العدد : ١٧٢١٦ - الاثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٦ - الاثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

الثقافي

الثقافة لأجل الإنسانية وما بعد

بقلم: عائشة يوسف السادة

السبت ١٠ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

تُعقد‭ ‬الدورة‭ ‬السابعة‭ ‬من‭ ‬القمة‭ ‬الثقافية‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬الثقافة‭ ‬لأجل‭ ‬الإنسانية‭ ‬وما‭ ‬بعد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬تاريخية‭ ‬تتسم‭ ‬بتسارع‭ ‬التحولات‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬السياسية،‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭. ‬وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬لتسلّط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬للثقافة‭ ‬بوصفها‭ ‬قوة‭ ‬ناعمة‭ ‬وشاملة،‭ ‬تتجاوز‭ ‬الفنون‭ ‬والآداب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تمس‭ ‬جوهر‭ ‬الكينونة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬معانٍ‭ ‬مشتركة‭ ‬وقيم‭ ‬عابرة‭ ‬للحدود‭. ‬فالثقافة،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬تُعد‭ ‬وعاءً‭ ‬جامعًا‭ ‬لهويات‭ ‬الشعوب‭ ‬وذاكراتها‭ ‬ورؤاها‭ ‬للمستقبل،‭ ‬وهي‭ ‬عنصر‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬الوعي‭ ‬الجمعي‭ ‬وتشكيل‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬تُبنى‭ ‬عليها‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية‭.‬

ويرتكز‭ ‬شعار‭ ‬القمة‭ ‬‮«‬الثقافة‭ ‬لأجل‭ ‬الإنسانية‭ ‬وما‭ ‬بعد‮»‬‭ ‬على‭ ‬إدراك‭ ‬عميق‭ ‬للتحولات‭ ‬البنيوية‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بإعادة‭ ‬توزيع‭ ‬مراكز‭ ‬القوى‭ ‬العالمية،‭ ‬وتعدد‭ ‬الأقطاب،‭ ‬وظهور‭ ‬أنماط‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬النزاعات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬والفكرية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والمجتمعات‭ ‬والأفراد،‭ ‬وولد‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬الوجودي‭ ‬والشعور‭ ‬بعدم‭ ‬اليقين‭ ‬حيال‭ ‬المستقبل‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬المضطرب،‭ ‬تبرز‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تأمل‭ ‬المفاهيم‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬شكلت‭ ‬مرتكزات‭ ‬الفكر‭ ‬الإنساني‭ ‬الحديث،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬مفاهيم‭ ‬العدالة،‭ ‬والمساواة،‭ ‬والحرية،‭ ‬والكرامة‭ ‬الإنسانية‭. ‬إذ‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬إجماعًا‭ ‬عالميًا‭ ‬نسبيًا،‭ ‬باتت‭ ‬اليوم‭ ‬موضوعًا‭ ‬للنقاش‭ ‬وإعادة‭ ‬التقييم،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تنامي‭ ‬النزعات‭ ‬الفردية،‭ ‬وتصاعد‭ ‬الخطابات‭ ‬القومية‭ ‬والإقصائية،‭ ‬وتزايد‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية‭ ‬المشتركة،‭ ‬مثل‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬والهجرة،‭ ‬والأزمات‭ ‬الصحية،‭ ‬والرقمنة‭ ‬المفرطة‭.‬

وقد‭ ‬أولت‭ ‬القمة‭ ‬اهتماماً‭ ‬خاصاً‭ ‬للتأمل‭ ‬في‭ ‬التأثيرات‭ ‬العميقة‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬برزت‭ ‬تساؤلات‭ ‬فلسفية‭ ‬وعملية‭ ‬حول‭ ‬معنى‭ ‬الإبداع‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬تنتج‭ ‬فيه‭ ‬الآلات‭ ‬محتوىً‭ ‬فنياً‭ ‬وأدبياً‭ ‬يشبه،‭ ‬بل‭ ‬أحياناً‭ ‬يتفوق‭ ‬على،‭ ‬ما‭ ‬ينتجه‭ ‬الإنسان‭. ‬فهل‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬هذا‭ ‬الإبداع‭ ‬الآلي‭ ‬شكلاً‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التعبير‭ ‬الفني؟‭ ‬وما‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬المعرفة‭ ‬التي‭ ‬تُنتج‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التجربة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وما‭ ‬يُولّده‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬ومعارف‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬الخوارزميات‭ ‬الضخمة؟

كما‭ ‬ناقشت‭ ‬القمة‭ ‬مسألة‭ ‬العدالة‭ ‬المعرفية‭ ‬وإمكانية‭ ‬الوصول‭ ‬المتكافئ‭ ‬إلى‭ ‬أدوات‭ ‬وتقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬الفجوة‭ ‬الرقمية‭ ‬بين‭ ‬المجتمعات‭ ‬قد‭ ‬تتسع،‭ ‬مما‭ ‬يعيد‭ ‬إنتاج‭ ‬علاقات‭ ‬الهيمنة‭ ‬الثقافية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تُراعَ‭ ‬مبادئ‭ ‬الشمول‭ ‬والانفتاح‭. ‬وحذّر‭ ‬بعض‭ ‬المتحدثين‭ ‬من‭ ‬مركزية‭ ‬رقمية‭ ‬آخذة‭ ‬في‭ ‬التشكل،‭ ‬تحتكر‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬الكيانات‭ ‬الكبرى‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬البيانات‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬ما‭ ‬يُهدد‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬العالمي،‭ ‬ويُضعف‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬الثقافات‭ ‬المحلية‭ ‬على‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الرقمي‭.‬

وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬لم‭ ‬تخلُ‭ ‬النقاشات‭ ‬من‭ ‬التفاؤل،‭ ‬فقد‭ ‬طُرحت‭ ‬رؤى‭ ‬طموحة‭ ‬حول‭ ‬الإمكانات‭ ‬الإيجابية‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الثقافة‭. ‬فواحدة‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬الإمكانات‭ ‬هي‭ ‬رقمنة‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬المادي‭ ‬وغير‭ ‬المادي،‭ ‬وحمايته‭ ‬من‭ ‬الاندثار،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬المسح‭ ‬ثلاثي‭ ‬الأبعاد،‭ ‬والتحليل‭ ‬اللغوي،‭ ‬والتوثيق‭ ‬الرقمي،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الثقافة‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة‭ ‬وأقرب‭ ‬إلى‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭.‬

ولم‭ ‬تقف‭ ‬القمة‭ ‬عند‭ ‬حدود‭ ‬التوصيف،‭ ‬بل‭ ‬تقدمت‭ ‬برؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬تُؤطر‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬والآلة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬علاقة‭ ‬شراكة‭ ‬تكاملية،‭ ‬لا‭ ‬تنافسية‭. ‬فالتحدي‭ ‬اليوم،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬خلصت‭ ‬إليه‭ ‬المناقشات،‭ ‬لا‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬تسخيره‭ ‬لخدمة‭ ‬الثقافة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تقويضها‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أوصت‭ ‬القمة‭ ‬بضرورة‭ ‬وضع‭ ‬أطر‭ ‬تنظيمية‭ ‬وأخلاقية‭ ‬واضحة‭ ‬تحكم‭ ‬استخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الثقافي،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬عدم‭ ‬انتهاك‭ ‬الخصوصية،‭ ‬أو‭ ‬تشويه‭ ‬الروايات‭ ‬الثقافية‭ ‬الأصيلة‭. ‬كما‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬المبادرات‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬التي‭ ‬تُعنى‭ ‬بإنتاج‭ ‬محتوى‭ ‬ثقافي‭ ‬عربي‭ ‬رقمي‭ ‬عالي‭ ‬الجودة‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الحضور‭ ‬الثقافي‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الرقمي‭ ‬العالمي‭. ‬

وانتهت‭ ‬نقاشات‭ ‬القمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الثقافة،‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تكتفي‭ ‬بدور‭ ‬المستجيب‭ ‬السلبي‭ ‬للتحولات‭ ‬التقنية،‭ ‬بل‭ ‬تضطلع‭ ‬بدور‭ ‬ريادي‭ ‬استشرافي‭ ‬يُعيد‭ ‬تأطير‭ ‬المسار‭ ‬الإنساني‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬قيمي‭ ‬وأخلاقي‭. ‬فالمطلوب‭ ‬اليوم،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬هو‭ ‬بناء‭ ‬خطاب‭ ‬ثقافي‭ ‬إنساني‭ ‬يُقاوم‭ ‬النزعة‭ ‬التقنية‭ ‬البحتة‭ ‬التي‭ ‬تُهدد‭ ‬بتجريد‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬خصوصيته،‭ ‬ويُعلي‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬الحوار‭ ‬والاعتراف‭ ‬بالآخر،‭ ‬بوصفهما‭ ‬أساسًا‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬عدلاً‭ ‬وتشاركية‭ ‬واستدامة‭.‬

تمثل‭ ‬القمة‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬أبو‭ ‬ظبي‭ ‬تجسيداً‭ ‬عملياً‭ ‬لرؤية‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬منصة‭ ‬عالمية‭ ‬للحوار‭ ‬الثقافي‭ ‬والتنوع‭ ‬الفكري‭. ‬فبينما‭ ‬تزداد‭ ‬حدة‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية،‭ ‬من‭ ‬صراعات‭ ‬إلى‭ ‬أوبئة‭ ‬إلى‭ ‬تحولات‭ ‬رقمية‭ ‬متسارعة،‭ ‬تبرز‭ ‬الثقافة‭ ‬كجسر‭ ‬للتفاهم‭ ‬وبناء‭ ‬السلام‭ ‬واستشراف‭ ‬المستقبل‭.‬

كما‭ ‬أكدت‭ ‬القمة‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬أبوظبي‭ ‬مكانة‭ ‬الإمارة‭ ‬كمركز‭ ‬ثقافي‭ ‬عالمي،‭ ‬يضع‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬وبناء‭ ‬المجتمعات‭. ‬ومع‭ ‬تزايد‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العالم‭ ‬اليوم،‭ ‬تبرز‭ ‬الحاجة‭ ‬الماسّة‭ ‬لمنصات‭ ‬كهذه،‭ ‬تُعلي‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الحوار،‭ ‬وتُبرز‭ ‬دور‭ ‬الثقافة‭ ‬كأداة‭ ‬فاعلة‭ ‬لإعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬العالم‭ ‬نحو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬العدالة‭ ‬والابتكار‭ ‬والسلام‭.‬

إن‭ ‬الثقافة،‭ ‬وفق‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية،‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مجرد‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬الهوية‭ ‬أو‭ ‬وسيلة‭ ‬للتعبير‭ ‬الفني،‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الاستجابات‭ ‬العالمية‭ ‬للتحديات‭ ‬المعاصرة،‭ ‬ومنصة‭ ‬للحوار‭ ‬الحضاري‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬الانقسامات‭ ‬السياسية‭ ‬والإيديولوجية،‭ ‬وبناء‭ ‬فضاء‭ ‬إنساني‭ ‬مشترك‭ ‬قوامه‭ ‬التفاهم‭ ‬والاعتراف‭ ‬بالآخر‭.‬

{ ‭ ‬باحثة‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الثقافية‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا