العدد : ١٧٢١٨ - الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٨ - الأربعاء ١٤ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

حماية الطلبة.. والفطرة السليمة

الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬كانوا‭ ‬مهتمين‭ ‬أكثر‭ ‬بمعرفة‭ ‬‮«‬اسم‮»‬‭ ‬المدرسة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بتوزيع‭ ‬استبانة‭ ‬على‭ ‬الطلبة،‭ ‬والتي‭ ‬تضمنت‭ ‬أسئلة‭ ‬مخالفة‭ ‬للثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬والفطرة‭ ‬السليمة‭.. ‬والتي‭ ‬على‭ ‬ضوئها‭ ‬قامت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬باتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬المدرسية‭. ‬

البعض‭ ‬الآخر‭ ‬كان‭ ‬يتساءل‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬تلك‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬الاستبانة،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬حجم‭ ‬المخالفة‭ ‬للثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬والفطرة‭ ‬السليمة؟‭ ‬وعن‭ ‬أي‭ ‬المواضيع‭ ‬كانت‭ ‬تتطرق؟‭ ‬وأي‭ ‬فئة‭ ‬ومرحلة‭ ‬استهدفت‭ ‬من‭ ‬الطلبة؟‭.. ‬ربما‭ ‬كانت‭ ‬التساؤلات‭ ‬هنا‭ ‬بدافع‭ ‬علمي‭ ‬اجتماعي‭.. ‬وربما‭ ‬بدافع‭ ‬الفضول‭ ‬البشري‭ ‬والاستنكار‭.‬

فيما‭ ‬ذهبت‭ ‬شريحة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬الإشادة‭ ‬بجهود‭ ‬ومتابعة‭ ‬ورقابة‭ ‬الوزارة‭ ‬لحماية‭ ‬الطلبة‭ ‬والناشئة‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬جسيمة‭ ‬ومتصاعدة،‭ ‬تهدد‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬والفطرة‭ ‬السليمة،‭ ‬من‭ ‬أبواب‭ ‬كثيرة،‭ ‬وتحت‭ ‬مسوغات‭ ‬عديدة‭.. ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬محاولات‭ ‬مستمرة‭ ‬لإقحام‭ ‬ثقافة‭ ‬مرفوضة‭ ‬في‭ ‬عقول‭ ‬الناشئة‭.‬

كل‭ ‬الآراء‭ ‬والمواقف‭ ‬التي‭ ‬عبر‭ ‬عنها‭ ‬الناس،‭ ‬سليمة‭ ‬وصحيحة‭.. ‬فالناس‭ ‬من‭ ‬حقها‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬اسم‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬خالفت،‭ ‬كي‭ ‬تحمي‭ ‬أبناءها‭ ‬وتقوم‭ ‬بتوعيتهم،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬خطأ‭ ‬غير‭ ‬مقصود‭ ‬ولن‭ ‬يتكرر‭.. ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬المدرسية‭ ‬مطلوب‭ ‬منها‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬إجراءاتها‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬دورها‭ ‬ورسالتها‭ ‬النبيلة،‭ ‬وتحمي‭ ‬سمعتها،‭ ‬بجانب‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الوزارة‭ ‬مشكورة‭ ‬بهدف‭ ‬حماية‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬والطلبة،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬مبادئ‭ ‬العدالة‭ ‬والتنافسية‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الآراء‭ ‬والمواقف‭ ‬والتساؤلات‭.. ‬يبقى‭ ‬أمر‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬محل‭ ‬تقدير‭ ‬وتوافق‭ ‬الجميع،‭ ‬حصل‭ ‬فيه‭ ‬التأييد‭ ‬الشعبي‭ ‬للقرار‭ ‬الرسمي،‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭.. ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬منهجية‭ ‬الرقابة‭ ‬وآلية‭ ‬التواصل‭ ‬لكشف‭ ‬المخالفات،‭ ‬وسرعة‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات،‭ ‬واحتواء‭ ‬المشكلات،‭ ‬ونزع‭ ‬فتيل‭ ‬الأزمات،‭ ‬وقطع‭ ‬دابر‭ ‬الفتنة‭ ‬والضرر‭. ‬

مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬ودعم‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬صيانة‭ ‬وتقوية‭ ‬أركان‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬البحرينية‭ ‬والإسلامية‭ ‬للمجتمع،‭ ‬وحمايتها‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬محاولات‭ ‬للتأثير‭ ‬عليها،‭ ‬وهو‭ ‬بالتمام‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬مضامين‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2022،‭ ‬بأنه‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬السماح‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬بالمساس‭ ‬بمنظومة‭ ‬القيم‭ ‬والتقاليد‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وبأن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بعون‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬وبعزم‭ ‬أبنائها‭ ‬وبناتها‭ ‬ستقف‭ ‬كالبنيان‭ ‬المرصوص‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬أي‭ ‬غزو‭ ‬فكري‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬قيم‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬السمحاء‭ ‬والفطرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬السليمة‭.‬

نقطة‭ ‬واجبة‭ ‬الإشارة‭ ‬إليها،‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬حماية‭ ‬الطلبة‭ ‬والناشئة‭ ‬والشباب‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬الهدامة،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬والفطرة‭ ‬السليمة،‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التركيز‭ ‬عليها‭ ‬دائما،‭ ‬لأنها‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬الأساسية‭ ‬والرئيسية‭ ‬والطبيعية‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا