العدد : ١٧٢٠٨ - الأحد ٠٤ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٠٨ - الأحد ٠٤ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

الثقافي

كليوباترا والرواية العربية!

{ بقلم : عبدالواحد محمد

السبت ٠٣ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

تجسد‭ ‬الحضارة‭ ‬المصرية‭ ‬العريقة‭ ‬رواية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬المفهوم‭ ‬الإنساني‭ ‬والتاريخي‭ ‬والثقافي‭ ‬والأدبي‭ ‬الملهم‭ ‬لكل‭ ‬البشر‭ ‬ولكل‭ ‬أديب‭ ‬ومثقف‭ ‬وباحث

لاريب‭ ‬أن‭ ‬كليوباترا‭ ‬المصرية‭ ‬ليست‭ ‬سحرا‭ ‬وجمالا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬وطن‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬أسرار‭ ‬عليا‭.‬

ومن‭ ‬سطرت‭ ‬من‭ ‬رحمه‭ ‬أسمى‭ ‬معاني‭ ‬الوفاء‭ ‬والنبل‭ ‬بكل‭ ‬تواضع‭ ‬وكبرياء‭ ‬لتكتب‭ ‬تلك‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬إلى‭ ‬التاريخ‭ ‬رواية‭ ‬عربية‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬نهايات‭ ‬لكونها‭ ‬بنت‭ ‬حضارة‭ ‬التاريخ‭ ‬بنت‭ ‬أقدم‭ ‬حضارات‭ ‬التاريخ‭!!‬

يقينا‭ ‬السفر‭ ‬داخل‭ ‬عقل‭ ‬وخارج‭ ‬عقل‭ ‬هو‭ ‬فلسفة‭ ‬عميقة‭ ‬لمن‭ ‬يكتب‭ ‬رواية‭ ‬أدبية‭ ‬عربية‭ ‬وغير‭ ‬عربية‭ ‬تتسم‭ ‬بالحلم‭ ‬والمتعة‭ ‬والرغبة‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬علاقة‭ ‬إنسانية‭ ‬بين‭ ‬لغة‭ ‬عقل‭ ‬وقلب‭ ‬وحياة‭ ‬تبدو‭ ‬أحيانا‭ ‬صعبة‭ ‬لكنها‭ ‬قمة‭ ‬النضج‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬طاقة‭ ‬إيجابية‭ ‬تعكس‭ ‬كل‭ ‬جهد‭ ‬وسهر‭ ‬ومشوار‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬عقل‭.‬

إنها‭ ‬الرواية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أعمق‭ ‬ترجمات‭ ‬فلسفية‭ ‬لوضع‭ ‬تصورات‭ ‬فكرة‭ ‬تؤكد‭ ‬جوهرها‭ ‬ومضمونها‭ ‬المرتبط‭ ‬دوما‭ ‬بالمرأة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬مفتاح‭ ‬بيت‭ ‬الرواية‭ ‬الملهمة‭ ‬والتي‭ ‬تمنحها‭ ‬سفرا‭ ‬وخيالا‭ ‬وحبا‭ ‬وهجرا‭ ‬وشجنا‭ ‬وغناء‭.. ‬الخ‭.‬

دروبها‭ ‬البعيدة‭ ‬والقريبة‭ ‬بلغة‭ ‬من‭ ‬يكتب‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬عقل‭ ‬تلك‭ ‬المنحة‭ ‬التي‭ ‬وهبها‭ ‬الله‭ ‬له‭ ‬دون‭ ‬بشر‭ ‬كثر‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬كبير‭.‬

لذا‭ ‬الرواية‭ ‬تحقق‭ ‬ايضا‭ ‬الاستقرار‭ ‬النفسي‭ ‬للمبدع‭ ‬وللمبدعة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬معاناة‭ ‬من‭ ‬يكتبها‭.‬

وبالدليل‭ ‬عندما‭ ‬نقرأ‭ ‬إحدى‭ ‬الروايات‭ ‬لأديب‭ ‬كبير‭ ‬وموهوب‭ ‬تشعر‭ ‬بمتعة‭ ‬السرد‭ ‬وتتأمل‭ ‬معه‭ ‬تلك‭ ‬السطور‭ ‬بعين‭ ‬من‭ ‬يتمنى‭ ‬ان‭ ‬يكتب‭ ‬حكاية‭ ‬من‭ ‬حكاياته‭ ‬الفلسفية‭ ‬والإبداعية‭ ‬بل‭ ‬النقدية‭ ‬والحداثية‭!‬

لكنها‭ ‬طاقة‭ ‬اديب‭ ‬وروائي‭ ‬وفلسفته‭ ‬غير‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تمنح‭ ‬عقل‭ ‬من‭ ‬يقرأ‭ ‬متعة‭ ‬الحلم‭ ‬والسفر‭ ‬والقصيدة‭ ‬الهيفاء‭ ‬التي‭ ‬فيها‭ ‬روح‭ ‬الرواية‭ ‬لذا‭ ‬الرواية‭ ‬العربية‭ ‬كيان،‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬ضمائر‭ ‬نقية‭ ‬لكونها‭ ‬الوطن‭ ‬حكاية‭ ‬وطن‭!!‬

بكل‭ ‬تفاعلاته‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬تمنحنا‭ ‬لغة‭ ‬سلام‭ ‬ووئام‭ ‬والوطن‭ ‬هو‭ ‬السلام‭ ‬هو‭ ‬النداء‭ ‬هو‭ ‬قوتنا‭ ‬المبدعة‭.‬

وتحضرني‭ ‬هنا‭ ‬رواية‭ ‬عربية‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنساني

تناولها‭ ‬المؤرخ‭ ‬الإنجليزي‭ ‬هيرشو‭ ‬عن‭ ‬أنف‭ ‬أميرة‭ ‬الرواية‭ ‬والنساء‭ ‬كليوباترا‭ ‬وتأثيرها‭ ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬وقديما‭ ‬قيل‭ ‬انه‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬انف‭ ‬كليوباترا‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬لتغير‭ ‬وجه‭ ‬التاريخ،‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬الأنف‭ ‬الضخم‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬ينقص‭ ‬من‭ ‬جمالها‭ ‬فلا‭ ‬تظفر‭ ‬بالمكانة‭ ‬التي‭ ‬ظفرت‭ ‬بها‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬يوليوس‭ ‬قيصر‭ ‬ومارك‭ ‬انطوني،‭ ‬وبذلك‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موقعة‭ ‬اكتيوم‭ ‬لتقع‭ ‬ويتغير‭ ‬تاريخ‭ ‬الرومان‭ ‬وتاريخ‭ ‬العالم‭ ‬تبعا‭ ‬لذلك‭ ‬ويقول‭ ‬هيرنشو‭ ‬تعليقا‭ ‬علي‭ ‬ذلك‭ (‬اني‭ ‬بريء‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬انف‭ ‬اي‭ ‬سيدة‭ ‬او‭ ‬شكله‭ ‬على‭ ‬الاقل‭ ‬في‭ ‬تقديرها‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬الصغيرة‭ ‬التافهة،‭ ‬لكنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬ينظر‭ ‬إليها‭ ‬باعتبارها‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬الحاكمة‭ ‬الفاصلة‭ ‬في‭ ‬مصائر‭ ‬الأمم‭.‬

عند‭ ‬القائلين‭ ‬بالعناية‭ ‬الإلهية‭ ‬او‭ ‬القائلين‭ ‬بالجبرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬الامور‭ ‬القابلة‭ ‬للنقاش‭ ‬في‭ ‬روايتنا‭ ‬العربية‭ ‬ان‭ ‬انف‭ ‬كليوباترا‭ ‬لو‭ ‬اختلف‭ ‬قليلا‭ ‬ولو‭ ‬بمقدار‭ ‬قيراط‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬لقضى‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬جمالها‭ ‬جمال‭ ‬روايتنا‭ ‬العربية‭.‬

ولما‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تفتن‭ ‬قيصر‭ ‬او‭ ‬تسحر‭ ‬مارك‭ ‬انطوني‭ ‬بجمالها،‭ ‬لكن‭ ‬كليوباترا‭ ‬هي‭ ‬ساحرة‭ ‬التاريخ‭ ‬وستبقى‭ ‬تلك‭ ‬المرأة‭ ‬المصرية‭ ‬العريقة‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬تشكل‭ ‬منه‭ ‬العالم،‭ ‬أنها‭ ‬مصر‭ ‬أنها‭ ‬مصرية‭ ‬أنها‭ ‬وطن‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬داخلها‭ ‬ايقونات‭ ‬وأسرارا‭ ‬لم‭ ‬تكتشف‭ ‬بعد‭ ‬لكونها‭ ‬قلبا‭ ‬كبيرا‭ ‬وعقلا‭ ‬حكيما‭!‬

سيدتي‭ ‬الرائعة‭ ‬كليوباترا‭ ‬أنت‭ ‬أجمل‭ ‬أنف‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬التاريخ‭ ‬وكل‭ ‬التاريخ

لتبقى‭ ‬روايتنا‭ ‬العربية‭ ‬هي‭ ‬السرد‭ ‬والالهام‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬الثقافية‭ ‬وحياة‭ ‬الآخر‭!‬

لكونها‭ ‬جاءت‭ ‬برسالة‭ ‬ومنحة‭ ‬عقل‭ ‬ولم‭ ‬تأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬أو‭ ‬أوهام‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يكتبون‭ ‬الحقيقة‭ ‬بل‭ ‬هم‭ ‬العبث‭ ‬ولا‭ ‬غير‭ ‬العبث‭ ‬والهراء‭.‬

كليوباترا‭ ‬هي‭ ‬كل‭ ‬روايات‭ ‬التاريخ‭ ‬ومعها‭ ‬عشتار‭ ‬وسميراميس‭ ‬وسبا‭ ‬وحمورابي‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬مازالوا‭ ‬يكتبون‭ ‬معنا‭ ‬رسالة‭ ‬وطن‭ ‬في‭ ‬لوح‭ ‬محفوظ‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬لغة‭ ‬تطرف‭ ‬كل‭ ‬روايات‭ ‬لا‭ ‬تنصف‭ ‬من‭ ‬صنعوا‭ ‬التاريخ‭!!‬

 

روائي‭ ‬عربي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا