العدد : ١٧٢١٧ - الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٧ - الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

مقالات

الزواج مؤسسة أم صحبة!

بقلم: د. هنادي الجودر

الأحد ١١ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء،‮ ‬

ما‭ ‬رأيكم؟‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الزواج‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬مؤسسة‭ ‬كما‭ ‬يطيب‭ ‬للبعض‭ ‬تسميتها‭ (‬مؤسسة‭ ‬الزواج‭)‬،‭ ‬أم‭ ‬إنه‭ ‬خطوة‭ ‬تمهيدية‭ ‬ذات‭ ‬بُعد‭ ‬مستقبلي‭.‬‮ ‬

وعندما‭ ‬انضمت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬العهد‭ ‬الدولي‭ ‬الخاص‭ ‬بالحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية‭ ‬بالقانون‭ ‬رقم‭ ‬10‭ ‬لسنة‭ ‬2006،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬تحفظاتها‭ ‬على‭ ‬أحكامه‭ ‬هو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تُخالف‭ ‬ثوابت‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬منها‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالمساواة‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬وتكوين‭ ‬الأسرة‭ ‬والحرية‭ ‬الدينية‭.‬‮ ‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتحفظ‭ ‬المتعلق‭ ‬بتكوين‭ ‬الأسرة‭ ‬فمن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬جزئية‭ ‬تتعلق‭ ‬بشكل‭ ‬الأسرة‭ ‬‭ ‬ولاسيما‭ ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬صور‭ ‬مختلفة‭ ‬عالميا‭ ‬لهذا‭ ‬الشكلحيث‭ ‬تقتصر‭ ‬الصورة‭ ‬المعترف‭ ‬بها‭ ‬للأسرة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بزواج‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬البالغين‭ ‬لسن‭ ‬الزواج‭ ‬وفقاً‭ ‬لضوابط‭ ‬عقد‭ ‬الزواج‭ ‬الشرعي‭ ‬وقواعده‭ ‬وشروطه‭ ‬وأركانه‭ ‬إن‭ ‬كانا‭ ‬مسلمين‭ ‬وسواه‭ ‬من‭ ‬ضوابط‭ ‬إن‭ ‬كانا‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭.‬‮ ‬

ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬الزواج‭ ‬وتكوين‭ ‬الأسرة‭ ‬يستمد‭ ‬ثوابته‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬من‭ ‬النصوص‭ ‬القرآنية‭ ‬ولا‭ ‬سيما‮ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬نص‭ ‬الآية‭ (‬21‭) ‬من‭ ‬سورة‭ ‬الروم‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ (‬ومن‭ ‬آياته‭ ‬أن‭ ‬خلق‭ ‬لكم‭ ‬من‭ ‬أنفسكم‭ ‬أزواجا‭ ‬لتسكنوا‭ ‬إليها‭ ‬وجعل‭ ‬بينكم مودّة ورحمة‭).‬‮  ‬

وجاءت‭ ‬فكرة‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استماعي‮ ‬مؤخرا‭ ‬إلى‭ ‬رأي‭ ‬لأحد‭ ‬المفكرين‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬الزواج‭ ‬وهل‭ ‬تصُحَ‭ ‬تسميته‭ ‬بمؤسسة‭ ‬الزواج؟‭ ‬وهل‭ ‬هو‭ ‬مؤسسة‭ ‬فعلاً؟‭ ‬أم‭ ‬إنها‭ ‬علاقة‭ ‬إنسانية‭ ‬تستوجبها‭ ‬الطبيعة‭ ‬البشرية‭ ‬وتقوم‭ ‬على‭ ‬التآلف‭ ‬وحُسن‭ ‬الصحبة‭ ‬واستمراريتها،‭ ‬وهو‭ ‬الرأي‭ ‬الراجح‭ ‬في‭ ‬رأيي‭ ‬الشخصي،‭ ‬وربما‭ ‬يقول‭ ‬الواقع‭ ‬كلمته‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬أيضاً،‭ ‬حيث‭ ‬نسمع‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المتزوجين‭ ‬الذين‭ ‬حافظوا‭ ‬على‭ ‬علاقات‭ ‬زوجية‭ ‬طيبة‭ ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬أمد‭ ‬طويل‭ ‬على‭ ‬زيجتهم‭ ‬بأنهم‭ ‬أصبحوا‭ ‬أصدقاء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونهم أزواجا،‮ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬خياري‭ ‬الزواج‭ ‬الناجح فإما‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬زواجاً‭ ‬حقيقياً‭ ‬ما‭ ‬بقي‮ ‬رابط‭ ‬الزواج‭ ‬وإما‭ ‬أن‮  ‬يستمر‭ ‬عشرة‭ ‬طيبة‭ ‬وصحبة‭ ‬عمر‮  ‬تتحقق‭ ‬معها‭ ‬السكن‭ ‬والسكينة‭ ‬والأمان‭ ‬والطمأنينة‭.‬

‮ ‬فالزواج‭ ‬وفقاً‭ ‬للآية‭ ‬الكريمة‭ ‬هو‭ ‬السكن‭ ‬والسكينة‭ ‬والأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬وما‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬واجبات‭ ‬وإنجاب‭ ‬للأبناء‭ ‬فهو‭ ‬تحصيل‭ ‬حاصل‭ ‬وفق‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬صحيفة الإنسان‭ ‬وأقداره،‭ ‬فليس‭ ‬شرطا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الزواج من‭ ‬أجل‭ ‬التكاثر‭ ‬وإنجاب‭ ‬الأبناء،‭ ‬وإنه‭ ‬لو‭ ‬صحَ‭ ‬ذلك،‭ ‬لما‭ ‬كتب‭ ‬الله‭ ‬قسما‭ ‬من‭ ‬عبادة‭ ‬عاقرين‭.‬‮ ‬‭ ‬‮ ‬

وعليه‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المحبط‭ ‬أن‭ ‬يُصرّ‭ ‬بعض‭ ‬الأزواج‭ ‬الذين‭ ‬تفتقر‭ ‬حياتهم‭ ‬الزوجية‭ ‬إلى‭ ‬التوافق‭ ‬الحقيقي‮ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬رابطة‭ ‬الزوجية‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تردّي‭ ‬العلاقة‭ ‬الزوجية‭ ‬إضرارا‭ ‬بالمرأة‭ ‬ودون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭ ‬ودون‭ ‬مراعاة‭ ‬لأصول‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ (‬الإمساك‭ ‬بمعروف‭ ‬أو‭ ‬التسريح‭ ‬بإحسان‭) ‬إضرارا‭ ‬وتجبَرا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا