها انطلقت من الصفر.
من هذه النماذج هو ستيف روس، مطوّر عقاري أمريكي، ومالك الفرق الرياضية مثل فريق ميامي دولفينز، التابع لدوري كرة القدم الأمريكية (NFL)، وكذلك أستاد «هارد روك».
وهو رئيس مجلس الإدارة ومالك شركة التطوير العقاري العالمية «ذا ريليتد كومبانيز» التي طورت مبنى «تايم وارنر سنتر». وتقدر ثروته اليوم بأكثر من 8.2 مليارات دولار أمريكي.
لم تكن البداية سهلة بالنسبة إلى ستيف الذي ولد في ميشيغان الأمريكية عام 1940 لأسرة متوسطة الحال. وبالتالي لم يكن يمتلك دخلا كبيرا في بدايات حياته، لكنه حرص على استكمال دراسته، حيث درس في مدرسة «مومفورد الثانوية»، ثم حصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة ميشيغان عام 1962، وحصل لاحقاً على دكتوراه في القانون من كلية «واين ستيت» للقانون عام 1965. وكانت طموحاته تدفعه إلى خطوات أخرى، حيث انتقل إلى نيويورك. وهناك حصل على وظيفة متواضعة في مجال الضرائب.
ومرة أخرى، كانت طموحاته أكبر من ذلك، وهذا ما دفعه الى الدخول في مجال العقارات. وعمل في عدة مواقع حتى حصل على منصب نائب الرئيس المساعد في شركة عقارات تابعة لشركة «لايرد». قبل ان ينتقل للعمل في قسم تمويل الشركات في «بير ستيرنز».
ومع تميزه، استطاع كسب 150 ألف دولار في عامه الأول من العمل. وهنا بدأ بتطوير العقارات بمفرده، مستثمرا ما معه من رأس مال متواضع. فابتدأ ببناء شقق سكنية صغيرة، ثم مجمعات سكنية وبعدها مكتبية. وكان يتعلم في كل مرحلة وتجربة يمر بها، حتى استطاع اكتساب سمعة جيدة في الوسط. وعندها استطاع تدريجيا تأسيس شركته الخاصة The Related Companies عام 1972 والتي عملت في مجال تطوير العقارات السكنية المدعومة من الحكومة.
وعلى الرغم من تواضع حجم الشركة في البداية، وما واجه من تحديات مثل محدودية التمويل والمنافسة في السوق. إلا انها كانت نواة وانطلاقة لثروته العقارية الضخمة لاحقا، بل باتت شركته واحدة من أكبر شركات التطوير العقاري في الولايات المتحدة، حيث اعتمد ستيف على الابتكار في مجال التمويل العقاري، وأسس صندوقا استثماريا خاصا به لتمويل مشاريعه العقارية، ما ساعده على تحقيق استقرار مالي وتحقيق نمو ومواجهة التحديات خاصة الأزمة المالية في الثمانينيات.
وبعدها اتجه ستيف إلى توسيع أنشطة شركته لتغطي العقارات التجارية والسكنية والسياحية. وحقق نجاحات متواصلة في قطاع العقارات، ما أهله للحصول على الكثير من الجوائز وخاصة في مجال البنى التحتية وتطوير المدن وأعماله الخيرية. وتجاوزت قيمة محفظة الأصول التابعة لشركاته 15 مليار دولار.
ومن المواقف التي تذكر له، هو تبرعه بمبلغ 378 مليون دولار لجامعة ميشيغان التي درس فيها وتخرج فيها، ليكون بذلك أكبر مانح في تاريخ الجامعة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك