عرضنا مؤخرا نبذة مختصرة عن سيرة حياة أعظم معماري أمريكي عبر العصور وهو فرانك لويد رايت. واليوم نقدم أحد نماذج إبداعاته المعمارية وهو بيت الشلال أو ما يعرف بـFalling water»».
صمم فرانك لويد رايت هذا المنزل في عام 1934 بالمناطق الريفية الجنوبية الغربية في ولاية بنسلفانيا على بعد 50 ميلاً جنوب شرق بيتسبرغ. ووفقا للنقاد، فإن هذا المنزل الاستثنائي يعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والهندسة المعمارية والطبيعة بتمازج عبقري. وهو يقع وسط غابة أشجار عالية يخترقها جدول ماء شديد الانحدار مكونا شلالا وسط الصخور الضخمة. وتميزت هندسة المنزل بأنه ربط الخطوط الأفقية للخرسانة بالخطوط الرأسية للحوائط والفتحات الزجاجية وسيقان الأشجار في الغابة.
وبنيت جدرانه من حجر الكلس مع كتل من الإسمنت الأبيض والحديد والزجاج.
وقد شيد هذا المبنى عام 1936 كمنزل عطلة نهاية الأسبوع ومصيف للمالك الأصلي الثري وهو إدغار كوفمان. حيث طلب من فرانك لويد رايت أن يبني له منزلا مميزا يطل على الشلالات. ولكن عبقرية فرانك دفعته إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث جعل عائلة كوفمان تعيش مع الشلال، بدلا من مشاهدته.
وبالفعل تم تصميم المنزل الذي اعتمد بشكل أساسي في مكوناته على الطبيعة. وتقدر تكلفة إنشائه في ذلك الوقت بحوالي 155 ألف دولار، وهو ما يعادل في هذا الوقت 2.7 مليون دولار.
وبعد وفاة إدغار كوفمان، وتحديدا في عام 1952، قرر ابنه إدغار كوفمان تغيير مستقبل بيت الشلال، وذلك بأن يصبح والأراضي المحيطة به في متناول الجميع. وفي عام 1963 تم نقل ملكيته مع حوالي 500 فدان بالمنطقة إلى الهيئة الحكومية الأمريكية لصيانة شواطئ الأنهار. وقام ابن كوفمان بتسليم المنزل إلى محمية ولاية بنسلفانيا الغربية، وتم تحويله إلى متحف. بل تم تصنيفه كمعلم تاريخي وطني، وهو أحد أبرز المباني الأسطورية في الهندسة المعمارية لفرانك لويد رايت في القرن العشرين، وأحد مواقع التراث العالمي. كما حصل المنزل عام 2000 على لقب كنز الكومنولث من قبل لجنة بنسلفانيا التاريخية.
هذه التحفة المعمارية التي أبدعها فرانك لويد رايت تعرف اليوم بأنها إحدى أيقونات العمارة العضوية المعاصرة التي ابتكرها لويد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك