الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«حماية المستهلك».. مسؤولية مجتمعية
في الشهر الماضي نظّمت وزارة الصناعة والتجارة فعاليات الأسبوع الخليجي العشرين لحماية المستهلك، وذلك بالتزامن مع هيئات وإدارات حماية المستهلك في دول مجلس التعاون الخليجي.. تعزيزا للوعي وتكريسا للحقوق.
شخصيا لدي تجارب عديدة مع بعض المؤسسات المخالفة، وكان تفاعل إدارة حماية المستهلك إيجابيا، لدرجة القيام بزيارة تفتيشية لأحد المحلات التي رفضت تسليمي فاتورة البيع، بحجة تعطل الجهاز، ثم اكتشف الأمر بأنه محاولة للتهرب الضريبي.
واليوم.. يدرك أصحاب المحلات المخالفة أن اسم «إدارة حماية المستهلك» يسبب لهم رادعا.. لأن الإجراءات القانونية فيها حازمة وحاسمة، تصل إلى حد إغلاق المحل وتجميد السجل وسحبه.
ثقافة «حماية المستهلك» في دولنا الخليجية هي مسؤولية قانونية، والتزام أخلاقي ومجتمعي، يسهم في تعزيز ثقة الأسواق التجارية، ويحافظ على حقوق الأفراد في بيئة اقتصادية عادلة ومستدامة، كما يحمي التاجر الملتزم بالقانون الذي يحافظ على سمعته وثقة الزبائن معه.
تلك الثقافة يواجهها «انطباع عام» بأن إدارة حماية المستهلك لا تعمل ولا ترد الحقوق، بل لا ترد على المكالمات.. وذلك انطباع غير موضوعي.. فقد يقع بعض التقصير من موظف في الإدارة، أو عدم تلبية شكوى معينة، وذلك قد يكون بسبب عدم قانونية الطلب والشكوى.. ولكن الإدارة تبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق العدالة لكافة الأطراف، وتعزيز الثقافة حماية المستهلك.
ندرك جميعا أن ثمة أمورا تقع وتجاوزات تحصل، ويكون النداء الأول للناس: «وين حماية المستهلك؟»، في حين نكتشف أن الأمر متعلق بجهات أخرى، ومرتبط بقانون آخر.. كمن يطرق الباب على جيرانه، وينتظر من الإشارة الضوئية في الشارع العام أن تفتح..!!
منذ فترة نلاحظ أن بعض وكالات السيارات بدأت تنشر إعلانات وترسل «مسجات» لأصحاب السيارات من نوع معين، من أجل تسليم مركباتهم نظرا لوجود عيب وخلل في قطع بالسيارة من المصنع.. وهذا الأمر لم نكن لنراه ونتابعه ونشهده لولا الدور والمتابعة من الوزارة وحماية المستهلك.
من ضمن الفعاليات التي قامت بها الوزارة، بإشراف مباشر من سعادة السيد عبدالله بن عادل فخرو وزير الصناعة والتجارة، تدشين مبادرة «المستهلك الصغير والتاجر الصغير»، وتنظيم معارض توعوية، وورش عمل، ومحاضرات تثقيفية، وإطلاق مسابقة الشخصية التفاعلية في مجال حماية المستهلك، بجانب توقيع اتفاقية مع ممثلي القطاع التجاري المتعاون في استلام وحل شكاوى المستهلكين والحملات التسويقية، مع تكريم المستوفين لاتفاقية مستوى الخدمة والارتقاء بتجربة المستهلكين، بالإضافة إلى تكريم عائلة صديق المستهلك لشهر رمضان المبارك، وغيرها من المبادرات.
كل ما نتمناه على الوزارة نشر أخبار الحالات التي تم حل مشاكلها وشكاواها وتعويضها حتى بدون ذكر الأسماء، من أجل تعزيز ثقافة حماية المستهلك، وزيادة ثقة الناس بها.
مؤخرا أعلنت الوزارة أن إدارة حماية المستهلك ستواصل العمل على إطلاق مبادرات وبرامج جديدة مع القطاع التجاري، وكذلك مع الشباب من أجل تبني عادات استهلاكية أكثر وعياً ومسؤولية.. وهي جهود تستحق التقدير والشراكة المجتمعية.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك