العدد : ١٧٢١٦ - الاثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٦ - الاثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

الثقافي

الصحفي والكاتب: أسامة الماجد يخرج جيل الشباب من الإبداع!

السبت ١٠ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

عن‭ ‬المشهد‭ ‬الروائي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يتساءل‭ ‬الكاتب‭ ‬الصحفي‭ ‬أسامة‭ ‬الماجد‭ ‬عـبر‭ ‬عـموده‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬البلاد‭ ‬‮«‬سوالف‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬عدد‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الموافق‭ ‬1‭ ‬مايو‭ ‬2025،‭ ‬حيث‭ ‬يعقد‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬الجيل‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬الستينيات‭ ‬والسبعينيات‭ ‬والثمانينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬ويجزم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬بأنهُ‭ ‬‮«‬قد‭ ‬ولى‭ ‬زمن‭ ‬الازدهار‭ ‬الأدبي‭ ‬والفني؟‭! ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نشاهده‭ ‬اليوم‭ ‬مجرد‭ ‬رواية‭ ‬طفلة‮»‬‭ ‬يستحيل‭ ‬أن‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬الكمال‭ ‬والنمو،‭ ‬تخبطات‭ ‬وتناقضات‭ ‬ومآس‭ ‬ولغـة‭ ‬هجينة‭ ‬غير‭ ‬واضحة،‭ ‬روايات‭ ‬مسجلة‭ ‬على‭ ‬الواقع‭ ‬نعم،‭ ‬لكنها‭ ‬بلا‭ ‬أصول‭ ‬وسطحية‭ ‬وأقرب‭ ‬إلى‭ ‬السذاجة،‭ ‬ولا‭ ‬أعـرف‭ ‬كيف‭ ‬يطلق‭ ‬هؤلاء‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭ ‬كتاب‭ ‬رواية‭ ‬أو‭ ‬‮«‬روائيين‭ ‬على‭ ‬الطريق‮»‬‭. ‬

وعلى‭ ‬ذات‭ ‬المنوال‭ ‬يواصل‭ ‬‮«‬الماجد‮»‬‭ ‬فيقول‭:‬

‮«‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬جدًا‭ ‬لم‭ ‬نسمع‭ ‬بجيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬فرض‭ ‬نفسه‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الأدبية،‭ ‬فإذا‭ ‬تقصّـينا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مطبوع‭ ‬ويحمل‭ ‬اسم‭ ‬رواية،‭ ‬فإننا‭ ‬لن‭ ‬نعثـر‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬رواية‭ ‬جديرة‭ ‬بالقراءة‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬وصل‭ ‬العدد‭ ‬المطبوع‭ ‬إلى‭ ‬ماـئة،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬تحرينا‭ ‬الدقـة‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يُكتب‭ ‬لا‭ ‬ينتمي‭ ‬شـرعًـا‭ ‬إلى‭ ‬الفن‭ ‬الروائي‮»‬‭.  ‬

بدايـة‭ ‬وكتعليق‭ ‬افتتاحي‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تفضل‭ ‬به‭ ‬زميلنا‭ ‬الصحفي‭ ‬الكاتب‭ ‬أسامة‭ ‬الماجد‭ ‬عبر‭ ‬عموده‭ ‬الصحافي‭ ‬المذكور‭ ‬أعـلاه،‭ ‬من‭ ‬البديهي‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الرأي‭ ‬مردود‭ ‬عليه‭ ‬ويمكن‭ ‬وضعـه‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬التثبـت‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬صحتـه‭ ‬أو‭ ‬عدمها‭ ‬كواقع‭ ‬ثقافي‭ ‬تعيشـه‭ ‬الساحة‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ولنا‭ ‬الحق‭ ‬ككاتب‭ ‬بحريني‭ ‬بالرد‭ ‬عـلى‭ ‬حيثياتـه‭ ‬التي‭ ‬أعـدنا‭ ‬كتابة‭ ‬أبرز‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬فيه‭ ‬فنقول‭: ‬عقد‭ ‬المقارنة‭ ‬مع‭ ‬جيل‭ ‬الستينات‭ ‬والسبعينات‭ ‬والثمانينات‭ ‬وتوصيفه‭ ‬بأن‭ ‬له‭ ‬الأفضلية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الرؤية‭ ‬الإبداعـية‭ ‬والنظرة‭ ‬الجمالية‭ ‬والفلسفية‭ ‬وتحقق‭ ‬كمال‭ ‬الشرط‭ ‬الروائي،‭ ‬هي‭ ‬بالمجمل‭ ‬حالة‭ ‬انبهار‭ ‬ومعيارية‭ ‬خلق‭ ‬أدبي‭ ‬لها‭ ‬ظروف‭ ‬فترتها‭ ‬وما‭ ‬تمخضت‭ ‬عـنه‭ ‬الساحة‭ ‬آنذاك‭ ‬من‭ ‬صراعـات‭ ‬أدبية‭ ‬وفكرية‭ ‬وأيديولوجية‭ ‬وسياسية‭ ‬أعطتها‭ ‬قصب‭ ‬السبق‭ ‬ورفعت‭ ‬من‭ ‬جودتها‭ ‬ولكون‭ ‬كتاب‭ ‬تلك‭ ‬الحقب‭ ‬قاعدة‭ ‬تأسيسهم‭ ‬الثقافي‭ ‬مشحونة‭ ‬بالصراع‭ ‬الحياتي‭ ‬والقيمي‭ ‬كتحديات‭ ‬صنعت‭ ‬تلك‭ ‬الأجيال‭ ‬وصقلت‭ ‬خبراتهم‭.‬

الكاتب‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬لا‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬جواز‭ ‬مرور‭ ‬إلى‭ ‬عـوالم‭ ‬الكتابة‭ ‬بمثل‭ ‬سهولة‭ ‬اليوم،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬لتجربته‭ ‬من‭ ‬التعميـد‭ ‬بالرفض‭ ‬والاستفزاز‭ ‬ومطاردة‭ ‬السجون‭ ‬وحصار‭ ‬القناعـات‭ ‬وصراع‭ ‬الأفكار‭ ‬وعليه‭ ‬فالكاتب‭ ‬آنذاك‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬المعاناة‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكالها‭ ‬التي‭ ‬صنعت‭ ‬قدره‭ ‬ومجده‭ ‬حتى‭ ‬بلوغ‭ ‬بصمته‭ ‬الفارقة‭ ‬وتحقيق‭ ‬وجوده‭.‬

وعـليه‭.. ‬كتاب‭ ‬تلك‭ ‬المراحل‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬شكلوا‭ ‬كجيل‭ ‬مرحلة‭ ‬ذهبيـة‭ ‬مختلفة‭ ‬بما‭ ‬قدموا‭ ‬من‭ ‬عـطاء‭ ‬أدبي‭ ‬وثقافي،‭ ‬لكن‭ ‬ألا‭ ‬تجد‭ ‬أخي‭ ‬الفاضل‭ ‬‮«‬الماجد‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬حالة‭ ‬التفضيل‭ ‬التي‭ ‬تتمسك‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬المقارنة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مشهد‭ ‬الأمس‭ ‬وواقـع‭ ‬اليوم‭ ‬يشوبها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التحامل‭ ‬وعـشوائية‭ ‬خلط‭ ‬المشهـد‭ ‬وضعت‭ ‬فيها‭ ‬جميع‭ ‬الكتاب‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬سلة‭ ‬واحـدة،‭ ‬معتبرًا‭ ‬المشهد‭ ‬الروائي‭ ‬كنتاج‭ ‬في‭ ‬الساحة،‭ ‬رواية‭ ‬طفلة‭ ‬وسطحية‭ ‬وأقرب‭ ‬للسذاجة‭.. ‬إلخ‭ ‬ممـا‭ ‬ذهبت‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬إجمالك‭ ‬للحراك‭ ‬الروائي‭ ‬البحريني‭.‬

أنت‭ ‬محـق‭ ‬بوجود‭ ‬السطحية‭ ‬أو‭ ‬السذاجة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬التجارب‭ ‬الروائية‭ ‬‮«‬من‭ ‬دون‭ ‬ذكـر‭ ‬أسماء‮»‬‭ ‬لحساسية‭ ‬الموقف‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬غـير‭ ‬المنطقي‭ ‬تعـمم‭ ‬كلية‭ ‬المشهد‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الكتاب‭ ‬الشباب‭ ‬و‭ (‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬فرض‭ ‬نفسه‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الأدبية‭)! ‬فالكتاب‭ ‬مثل‭.. (‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬الموسوي‭ / ‬رسول‭ ‬درويش‭ / ‬أيمن‭ ‬جعفر‭ / ‬فتحية‭ ‬ناصر‭ / ‬جابر‭ ‬خمدن‭ / ‬أمينة‭ ‬الكوهجي‭ / ‬ناجي‭ ‬جمعـة،‭ ‬وليد‭ ‬هاشم‭  / ‬وأسماء‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تحضرني‭ ‬الآن،‭ ‬كلها‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬اثراء‭ ‬المكتبة‭ ‬الأدبية‭ ‬البحرينية،‭ ‬هل‭ ‬يُعقل‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬أهمية‭ ‬لوجود‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأسماء‭ ‬وأنك‭ ‬فعليًـا‭ ‬قد‭ ‬توقفت‭ ‬عـند‭ ‬محطاتها‭ ‬كلها‭ ‬وقرأت‭ ‬نتاجها‭ ‬الروائي‭ ‬بأكمله‭ ‬ثم‭ ‬قيمت‭ ‬فحكمت‭.. (‬روايات‭ ‬مسجلة‭ ‬على‭ ‬الواقع‭ ‬نعم،‭ ‬لكنها‭ ‬بلا‭ ‬أصول‭ ‬وسطحية‭ ‬وأقرب‭ ‬إلى‭ ‬السذاجة،‭ ‬ولا‭ ‬أعـرف‭ ‬كيف‭ ‬يطلق‭ ‬هؤلاء‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭ ‬كتاب‭ ‬رواية‭ ‬أو‭ ‬روائـيين‭ ‬على‭ ‬الطريق‭)! ‬ما‭ ‬هكذا‭ ‬يُـفترض‭ ‬بالنزاهة‭ ‬الصحافية‭ ‬الراصدة‭ ‬لعمومية‭ ‬المشهد‭ ‬الثقافي‭ ‬تقليب‭ ‬أوراق‭ ‬الساحة‭ ‬على‭ ‬عجالة‭ ‬بشكل‭ ‬عـشوائي‭ ‬غير‭ ‬متبصر‭ ‬يخلط‭ ‬الحابل‭ ‬بالنابـل‭.‬

فقلم‭ ‬شاب‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬فتحية‭ ‬ناصر‮»‬‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الجريئة‭ ‬التي‭ ‬غاصت‭ ‬في‭ ‬البُعد‭ ‬الإنساني‭ ‬بالذات‭ ‬في‭ ‬ثلاثيتها‭ ‬‮«‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬نفسي‮»‬‭ ‬الطبعة‭ ‬الأولى‭ ‬2012‭ / ‬المؤسسة‭ ‬العربية‭ ‬للدراسات‭ ‬والنشر‭ ‬‭ ‬بيروت،‭ ‬قلم‭ ‬أنيق‭ ‬كيف‭ ‬يُتجاهل؟‭! ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬نقل‭ ‬الرواية‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬فضاء‭ ‬اللغـة‭ ‬الهندية‭ ‬‮«‬المليالايم‮»‬‭.‬

وهنا‭ ‬أيضًا‭ ‬رسول‭ ‬درويش‭ ‬كقلم‭ ‬قادم‭ ‬بقوة‭ ‬وحماس‭ ‬نحو‭ ‬المشهد‭ ‬الروائي،‭ ‬بدأت‭ ‬أعماله‭ ‬المترجمة‭ ‬إلى‭ ‬اللغـة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬تتصدر‭ ‬واجهات‭ ‬المكتبات‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬وسيدني‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬العواصم‭ ‬العربية‭ ‬كما‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬حصد‭ ‬الجوائز‭ ‬وهناك‭ ‬أمثلة‭ ‬أخرى‭ ‬لكتاب‭ ‬وكاتبات‭ ‬حيث‭ ‬يجتهد‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬تأثيث‭ ‬حضور‭ ‬الرواية‭ ‬البحرينية‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬صحافتنا‭ ‬المحلية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تغيب‭ ‬عـن‭ ‬المشهد‭ ‬ولا‭ ‬تتعقب‭ ‬الخبر‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬تطورات‭ ‬الساحة،‭ ‬لكون‭ ‬‮«‬مطرب‭ ‬الحي‭ ‬لا‭ ‬يُطـرب‮»‬‭ ‬فقد‭ ‬بات‭ ‬اليوم‭ ‬الكاتب‭ ‬البحريني‭ ‬لا‭ ‬يُعترف‭ ‬بوجوده‭ ‬إلا‭ ‬حينما‭ ‬تبروزه‭ ‬الجوائز‭ ‬المخملية،‭ ‬حراك‭ ‬الساحة‭ ‬الخليجية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الروائي‭ ‬قطع‭ ‬أشواطًا‭ ‬بعيدة‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬وتكريم‭ ‬الكتاب‭ ‬ونحن‭ ‬هنا‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬تحطيم‭ ‬مـجاديف‭ ‬بعضنا‭ ‬ولا‭ ‬يعجبنا‭ ‬العجب‭ ‬وما‭ ‬هكذا‭ ‬عـزيزي‭ ‬‮«‬الماجد‮»‬‭ ‬يكون‭ ‬الإنصاف،‭ ‬أتمنى‭ ‬عليك‭ ‬التريث‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬المشهد‭ ‬الروائي‭ ‬البحريني‭ ‬بموضوعـية‭ ‬أكثر‭ ‬فرأيك‭  ‬يُحسب‭ ‬سلبًـا‭ ‬بتهميش‭ ‬ساحتنـا‭ ‬الثقافية‭ ‬البحرينية‭ ‬مهمشًـا‭ ‬مكاسبها‭ ‬وما‭ ‬حققته‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا