العدد : ١٧٢١٧ - الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٧ - الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

البحرين وسوريا.. واللحظة الفارقة

في‭ ‬يناير‭ ‬1972‭ ‬بدأت‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرسمية‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والجمهورية‭ ‬العربية‭ ‬السورية‭.. ‬لقد‭ ‬أصدرت‭ ‬القيادة‭ ‬السورية‭ ‬آنذاك‭ ‬مرسوما‭ ‬رئاسيا‭ ‬رقم‭ (‬50‭) ‬بشأن‭ ‬إنشاء‭ ‬علاقات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬البحرين‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬حرص‭ ‬البلدين‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬وترسيخها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التاريخ‭ ‬العريق‭ ‬والأخوة‭ ‬والروابط‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين‭.‬

موقف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ثابت‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬سوريا‭ ‬الشقيقة‭.. ‬ودعوتها‭ ‬الراسخة‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬والتماسك‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬ومتطلبات‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭.. ‬التاريخ‭ ‬والحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬الموقف‭ ‬البحريني‭ ‬المشرف‭ ‬مع‭ ‬سوريا‭.. ‬الوطن‭ ‬والشعب‭.‬

بالأمس‭ ‬قام‭ ‬فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬السوري‭ ‬أحمد‭ ‬الشرع‭ ‬بزيارة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬جعلها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يزورها،‭ ‬تقديرا‭ ‬لدورها‭ ‬وموقفها،‭ ‬واعتزازا‭ ‬بالعلاقات‭ ‬معها‭.. ‬وهو‭ ‬بالتمام‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬الرئيس‭ ‬الشرع‭ ‬في‭ ‬لقائه‭ ‬مع‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬بحضور‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭. ‬

المؤتمر‭ ‬الصحفي‭ ‬الذي‭ ‬عقده‭ ‬وزيرا‭ ‬خارجية‭ ‬البلدين‭ ‬كشف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬اللقاء‭ ‬بين‭ ‬القيادتين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأكيد‭ ‬مسارات‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي،‭ ‬وإمكانات‭ ‬تعزيزه‭ ‬وتطويره‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬التجارة‭ ‬والطيران‭ ‬المدني‭ ‬والطاقة‭ ‬والصحة‭ ‬والتعليم،‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬المصالح‭ ‬المتبادلة،‭ ‬ويعود‭ ‬بالخير‭ ‬والنفع‭ ‬على‭ ‬الشعبين‭ ‬الشقيقين‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬حرص‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬سوريا‭ ‬وسيادتها‭ ‬واستقلالها،‭ ‬ودعم‭ ‬وحدة‭ ‬وسلامة‭ ‬الأراضي‭ ‬السورية،‭ ‬ومساندة‭ ‬جهودها‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وتلبية‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬الشقيق،‭ ‬واستعادة‭ ‬دور‭ ‬سوريا‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬ودعم‭ ‬جهودها‭ ‬لرفع‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عنها‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬المبادرات‭ ‬البحرينية‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬التوجيه‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬سنراها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مواصلة‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬المشترك‭ ‬واستمرار‭ ‬التشاور‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬ومراجعة‭ ‬الاتفاقات‭ ‬ومذكرات‭ ‬التفاهم‭ ‬المبرمة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬بقصد‭ ‬مباشرة‭ ‬تفعيلها،‭ ‬وتبادل‭ ‬الوفود‭ ‬والخبرات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬الوثيقة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬والتعاون‭ ‬المشترك‭.‬

الموقف‭ ‬البحريني‭ ‬العربي‭ ‬الأصيل‭ ‬تجاه‭ ‬سوريا‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬له‭ ‬صدى‭ ‬وتقدير‭ ‬واهتمام‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬السورية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬وخاصة‭ ‬حينما‭ ‬عبر‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السوري‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬واصفا‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بأنها‭ ‬بلد‭ ‬الأخوة‭ ‬والصداقة‭ ‬والعراقة،‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طيات‭ ‬تاريخه‭ ‬صفحات‭ ‬مشرقة‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭ ‬والاعتدال‭.. ‬وأصالة‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬النبيل،‭ ‬وعمق‭ ‬العلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬المبنية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

إنها‭ ‬لحظة‭ ‬فارقة‭ ‬يخط‭ ‬فيها‭ ‬البلدان‭ ‬معًا‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬مشرقة‭ ‬في‭ ‬سجل‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬بينهما،‭ ‬صفحة‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬والاحترام‭ ‬العميق،‭ ‬والتطلع‭ ‬إلى‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد‭ ‬يجمعهما‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل،‭ ‬وأن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لم‭ ‬تتوان‭ ‬في‭ ‬مد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬الشقيقة،‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬رحبت‭ ‬وأرسلت‭ ‬الرسائل‭ ‬الرسمية‭ ‬وخاصة‭ ‬رسالة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬لفخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬أحمد‭ ‬الشرع‭.‬

إنها‭ ‬لحظة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين‭.. ‬وتستحق‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬والتقدير‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا