القراء الأعزاء،
ما رأيكم؟ في موضوع الزواج هل هو مؤسسة كما يطيب للبعض تسميتها (مؤسسة الزواج)، أم إنه خطوة تمهيدية ذات بُعد مستقبلي.
وعندما انضمت مملكة البحرين إلى العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية بالقانون رقم 10 لسنة 2006، كان من أهم تحفظاتها على أحكامه هو تلك التي تُخالف ثوابت الشريعة الإسلامية منها المواد التي تتعلق بالمساواة بين الرجل والمرأة وتكوين الأسرة والحرية الدينية.
وفيما يتعلق بالتحفظ المتعلق بتكوين الأسرة فمن المؤكد أن أهم جزئية تتعلق بشكل الأسرة – ولاسيما مع ظهور صور مختلفة عالميا لهذا الشكل–حيث تقتصر الصورة المعترف بها للأسرة في البحرين بزواج الرجل والمرأة البالغين لسن الزواج وفقاً لضوابط عقد الزواج الشرعي وقواعده وشروطه وأركانه إن كانا مسلمين وسواه من ضوابط إن كانا غير ذلك.
ومن المعلوم أن الزواج وتكوين الأسرة يستمد ثوابته في الدين الإسلامي من النصوص القرآنية ولا سيما ما ورد في نص الآية (21) من سورة الروم في قوله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة).
وجاءت فكرة هذا المقال من خلال استماعي مؤخرا إلى رأي لأحد المفكرين حول طبيعة الزواج وهل تصُحَ تسميته بمؤسسة الزواج؟ وهل هو مؤسسة فعلاً؟ أم إنها علاقة إنسانية تستوجبها الطبيعة البشرية وتقوم على التآلف وحُسن الصحبة واستمراريتها، وهو الرأي الراجح في رأيي الشخصي، وربما يقول الواقع كلمته في هذا الشأن أيضاً، حيث نسمع كثيراً من بعض المتزوجين الذين حافظوا على علاقات زوجية طيبة بعد انقضاء أمد طويل على زيجتهم بأنهم أصبحوا أصدقاء أكثر من كونهم أزواجا، وهذا هو أحد خياري الزواج الناجح فإما أن يبقى زواجاً حقيقياً ما بقي رابط الزواج وإما أن يستمر عشرة طيبة وصحبة عمر تتحقق معها السكن والسكينة والأمان والطمأنينة.
فالزواج وفقاً للآية الكريمة هو السكن والسكينة والأمن والأمان، وما يترتب عليه من واجبات وإنجاب للأبناء فهو تحصيل حاصل وفق الثابت في صحيفة الإنسان وأقداره، فليس شرطا أن يكون الزواج من أجل التكاثر وإنجاب الأبناء، وإنه لو صحَ ذلك، لما كتب الله قسما من عبادة عاقرين.
وعليه فإنه من المحبط أن يُصرّ بعض الأزواج الذين تفتقر حياتهم الزوجية إلى التوافق الحقيقي على استمرار رابطة الزوجية على الرغم من تردّي العلاقة الزوجية إضرارا بالمرأة ودون وجه حق ودون مراعاة لأصول الدين الإسلامي في (الإمساك بمعروف أو التسريح بإحسان) إضرارا وتجبَرا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك