الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«رحلتي».. عبر المحطات الثلاث
في عام 1914 حينما زار المفكر العربي الشهير أمين الريحاني مدينة المحرق كتب عنها في كتابه (ملوك العرب) أنه وجد في المحرق كل ما تنتجه الثقافة المصرية في ذاك الحين.. وهذا دليل على رقي المحرق، وثقافة أهلها، وتطور وتقدم البحرين.
ويبدو واضحا أن هذا الرقي الثقافي انعكس على شباب مدينة المحرق، التي خرج منها العديد من الشخصيات الوطنية والقيادية والمؤثرة في المجتمع البحريني حتى يومنا هذا.
بالأمس تشرفت بلقاء الوالد العزيز سلمان بن عيسى بن هندي المناعي محافظ محافظة المحرق، وقد أهداني كتابه الذي أصدره بعنوان (رحلتي عبر المحطات الثلاث.. الإذاعة – قوة دفاع البحرين – محافظة المحرق).. والكتاب كما عنوانه يحكي سيرة ومسيرة «سلمان بن هندي المناعي» في أكثر المحطات أهمية في رحلته وحياته.. ويتضمن الميلاد والنشأة، وسكن العائلة، والولع بالقراءة، والعلاقة بالبحر، والمدارس النظامية، وذكريات الباص والرفقة، والمدرسين الأفاضل.
في المحطة الأولى من الكتاب يتحدث «سلمان بن هندي المناعي» عن علاقته بإذاعة البحرين وعمله فيها، ثم علاقته مع الشاعر الكبير «فاروق شوشة»، ثم رحلته إلى القاهرة، ورفقاء الدرب في الإذاعة، ومرحلة الزواج والاستقرار، ويختم المحطة الأولى بصفحات أطلق عليها اسم «خلاصة المرحلة الأولى».
وفي قراءتي لسيرته الذاتية وجدت أنه أول من أعد وأذاع برنامجا رياضيا متكاملا في إذاعة البحرين، وضمنه تعليقا حيا على مباريات كرة القدم، وهو أول من استحدث مسابقة اختيار «أحسن لاعب»، كما أجرى حوارات مع العديد من الشخصيات والفنانين، من أبرزهم «صقر الرشود والفنان وديع الصافي».
وفي المحطة الثانية يتناول في الكتاب رحلته إلى قوة دفاع البحرين، وكيف تشرف بالانتساب إليها، والعمل الإذاعي في قوة الفاع، ثم دراسته في المملكة الأردنية الشقيقة، وتأثره بجلالة الملك المعظم القائد الأعلى لقوة دفاع البحرين، وماذا تعلم من مدرسة المشير خليفة بن أحمد القائد العام لقوة دفاع البحرين، وكذلك مدرسة الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، وماذا تعلم من الفقيد الراحل الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليفة، وعلاقته مع الإعلاميين والرياضيين، وبعدها «خلاصة المحطة الثانية».
وفي المحطة الثالثة يستعرض في الكتاب رحلة في محافظة المحرق، بدأت من لحظة التشرف بالتعيين والتكليف الملكي السامي، وتحديات البدايات الصعبة، وأزمة كورونا ونجاح «فريق البحرين»، والإنجازات التنموية، ولقاءات مع معالي وزير الداخلية، ولقاءات جلالة الملك المعظم مع أهالي المحرق، ثم خلاصة المحطة الثالثة.
ويختتم «سلمان بن هندي المناعي» كتابه بمجموعة من الصور لمناسبات متعددة، وتفاعلات الصحافة البحرينية، وشهادات التقدير والتكريم خلال رحلته الجميلة بمحطاتها الثلاث، لشخصية وطنية ملهمة، تشكلت من رحم أسرة بحرينية محرقية متماسكة.
«نعمة من الله عز وجل أن يولد الإنسان في بلد محبوب من العالم أجمع.. والأجمل تحكمها عائلة كريمة تتحلى بحب الشعب وتعشق ترابه».. هكذا جاءت كلمات مقدمة الكتاب، الذي يجد فيه القارئ المتعة والفائدة، والدروس والعبر، وكيف تكون خدمة الوطن، والولاء للقيادة، واستثمار الموهبة، والوفاء الجميل لرفقاء الدرب، ورقي المحرق وأهلها.. كما جاء في شهادة أمين الريحاني.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك