الكواليس

وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
أمي أو فلذة كبدي؟
وقفت في وجه أمي لأول مرة في حياتي وصرخت بأعلى صوتي الذي خرج من أحشاء قلبي المكسور، وقلت: إلا ابنتي!! لن أسمح لك أن تدمري حياتها كما دمرتِ حياتي!
كان هذا جواب صديقتي الصادم عندما سألتها عن سبب غضب أمها منها ورفضها القاطع لمصالحتها ما لم ترجع عن قرارها.. وهو مساندة ابنتها في إجراءات الطلاق من زوجها الذي لم يمر على زواجهم إلا عام واحد فقط.
قلقت كثيرا عليها وعلى ابنتها الصغيرة الجميلة التي احتفلنا جميعا وبكل فرح بزفافها منذ مدة قصيرة، لذلك طلبت منها أن تفسر الموضوع لأنه كان صادما جدا، وخصوصا انني أعرف مدى حب وبر صديقتي لأمها، كما أن موضوع سعيها لطلاق ابنتها بعد عام فقط من الزواج أمر محير جدا، فالتفتت علي بعيون منكسرة فيها حزن وألم الدنيا وقالت: يجب أن أنقذ ابنتي فلذة كبدي من نفس مصيري فأنا لم أضحِّ بحياتي وسعادتي وصحتي لكي أتعسها بل لكي تسعد في حياتها!! فازداد الأمر حيرة لذلك دعيتها الى أن تسترسل من دون أن اقاطعها، وقالت: مازلت أشعر بألم، بل أسمع صوت الصفعة (الكف) الذي ضربتني إياه والدتي على وجهي عندما ذهبت إليها بعد زواجي بستة أشهر اشتكي من أن زوجي لم يلمسني خلالها وأنا عروس جديدة إلا 4 مرات فقط وبطريقة وحشية وسريعة لم أشعر خلالها إلا بالألم، وعندما أحاول أن أتكلم معه ينظر اليّ باحتقار ويقول لي (عيب اخجلي من نفسك) ألم يربكِ أهلك بأن كلام البنت أو مطالبتها لحقها الشرعي عيب؟ فأسكت منكسرة، ولكنني كعروس جديدة كنت أتمنى أن أشعر بما قرأته أو أشاهده في التلفزيون أو سمعت عنه من الصديقات أو أو أو، فلم تجعلني أمي أكمل كلامي بل طلبت مني السكوت والرضا بنصيبي وبما كتبه لي الله وخصوصا أن زوجي في نظرها ونظر المجتمع كامل من حيت الشكل والأخلاق والحالة الاجتماعية، أما الحقوق الشرعية فهذا من الكماليات التي لا يجب على المرأة الشريفة المتربية تربية صالحة أن تفكر أو تطالب بها.
بعد سنة من الزواج والحرمان العاطفي تكلمت مع والدي الذي نظر إليّ بنظرة احتقار وخيبة أمل مازلت أذكرها، حيث قال ما هذا الكلام الذي تقوله امرأة شريفة؟ عيب يا بنت ولو طلبتي الطلاق لهذا السبب التافه سأتبرأ منك ولن تدخلي بيتي ما حييتِ (سكتي بس ولا تفشلينا)، فسكت خصوصا بعد أن اكتشفت بأنني حامل بالشهر الثالث.
أنا امرأة عمري 45 متزوجة من 25 سنة، مازلت أشعر بالحزن والخجل عندما أشاهد مشهدا رومانسيا في أي فيلم رومانسي مازلت لا أعرف معنى القبلة الحقيقية بين الرجل والمرأة، لم أجرب ولم أستمتع مرة واحدة بحقي الشرعي في حياتي، امرأة جميلة من الخارج محطمة من الداخل مكتئبة طول الوقت، أصبت بالضغط وغيره من الأمراض المزمنة بسبب عدم السعادة والفراغ العاطفي فهل أسمح أن يحدث لفلذة كبدي ما أصابني؟ هل أحطم ابنتي التي ضحيت بسعادتي لأجلها؟ أعلم أن العلم تطور وأن الرجل يستطيع أن يتعالج من البرود الجنسي ولكن للأسف الشديد معظم الرجال يرفضون أن يعترفوا بهذا المرض المخجل في نظرهم، لذلك تكون زوجاتهم ضحايا للأفكار القديمة البالية بأن المرأة لا تحتاج ولا يحق لها أصلا أن تطالب بحقها الشرعي!! فلماذا يتعالج أو يطور من أسلوبه المهم أن يستمتع هو فقط، أما المرأة فعيب. مع أن الشرع والدين والقانون أعطاها هذا الحق ألا أن مجتمعنا وأفكاره حرمها منها.
أحب أمي ولكن لو كان ثمن مصالحتها سعادة ابنتي فلا وألف لا.
إقرأ أيضا لـ"وفاء جناحي"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك