الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
البحرين وسوريا.. واللحظة الفارقة
في يناير 1972 بدأت العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين مملكة البحرين والجمهورية العربية السورية.. لقد أصدرت القيادة السورية آنذاك مرسوما رئاسيا رقم (50) بشأن إنشاء علاقات دبلوماسية مع البحرين انطلاقا من حرص البلدين على تعزيز العلاقات وترسيخها في ظل التاريخ العريق والأخوة والروابط العديدة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين.
موقف مملكة البحرين ثابت في دعم أمن واستقرار سوريا الشقيقة.. ودعوتها الراسخة إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية، والتماسك المجتمعي، وتحقيق تطلعات ومتطلبات الشعب السوري.. التاريخ والحاضر والمستقبل تؤكد على الدوام الموقف البحريني المشرف مع سوريا.. الوطن والشعب.
بالأمس قام فخامة الرئيس السوري أحمد الشرع بزيارة لمملكة البحرين التي جعلها من الدول الأولى التي يزورها، تقديرا لدورها وموقفها، واعتزازا بالعلاقات معها.. وهو بالتمام ما أشار إليه الرئيس الشرع في لقائه مع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله.
المؤتمر الصحفي الذي عقده وزيرا خارجية البلدين كشف العديد من تفاصيل اللقاء بين القيادتين، من خلال تأكيد مسارات التعاون الثنائي، وإمكانات تعزيزه وتطويره في مختلف المجالات، بما فيها التجارة والطيران المدني والطاقة والصحة والتعليم، بما يسهم في تنمية المصالح المتبادلة، ويعود بالخير والنفع على الشعبين الشقيقين.
كما أكد حرص مملكة البحرين على استقرار سوريا وسيادتها واستقلالها، ودعم وحدة وسلامة الأراضي السورية، ومساندة جهودها لتحقيق السلم والأمن والاستقرار، وتلبية تطلعات الشعب السوري الشقيق، واستعادة دور سوريا على المستويين الإقليمي والدولي، ودعم جهودها لرفع العقوبات الاقتصادية عنها.
لا شك كذلك أن المبادرات البحرينية بناء على التوجيه الملكي السامي سنراها على أرض الواقع في الفترة المقبلة، من خلال مواصلة التعاون والتنسيق المشترك واستمرار التشاور على كل المستويات، ومراجعة الاتفاقات ومذكرات التفاهم المبرمة بين البلدين بقصد مباشرة تفعيلها، وتبادل الوفود والخبرات في مختلف المجالات التي من شأنها تعزيز العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط بين البلدين الشقيقين والتعاون المشترك.
الموقف البحريني العربي الأصيل تجاه سوريا كان ولا يزال له صدى وتقدير واهتمام في الجمهورية السورية الشقيقة، وخاصة حينما عبر وزير الخارجية السوري عن ذلك، واصفا مملكة البحرين بأنها بلد الأخوة والصداقة والعراقة، الذي يحمل في طيات تاريخه صفحات مشرقة من الحكمة والاعتدال.. وأصالة هذا الشعب العربي النبيل، وعمق العلاقات الأخوية المبنية بين البلدين.
إنها لحظة فارقة يخط فيها البلدان معًا صفحة جديدة مشرقة في سجل العلاقات الثنائية بينهما، صفحة مبنية على الثقة المتبادلة والاحترام العميق، والتطلع إلى مستقبل واعد يجمعهما في إطار من التعاون والتكامل، وأن مملكة البحرين لم تتوان في مد يد العون إلى سوريا الشقيقة، وكانت من أوائل الدول التي رحبت وأرسلت الرسائل الرسمية وخاصة رسالة جلالة الملك المعظم لفخامة الرئيس أحمد الشرع.
إنها لحظة فارقة في العلاقة بين البلدين والشعبين الشقيقين.. وتستحق كل الدعم والمساندة والتقدير.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك